الديوان » حسن جلنبو » أعصر شعرا

غريبانِ
كان الندى كلّ يوم
يرطّب أغصاننا اليابسة
وكان المدى
يستريح على كتفينا
ويروي حكاياتنا للرياح
ويسردُ أحلامنا
البائسة
كأنّا خُلقنا لغير الزمانِ
وغير المكانِ
فجئنا نفتّش عن ضحكةٍ
في ليالي الشقاء
تُزيلُ القذى عن جفون ابتسامتنا
العابسة.
 
وكان لنا اسمٌ نُنادَى به
غيرُ أسمائنا
أضعنا عناويننا
ونسينا الطريق إلى الفجرِ
حتى انتهينا
إلى آخر الليل
فاختلف الدربُ ما بيننا
ومضينا نلوكُ الجراحَ
فُرادى
ونُبعثُ في سكّة الأمنيات
رسولين
جئنا نمارس طقس البكاء
ونكتبُ بالدمع
آياتنا
 
غريبان
كلّ القصائدِ
ليست تلملم ما قد تبعثر
من شوقنا
وكلُّ المواقد
ليست تُدثّر بردًا مقيمًا
بأضلاعنا
وكلّ القلائدِ
ليست تعادل عقدا
من الياسمين تعلّق يومًا بجيدِكِ
يرشفُ من وجنتيكِ العبير
ويبعثُ في الليلِ
منكِ السنا.
 
غريبانِ
يا لازدحام الحروفِ
على شفتيّ
إذا ما أردتُ الكلام
ويا لارتباكِ الدروبِ
إذا أزمعتْ قدماي القيامِ
ويا لارتعاشةِ كفّيْ
إذا جئتِ يومًا
فهِئتُ إليكِ
كزهرةِ دوّارِ شمسٍ
لألقي على مقلتيكِ
السلامْ
 
غريبانْ
يقتلنا الصحوُ
حين تُسرّ الوسائد
للصبح عمّا جنتْه المساءاتُ
أمرا
ونعلم أن الوصول معًا للنهاية
ضربٌ من المستحيلِ
ولكن نحاولُ عُذرا
 
وحين نرانا وحيدَين
نأوي إلى النوم
لكنّما تستبدّ الليالي بأحلامنا
ثمّ يقتلنا في المنامِ المنامْ
فأصحو
وقد أفزعتني الدماءُ
لعلِّي أفسر تأويل رؤيايْ
فأعصرُ
من كرم عينيكِ
شِعرا
 
أبوظبي 11 / 3 / 2023.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة