الديوان » العصر العثماني » الكيذاوي » دعاه يعج في حبه لمعاجه

عدد الابيات : 37

طباعة

دعاه يعجّ في حبّه لمعاجه

وَيركب إِلى الأهواء رأس محاجهِ

فَإن أَنتما تفقتماه عناقه

تزايدَ وجداً واِنثنى في اِعوجاجهِ

فعلّته لو أَنّ عيسى ابن مريم

يُعالجها لَم يشفها بعلاجهِ

كئيب دعاهُ الحبُّ حتّى أجابهُ

سريعاً وفي أتباعه لم يلاجهِ

يَنوحُ على الدنيا ويُبدي تَأسّفاً

على أَنّه لم تَنقضي بعض حاجهِ

تَمادى لجاجاً في الغرامِ وَما صَحى

وَما ملّ في الأشواقِ طول لجاجهِ

وأَدلى إِلى ماءِ الأحبّةِ دلوهُ

فَجاءته من سيلِ الرجا بحداجهِ

أَعاذله مهلاً لَقد شارفه الرّدى

وَفاجأه منَ الأسقامِ ما لم يفاجهِ

وَسرب نعاجٍ خصّني منه العسى

بِأَسهمه في الرمي دون نعاجهِ

تَناجَت قلوبٌ بيننا وخواطرٌ

بِأهوائنا سرّاً وإِن لم أُناجهِ

حَكى الغصنَ غصنَ البان هزّ قوامه

نسيمُ الصبا في مَرّهِ واِندراجهِ

يقلّ قضيباً في كثيبٍ أَقامهُ

منَ الساقِ ما لم تقتصر في اِندماجهِ

وَيسفر عَن وجهٍ يبرقعه الحيا

حَكى الصبحَ في إِسفارِه واِنبلاجهِ

يشابهُ في ثديه حقّ عاجهِ

بَياضاً ويحكي كفّه مشط عاجهِ

دَخلت عليه بعد ما اِستعذب الكرى

وأريج هدوا بينه برياجهِ

فَضاء لنا نوران نورٌ لوجهه

مُضيءٌ ونورٌ من ضياءِ سراجهِ

وَأَقبل نحوي وَالسرور يهزّه

لِفرحته عندَ اللقا واِبتهاجهِ

فَعاطيته مسترقصَ الروح صافياً

إِذا شحّ أبدى نوره باِنشجاجهِ

إِذا صبّ منه في الزجاج مشعشعٌ

تَشعشعَ نوراً مِن وراءِ زجاجهِ

يمازج كأسَ الخمرِ لي برضابهِ

فَيعذُب لي في خلطه واِمتزاجهِ

إِذا اِلتعج التبريح قبّلتُ خدّهُ

فَأطفأتُ بالتقبيل حرّ اِلتعاجهِ

وَلمّا بَدا وجهُ الصباح لنا وقد

تقضّى دجاه مُسرعاً في اِنزعاجهِ

أَخذت بصدغي رأسهِ متودّعاً

بِلثمِ ثناياه ورشف مجاجهِ

فَأنهلني من ثغرِه بقرانه

وَأمطرته من مدمعي بأجاجهِ

لعمر أَبي لولا عرار وسعيه

لَما اِنسدَّ سدُّ المجدِ بعد اِنفراجهِ

مَليكٌ إِذا ما حطّ عنه لثامه

تلثّم من نسجِ الوغا بعجاجهِ

له مِن معاليه لواءٌ وحُجّةٌ

تؤيّده في قوله واِحتجاجهِ

سَرى في أقاليمِ البلادِ مواصلاً

لأعدائهِ تهجيره باِندلاجهِ

وَقادَ لَهم من كلّ جيشٍ عرمرمٍ

بهيمٍ به ضاقت بطونُ فجاجهِ

وَقد ضجّ نصلُ السيفِ في جبهاتهم

فَلجّوا ضجاجاً من ملجّ ضجاجهِ

وَكادت نجومُ الجوّ تَسبق بيضهُ

عَليهم إِذا أَومى لها بحجاجهِ

أملبس ثوبَ الذلِّ أعداءَه ومن

غدا العزّ منصوباً بدرّة تاجهِ

يستخجل من جدواك من مزنة الحيا

تبعّج واِنهلّ الحيا بانبعاجهِ

وَهاك نتاجَ الفكر من ذهن حاذقٍ

فَصيحٍ فَخُذ ما قد أَتى من نتاجهِ

بصيرٌ بعنوانِ القريض ونهجه

يخلّص منه محضَه من شجاجهِ

حَليم ولو هاجاه من رسب حلمهِ

مهاج له في عصرهِ لم يهاجهِ

رَأى منك بحراً مُزبداً فاِكتفى به

بتيّارهِ عن قعرهِ وعناجهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الكيذاوي

avatar

الكيذاوي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Alkadawi@

159

قصيدة

24

متابعين

موسى بن حسين بن شوال. شاعر عماني، عاش في القرن الثاني عشر الهجري، في عهد السلطان أحمد بن سعيد البوسعيدي المتوفى 1196هـ- 1782م).

المزيد عن الكيذاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة