الديوان » العصر المملوكي » محمد بن حمير الهمداني » ما لي حفظت العهد من آسماء

عدد الابيات : 49

طباعة

ما لي حفِظتُ العهدَ من آسماءِ

وهوى ابنةِ البكري غير هوائي

ما رمتُ صاحبةً سِواها إنما

أسماءُ حاولت البديل سوائي

أترى أحوطُ لها الهوى وأصونه

وتخُون فانْظر عهدها ووفائي

ميّالةُ الأعطاف بل مُنهالة الأرداف

بل مهظومةُ الأحشاء

كالظبية الأدماء بل كالبانة الم

لداء أو كالرملة الوَعساء

جَلتِ الصَباحَ على الأقاح وبُرُدها

فيه قنا ونقاً من الانقاء

لم تدر عن ليلي الطويل ولا بها

ما بي من الأشواقِ والبُرحاء

كَبدٌ يحرقه النسيمُ ببرده

وأضالع طويت على الرمضا

ولقد سأمت على الزّمَان تعتبي

ومَلِلْتُ في أرضِ الهوانِ ثوائي

وأدرت طرفي في البلاد فلم أجد

حُراً إذا أدعو يجُيبُ دعائي

يا رَكْبُ بالجَنَد الخصِيبة بارقُ

تهْمي سحائبَهُ صَباحَ مسائي

وبحُصْنِ دملوة المنيع ذِمارهُ

مَلكٌ يسمى أكرمَ الكرماءِ

ميلوا إلى المنصور لا تتحدثوا

عن برمك وأبي عدي الطائي

نادوا أبا الفتح الذي فتحت له

عدنُ الدعاة ومكةُ البطحاء

والهندُ والسند البعيد ثناؤه

منهم وأيّمُ الله خير ثناء

إن يشكرون نعماه زادوا أو طغوا

صَبحَ الطغاة بغارةٍ شعواء

ذا ثالث القمرين هذا ثالث العمرين

هذا أعظمُ العظماء

في حيثُ سَار رأيت وابل عسجدٍ

في حيثُ صَال رأيت بحر دماء

اللهُ ملّكهُ وليس بسالبٍ

منه الذي أولاه من نعماء

اللهِ مَلّكَه أمور عباده

لما رأه أرحم الرحماء

ما بال علوانٍ نُبَحْنَ كلابُه

وعَوى عَوِي الذئب في البيداء

تالله لو تومي إليه بأصْبِع

لكسرتُ قادمتيه بالأيماء

ما حالُه ما نابُه ما ظفره

والكبش يَعْرفُ مطبخَ الشواء

المُلْكُ من قبلِ الآله ومَا عَسى

حسَدُ الحسود وقدرةُ الضعفاء

لو شئت طبقتَ البلادَ أَعنَّةً

وأسنَّةً وملأتَ كلَّ فَضاء

ويهونَ عندَكَ من تجبّر انَّه

فصٌّ لراحةِ كفّكَ البيضاء

أشرافُ بيشٍ والحجاز تواضَعَتْ

لك هيبةً وهم بنو الزهرء

وكنانةٌ سكانُ حلي أصْبحَتْ

خدماً لهذي الدولة الغراء

قضيتَ حاجة كلِّ طالب حاجةٍ

وكشفتَ ما في الكلّ من عمياء

وسهَامُ أهْلَك أهلَها وأخافني

وأباد ما لَك كاتبُ الكدراء

كم قد شددتُ إلى فِناك ركائبي

فاتي ورسمُ الأربعين ورائي

خرِبتْ سهامُ ولست تعلم ماجرى

والمال دُسّ تحتَ ألف كساء

ضمنّتها الرجلَ الأمينَ وإنّما

كُتّابُ حاصلِها سوى أمناء

كم يحرقون وكم ترقَّع مَا عَسى

قيراط مِسْكٍ في بُهَار خراء

حلّفتَه إن لا يشاركُ إنَّما

خفيَت عليه دقائق الشركاء

تصطاد صدَ الوحش وهي سليمة

وتسلّم ابنَ الحيةِ الرّقطاء

الفي مَعَادٍ في سهام أغلّها

كُتِبتْ باسم صهورة الفقهاء

وقضيةُ المعقاب يأخذ وقره

ويُبدّلُ الْبيضاء بالحَمْراء

وجوامك الأجناد يبدل ريعها

لهم ويصرفهم بغير وفاء

كَثُرت مكاسبه وتاه كأنه

ملكُ السرير وصَاحب الزعلا

عَلِيتْ مناكِبه وطال سَنامُه

فتراه مثلَ الناقةِ العُشراء

خذ بعض ما لَك منه قبلَ فواته

فالحزمَ والإهمالُ غيرُ سواء

أدرك بلادَك إنّها مِن جوره

فَنيتْ وكم أنصفتَ ذا شكوآء

عُوّقتَ عن تطهير يوسف مثلَ ما

مُنعَ الحسينُ ورود عذبِ الماء

وبرغمِ أنفَى يومَ ذلك إنّهم

حضروا ولم أحضر مع الشعراء

ولَئن تعبتُ لوآءهم في مَرّةٍ

فلطَالما تِبعَ الجميعُ لوائي

ولئن أتيت وراءَهم فمحمَدُ

وهو الأخيرُ مقدَّمُ الأنباء

ولاَ زلت يا فرد الملوك مخلّداً

في الأمرِ محفوظاً من الأسواء

ما دارَ في الحنكِ اللّسانُ وما سرت

زُهرُ النجومِ تلوحُ في الظلمآء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد بن حمير الهمداني

avatar

محمد بن حمير الهمداني حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Mohammed-Al-Hamdani@

194

قصيدة

44

متابعين

محمد بن حمير جمال الدين. شاعر اليمن في عصره، لزم الملك المظفر (صاحب اليمن)، حتى كان شاعره.وله فيه مدائح. ومات في زبيد أشار بروكلمن إلى قصيدتين مخطوطتين من نظمة، و ...

المزيد عن محمد بن حمير الهمداني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة