الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » صبا قلبي إلى نجد وهاما

عدد الابيات : 97

طباعة

صبا قلبي إلى نجد وهاما

فحالفت الصبابة والهياما

وطار القلب من وجد وشوق

وطرفي في الذم المسفوح عاما

فدع يا عاذلى عذلى ولومي

فقلبي عن ملامك قد تعامى

فلو تدرى الصبابة من فؤادي

لما فوقت في عذلى سهاما

وإنك لا ترى للشوق معنى

ولا تدرى المجية والغراما

فلا والله ما قلب خلي

كقلب قد سقاه الحب جاما

ولا عين تنام الليل طرا

كعين في المحبة لن تناما

أما والله إن الحب بؤس

به العشاق قد لبسوا السقاما

وأوردهم موارد مهلكات

فذاقوا في مغبته الحماما

ولكنى بأمر الحب راض

قرير العين أرعاه الذماما

فإن الحب أقام ولكن

أجل الحب ما أعلى المقاما

كحبي المصطفى خير البرايا

شفيع المذنبين حمى اليتامى

غياث الكون في خصب ومحل

نديّ الكف كهف للأيامي

رحيم القلب فياض كريم

غزير الغيث ينسجم انسجاما

مليح الوجه يعلوه وقارٌ

يضىء الليل إن حسر اللثاما

لهيبته ملوك الأرض خرّت

إلى الأذقان خوفا واحتراما

أتى والناس في ظلمات شرك

فبدّد جيشه ومحا الظلاما

وبدلهم بداجى الكفر نورا

وأرشدهم إلى دين تسامى

وبشرهم بأن العز فيهم

إذا عرفوا المحلل والحراما

وأن السكون يخشاهم جميعا

وأن النصر رائدهم دواما

وخاطبهم بلين القول حتى

إذا ما أعرضوا شهرَ الحساما

فبدّد شمل من راموا عنادا

فذاقوا في عنادهم الحماما

وكم أرضى محالفه وأردى

مخالفه جزاء وانتقاما

به عرفوا سبيل الحق لكن

أرادوا الكيد واتبعوا الخصاما

فما راعوا لحرمته حقوقا

ولا عرفوا التودد والوئاما

فناشدهم قرابته فولوا

فأصلاهم حروبا واغتناما

وفرق جمعهم أسرا وقتلا

ومزق جسمهم قلبا وهاما

وأيقظهم بصوت الحق جهارا

وكانوا قبل بعثته نياما

ولولا أن أجابوه لكانوا

جذاذا أو هشيما أو رغاما

تحداهم فأعجزهم فخروا

سجودا حينما كانوا قياما

فأعجزهم بقرآن بليغ

فصاروا من بلاغته كهاما

ولما شاهدوا الأنوار عضوا

من التفريط أيديهم ندامى

وصاروا بعد هديهم جميعا

لأمر الدين والدنيا قواما

وقد نالوا بنصرته المعالى

وبعد الغي قد صاروا كراما

نبى قد أتاه الله علما

وحلما واعتبارا واحتراما

نبى شب في أسمى كمال

وعن وصف الدنايا قد تحامى

فسموه الأمين وكان طفلا

وبعد الرشد كان لهم إماما

ببعثته المكارم قد تجلت

فولى الشرك وانهزم انهزاما

وساد الأمن بعد الخوف حتى

ترقى الكون وانتظم انتظاما

وأشرقت العوالم من ضياه

فثغر العز يبتسم ابتساما

أجل الخلق من إنس وجن

وأعلاهم وأرفعهم مقاما

ملائكة الإله له جنود

إذا ما نام أو للحرب قاما

وراء ركابه جبريل يمشى

وميكائيل قد أخذ الزماما

نبى كم له من معجزات

تفوق النجم عدا وانتظاما

كبهمة جابر لما دعاهم

فأشبعهم وما نقصوا الطعاما

سقى الآلاف من ماء قليل

فأرواهم وما نقصوا الجماما

وكال لجابر تمرا فوفّى

وعذق النخل مذ أو ما ترامى

ولم يسكن حنين الجذع حتى

دنا منه وأولاه التزاما

ونطق الضب والسرحان أضحت

له الأسماع تنفصم افصاما

له القمر المنير انشق جهرا

وعاد لأفقه بدرا تماما

وحين شكا إليه القوم جدبا

فمد الكف واستسقى الغماما

ولما أن طغى أو ما إليه

فسار الغيث يستبق الإكاما

كنوز الأرض قد عرضت عليه

فأعرض عن زخارفها اعتصاما

شفيع المذنبين أجب ندائي

فإني بعض من صلى وصاما

وخذ بيدي ولا تقطع رجائي

فقلبي في محبتك استهاما

رسول الله إني مستجير

بجاهك أن أهان وأن أضاما

فجاهك للورى جاه عريض

يعز المستجير به دواما

فمد يديك نحوى واجتذبني

لعلى أن أرى ذاك المقاما

وألثم ترب أرض أنت فيها

فإن ترابها يشفى السقاما

فطيبه للورة طيب وطب

وفردوس بها الهادى أقاما

رسول الله روحى في اشتياق

وتطلب أن تراك ولو مناما

رسول الله صبرى كاد يفنى

وكاد العمر ينصرم انصراما

وقد خط المشيب بفود رأسى

سطورا أنهكت منى العظاما

لبست الشيب تاجا من بياض

فصار بناظرى يحكى الظلاما

فهل لي في التلاقى من سبيل

فعمرى زاد عن خمسين عاما

أظل أقول من شوق ووجد

علام الدهر يمنعنى علاما

فإن تكن المعاصى أقعدتني

وحالت دون أن نلت المراما

فإن الله غفار رحيم

لمن لله أخلص واستقاما

وإنى مخلص سرا وجهرا

ونفسي تكره الأمر الحراما

وإن أك في الصبا ألممت ذنبا

فعفوك يا إلهى قد تسامى

ولى نسب بخير الخلق طه

به أرجو السلامة والسلاما

محمد سيد الأكوان طرا

وأفضل من بأمر الله قاما

فكف يد العدا عنى وجدلى

بمنحة لمحة تروى الأواما

وأولادي وذو رحمى وأهلى

ومعشر إخوتي واشف السقاما

ولا تجعل لمخلوق علينا

يدى ضغط ولو كان الإماما

ولا تثقل كواهلنا بدين

كثيرا كان أم ساوى الجراما

وأمطرنا الغنى سحا ووبلا

ولا تجعل سحابتنا جهاما

رسول الله أرضك خير أرض

فأنى لي أرى فيها الخياما

فؤادي بالحجاز وساكنيه

من الأشواق يضطرم اضطراما

متى الأقدار تدنيني إليهم

وتبصر مقلتي البيت الحراما

فأرمل في طواف البيت سبعا

وللأركان التزم التزاما

وأقصد زمزما آنا فآنا

ليطفىء ماؤها منى الأواما

وأسعى بالخشوع بكل ركن

وألتزم المصلى والمقاما

وفي يوم الوقوف أعد نفسي

سعيد الحظ إذ نلت المراما

إذا ما الناس قد لبوا جميعا

وهام الكل واختلفوا كلاما

وما جوا إذ أفاضوا في سرور

بنجح القصد واشتدوا زحاما

وفي رمى الجمار أرى ذنوبى

محطمة وقد كانت جساما

وبعد وداع بيت الله زدنا

لرية طيبة الهادى غراما

قطعنا البيد من سهل وحزن

فلا والله لم ندرك سآما

رأينا القبة الخضرا فهمنا

فسا لالدمع وانسجم انسجاما

بها السر المصون وكل فضل

بها نور النبوة قد تسامى

بها سر الوجود بها التهامى

بها من علم الكرم الكراما

بها من لا يضام له نزيل

ثمال المرملين حمى اليتامى

تخيل لي رسول الله نفسي

بأنى في حماك أرى المقاما

وأنى زرت بيت الله لكن

وحقك لم أزره ولو لسماما

فحقق حسن ظنى يا إلهى

وبلغني وأحبابي المراما

وصل مسلما في كل آن

على من كان للعليا ختاما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

312

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة