الديوان » السعودية » محمد بن عثيمين » قد بلغتك المهاري منتهى الأمل

عدد الابيات : 54

طباعة

قَد بَلَّغَتكَ المَهاري مُنتَهى الأَمَلِ

فَما التَقَلقُلُ مِن سَهلٍ إِلى جَبَلٍ

أَرِح رِكابَكَ فَالأَرزاقُ قَد كُتِبَت

وَلَيسَ يَعدوكَ ما قَد خُطَّ في الأَزَل

فَطالَما أَوضَعَت خوصُ الرِكابِ بِنا

في مَهمَهٍ فَذَفٍ أَو مَجهَلٍ غُفُلٍ

سَباسِبٌ يَقلِبُ الأَلوانَ صَيخَدُها

وَتارَةً فَوقَ أَلواحٍ بِذي زَجَلِ

فَالآنَ لَمّا أَقالَ اللَهُ عَثرَتَنا

في دَولَةِ المُرتَضى في القَولِ وَالعَمَلِ

فَخَفِّضِ أَلهَمَّ وَاِنعَم في ذَرى مَلِكٍ

وَاِعفِ الرَكائِبَ مِن حِلٍّ وَمُرتَحَلِ

مَلكٌ تَباشَرَتِ الدُنيا بِطَلعَتِهِ

وَاِفتَرَّ ثَغرُ الرِضا عَن مَبسِمِ الجَذَلِ

سَما إِلى المَجدِ لَم تُقطَع تَمائِمُهُ

بِصِدقِ عَزمِ فَتىً في رَأيِ مُكتَهِلِ

عَبدُ العَزيزِ الذي عادَ الزَمانُ فَتىً

في وَقتِهِ بَعد قَيدِ الشَيبِ وَالقَزَل

لَم يَطلُبِ المُلكَ إِرثاً بَل سَعى وَسَطا

حَتّى حَواهُ بِعزمِ الفاتِكِ البَطَلِ

لكِن لِآبائِهِ في المُلكِ مَنقَبَةٌ

أَضحَوا بِها غُرَّةً في جَبهَةِ الدُوَلِ

أَشَمُّ أَروَعُ مِن آسادِ مَملَكَةٍ

أَرسَوا قَواعِدَها بِالبيضِ وَالأَسَلِ

المُنعِمينَ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ

وَالحاكِمينَ بِلا جَورٍ وَلا مَيَلِ

وَالعامِرينَ مِنَ التَقوى سَرائِرَهُم

وَالناهِجينَ على الأَهدى مِنَ السُبُلِ

ياِبنَ الأَولى قَرَّضوا الدُنيا بِمَجدِهِمُ

كَما بكَ الآنَ أَضحى الكَونُ في جَذلِ

هُم فاخَروكم لَدى النُعمانِ فَاِرتَفَعَت

راياتُكُم عِندهُ في ذلكَ الحَفلِ

فَظَلَّ قَيسٌ يُديرُ الريقَ مِن غُصَصٍ

وَجَرَّ عامِرُ ذَيلَ الغَبنِ وَالخَجَلِ

وَفي أَوانِ اِغتِرابِ الدينِ كانَ لَكُم

مَشاهِدٌ أَصلَحَت ما كانَ مِن خَلِلِ

نَصرتُموهُ بِضَربِ صادِقٍ خَذِمٍ

أَنسى مَعارِكَ مِن صِفّينَ وَالجَمَلِ

حُزتُم بهِ الدينَ وَالدُنيا وَصارَ لكُم

فَخراً وَأَجراً إِذا ما جيءَ بِالرُسُلِ

لَو كانَ فَيصَلُ يدري قَبلَ ميتَتهِ

أَنَّكَ من صُلبِهِ اِستَبطا مَدى الأَجَلِ

أَطلَعتَ شَمساً عَلى الآفاقِ مُشرِقَةً

لكِنَّها لَم تَزَل في دارَةِ الحَمَلِ

أَصلَحتَ لِلنّاسِ دُنياهُم وَدينهم

فَأَصبَحوا بكَ في أَمنٍ وَفي خَولِ

أَرشَدتَ جاهِلَهُم عِلماً وَمُحسِنَهُم

فَضلاً وَمُذنِبِهُم عَفواً عَن الزَلَلِ

عُدلٌ تَظَلُّ بهِ السيدانُ خاوِيَةً

مِنَ الطَوى وَهيَ بَينَ الجَدي وَالحَمَلِ

اِنظُر إِلَيهِ تَجِدهُ في فَضائِلِهِ

مِلءَ المَسامِعِ وَالأَفواهِ وَالمُقلِ

مَكارِمٌ لَم تَكُن تُعزى إِلى أَحَدٍ

مِمَّن مَضى كُنتَ فيها غايَةَ المَثَلِ

سَمعاً بَني الوَقتِ إِنّي غَيرُ مُتَّهَمٍ

في نُصحِكُم لا وَلا أَطوي عَلى دَخَلِ

أَنا الكَفيلُ لِمَن لَم يَدرِ قيمَتَهُ

بِساعَةٍ تَفصِلُ الأَعضا مِنَ القُلَلِ

حَذارِ مِن أَسدٍ إِن هيجَ كانَ لَهُ

زَماجِرٌ تَقذِفُ الأَروى مِنَ الجَبَلِ

يَموجُ بَحرُ المَنايا عِندَ غَضبَتِهِ

بَينَ الأَظافِرِ أَو أَنيابِهِ العُصُلِ

إِنَّ الغَريمَ الذي ماحَكتُمُ شَرِسٌ

إِذا تَقاضى مُلِحٌّ لَيسَ بِالوَكِلِ

لا يَصعُبُ الأَمرُ إِلّا رَيثَ يَركَبُهُ

مُصَمِّمُ العَزمِ لا يُصغي إِلى العَذَلِ

فَلَيتَ شِعرِيَ هَل لِلنُّصحِ مُستَمِعٌ

أَم كُنتُ أَنفُخُ في نارٍ عَلى وَشَلِ

مَن لَم يَقِس ما بَقي مِن دَهرِهِ نَظراً

لِما مَضى فَهوَ مِن مُستَعجَمِ الهَمَلِ

كَم شَدَّ قَومٌ وَجَدّوا في عَداوَتِهِ

فَأَصبَحوا بَينَ مَوهوقٍ وَمُنخَذِلِ

فَلا يَغُرَّ أُناساً عَفوُهُ فَهُمُ

إِن أَحدَثوا يَسقِهِم صاباً مِنَ العَسَلِ

ما كُلَّ يَومٍ يُقالُ المَرءُ عَثرَتُهُ

لَو قالَ لا ناقَتي فيها وَلا جَملي

خُذ ما أَتَتكَ بهِ عَفواً سَجِيَّتهُ

وَلا تَقُل لِلذي يَأباهُ ذلكَ لي

يا واحِداً في بَني الدُنيا بِلا شَبَهٍ

في عَصرِهِ وَلا في الأَعصُرِ الأُوَلِ

إِنّي وَإِن أَطالَ مَدحي فيكَ مُقتَصِرٌ

وَأَينَ مَن في الثَرى يَرقى إلى زُحلِ

وَإِن كَسَوتُكَ مِن حُسنِ الثَنا حُلَلاً

فَأَنتَ مِن قَبلِها أَبهى مِنَ الحُلَلِ

وَإِنَّما الشِعرُ يَرتاحُ الكِرامُ لهُ

يَهُزُّهُم كَاِهتِزازِ الشارِبِ الثَمِلِ

وَالمَرءُ حَيٌّ إِذا بَقيَت مَآثِرُهُ

تُتلى بِحُسنِ الثَنايا بِالمَنطِقِ الجَزِلِ

وَأَنتَ كَالغَيثِ يَعلو كُلَّ رابِيَةٍ

وَيَستَقِرُّ لِنَفعِ الناسِ في السَهل

خُذها إِلَيكَ كَنَظمِ الدُرِّ فَصَّلَهُ

شَذرٌ مِنَ التِبرِ لَم يُسبَك عَلى زَغَلِ

غَرّاءُ تَفزَعُ أَسماعُ الرُواةِ لَها

بِمَنطِقٍ صينَ عَن عِيٍّ وَعن خَطَلُ

إِن تَرضَها فَهوَ مَهرٌ لا كِفاءَ لهُ

وَمن طِباعِكَ إِغضاءٌ عَنِ الخَلَلِ

وَاللَهُ يُعطيكَ مِن أَعمارِنا مَدَداً

في ظِلِّ عَيشٍ أَنيقٍ دائِمٍ خَضلِ

تَدومُ لِلدّينِ وَالدُنيا تَحوطُهُما

بِعاجِلِ النَصرِ في عِزٍّ وَفي مَهل

مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الغُرِّ مُبتَهِجاً

بِالآلِ وَالخالِ وَالإِخوانِ وَالخَوَلِ

فَلَيسَ إِلّا كُم شَيءٌ نُسَرُّ بهِ

أَنتَ الغَنيمةُ من حافٍ وَمُنتَعلِ

ثُمَّ الصَلاةُ على الهادي الذي نُسِخَت

بِشَرعِهِ شِرعَةُ الأديانِ وَالنِحَلِ

مُحمدٍ خيرِ مَن يَمشي على قَدَمٍ

وَالآلِ وَالصَحبِ في الأَبكارِ وَالأُصَلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن عثيمين

avatar

محمد بن عثيمين حساب موثق

السعودية

poet-Mohammed-bin-Uthaimin@

48

قصيدة

368

متابعين

محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين عام 1854،ولد الشاعر في مدينة الخرج جنوب مدينة الرياض بقرابة ثمانين كيلومتراً،نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار، أتصل ابن عثيمين ...

المزيد عن محمد بن عثيمين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة