الديوان » وحيد خيون » مللتُكَ

عدد الابيات : 31

طباعة

عدَتْكَ الليالي أنْ صبَرْتَ لياليا

وجنّبْتَ نهرانَ الدّموعِ النّواعيا

تظلُّ عزيزاً رُغمَ أنكَ مُعْوِزٌ

وتبقى قريباً رُغمَ كونِكَ نائيا

ولنْ تُرغِمَ الأحْداثُ مثلَكَ عاقِلاً

على قولِ مالا يرتقي بكَ راقِيا

تَعَوّدْتَ بالصّمْتِ الكبيرِ مُدَوِّياً

وقرّعْتَ بالصَّمتِ الكبيرِ الـمُرائِيا

بكَ الوجَعُ المقصودُ لونُـكَ شاحِبٌ

وأنوارُكَ البيضاءُ تركبُ داجِيا 

لماذا تُقاسي والـمُحِبُّونَ عرَّجُوا

وتسْمعُ منهم رقصةً وأغانيا  

لماذا تُقاسي والّذينَ لأجلِهـِم

تُقاسي قَسَوْا فاهجُرْ وكنْ أنتَ قاسيا 

ودَعْهُمْ لأيامٍ فَتَكْنَ بغيْرِهـِمْ

فهلْ تَتَمَنّى أنْ يَنالُوا الـمَرامِيا؟ 

وهلْ تَتَمَنَّى أنْ يَعُودَ لكَ الّذي

بهِ كنتَ في أغْنى المواقفِ عاريا؟

وهلْ تتمنّى أنْ تَعودَ لمنْزِلٍ

إذا أمْطَرَتْ ولّى مع الماءِ جارِيا؟

بنوكَ وأمٌّ في العراقِ وإخوةٌ

وأنتَ تُقَفّي بالـمَنافي الـمَنافِيا

وصوتُكَ يجري والرِّياحُ بعيدةٌ

فكنْ عندَ قصفِ الريحِ صوتاً مُناوِيا

مَلَلْتُـكَ لا تَرْمِي السِّهامَ ولم تعُدْ

تُجَنِّبُ مَنْ يرمي السِّهامَ العَوالِيا

مَلَلْتُكَ لا يُؤذيكَ أنّكَ مُهْمَـلٌ

وغيرُكَ يصطادُ الغِنى والـمَغانيا 

مَلَلْتُكَ قدْ ثارَ الترابُ ومَنْ بهِ

وأنتَ تُلاقي الطّبلَ أخرَسَ غافِيا

مَلَلْتُكَ لا أنتَ الّذي قد عَرَفْتُهُ

ولا أنا ذاكَ الراكِبُ البحرَ عالِيا

مَلَلْتُكَ مَهزُوماً يُضَيِّعُ وقتَهُ

 ولم يقْتَنِصْ مِمّـا تَوَلّى ثَوانِيا

لقد أدبَرَ الوقتُ الكبيرُ وغايتي

ركِبْتُ لها ظهري أنا والقوافِيا 

وهبتُ لها عمراً طويلاً وها أنا

بها عاجـزٌ عنها ولم أدرِ ما هيا

مَلَلْتُكَ سكراناً مَلَلْتُكَ صاحِيا

مَلَلْتُكَ يقظاناً مَلَلْتُكَ غافِيا

مَلَلْتُكَ مَتْبُوعاً مَلَلْتُكَ تابِعاً

مَلَلْتُكَ ساويتَ الذي لن يُساويا

مَلَلْتُكَ والدُّنيا تريدُكَ ضاحِكاً

ونحنُ وهَبْناكَ المحبَّةَ باكِيا 

مَلَلْتُكَ أمّـا مُوجَعاً أو مُواسِيا

وأمّـا تُدَاوى أو تكونُ الـمُداويا

فَمٌ غاضِبٌ مِنهمْ وقلبٌ مُتَيَّمٌ

جُهـِـلتَ حبيباً واشْتَهَرْتَ مُعادِيا

يُعاديكَ أصحابٌ لأنكَ صاحِبٌ

ويغضَبُ جُهـّالٌ لِكَوْنِكَ دَارِيا

ويُبْغِضُكَ القومُ الذينَ تُحِبُّهمْ

لأنكَ منهمْ لو تَنَكَّرْتُ حالـِيا

وذَنْبُـكَ تَعْلُو والرّقابُ قصيرةٌ

كسَرْتَ رِقَابَ الناسِ كونَـكَ عاليا

وهم عاجزونَ الآنَ حيثُ تركتَهم

 تركتَ لهم ظهراً يُدافِعُ عارِيا

تجودُ بنَفْسٍ أو تجودُ بدرهمٍ

يَرَوْنَكَ شَحّاذَ الـمَحَبَّةِ واطِيا

أكُنْتَ عراقِيّاً تكونُ الأضاحيا

وكنتَ جنوبيّاً تكونُ الأغانِيا 

أنالَكَ شئٌ من هواكَ أنِلْتَهُ؟

فمالكَ ضيّـعتَ السنينَ الغوالِيا؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن وحيد خيون

وحيد خيون

34

قصيدة

-ولد عام 1966 في جنوب العراق سوق الشيوخ -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب -عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين -صدرت له الدواوين التالية: 1-مدائن الغروب .. 1988 بغداد 2-طا

المزيد عن وحيد خيون

أضف شرح او معلومة