الديوان » لبنان » أسعد خليل داغر » سنتان طال مداهما والحرب ما

عدد الابيات : 42

طباعة

سنتان طالَ مداهما والحرب ما

فتئت تزيد تسعراً وتضرُّما

ونطاقها يمتدُّ في الدنيا على

سكانها بدجى الشقاءِ مخيما

ما انفكَ محضئها يخاف خمودها

فيزيد مارجها وقيداً كلما

أغرى بها الاتراك قبلاً ثم من

سنةٍ بها البلغارَ زجَّ وأقحما

وعلى ارتكاب أشد ما يتصور ال

إِنسانُ من شرِ الفظائع أقدما

للامهات وللقرائن مثكلاً

وملامِلاً وصغارهن ميتِما

وأقلّ ما يجنيهِ قتل الابريا

وأحلُّ شيءٍ عندهُ سفك الدما

كم داسَ عهداً واستهان كبيرةً

واجتاسَ قدساً واستباح محرما

وأتى جرائمَ اجفلت من هولها ال

دُّنيا وضجت من فظائعها السما

ونما الى رومانيا من وصفها

ما هاجَ ساكن غيظها فتحدما

وتحققت أنّ السلام تعمد ال

جرمان نقضَ أساسهِ فهدما

ورأت عليها فرضَ دفع بلائه

عنها كما عن غيرها متحتما

والحظ أظفرها بأحسن فرصةٍ

سنحت لها لتنال منها المغنما

وتضم تحت لوائها من شعبها

قوماً يجرعهم عداها العلقما

وهجوم برسيلوف شدَّد عزمها

لتشقَّ منطقة الحيادِ وتهجما

والى ترنسلفانيا طمحت بها ال

آمالُ والدهر العبوسُ تبسما

وبقرب إشراف عليها عللت

نفساً ولاسترجاعها فتحت فما

ووقوفها في جانب الحلفاءِ لم

تلبث أنِ أتخذتهُ حكماً مبرما

والحرب شبتها على النمسا ولل

غرض الذي قصدتهُ راشت أسهما

وعلى ترنسلفانيا ما أبطأت

أَن جرَّدت للزحف جيشاً خضرما

غشَّى مضايقها وجاز حزونها

متوغلاً في فتحها متقدما

وأمامهُ الجيش المدافع لا يرى

غير الفرار الى السلامة سُلما

واسترسل الرومان في التدويخ وال

نمسا تُهيبُ بجيشها أن يحجما

والى مدى خمسين ميلاً ما اكتفوا

بالزحف بل صاح الجميع الى الاما

وارتاعت النمسا ارتياعاً إذ رأت

هول المصاب أمامها متحمسا

فشكت الى الالمان قائلةً لهم

هيوا انظروا جرحي وهاتوا المرهما

ولغوثها جمعوا الصفوف وعبأوا

جيشاً لصدّ الهاجمين عرمرما

منها ومنهم ألفوهُ وجرد ال

أتراكُ والبلغار جيشاً منهما

وهجومُ برسيلوف أوقف رافعاً

عن عاتق النمسا العناءَ الاعظما

فتمكنت من نقل معظم جيشها

دراءًا لعادية الهجوم على الحمى

وبه وبالمدد الذي نالته من

حلفائها حدُّ الهجوم تثلما

واضطرت الرومانَ ان يخلوا لها

ما اعتمَّ فيه نصرهم وتختما

فتراجعوا عنهُ وأكره جيشهم

بدلَ الهجوم على الدفاع وأرغما

ولهم من النمسا تصدَّى هاجماً

جيش لفلكنهين قائدهِ انتمى

ومن الجنوب أتى مكنزن قائداً

جيشاً فأنجد في الهجوم وأتهما

وعليهم الجيشان حالاً أطبقا

وخطى مكنزن في الهجوم ترسما

عبرَ المضايق ذاك منقضا وذا ال

دانوبَ شقَّ وجازهُ متقدما

سدا على الروما باب الغوث من

حلفائهم في الغرب سداً محكما

لم يستطعهُ قط الا روسيا

وهي التي وعدت به لكنما

ويقال لو كانت بما وعدت وفت

صدُّوا الهجوم ولم يصبهم منه ما

ويقال بل رومانيا أولى بأن

يقضى عليها بالملام ويحكما

أما أنا فأعدهُ سراً ومن

لي ان يبوح به اليَّ فأعلما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد خليل داغر

avatar

أسعد خليل داغر حساب موثق

لبنان

poet-Assad-Khalil@

45

قصيدة

45

متابعين

أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...

المزيد عن أسعد خليل داغر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة