الديوان » مصر » طلعت المغربي » أشتاق أنظر وجهه

عدد الابيات : 82

طباعة

كَمْ غُصْتُ بَحْرَ الشِّعْرِ كيمَا أنْتَقي

دُرَّاً لمدْحِ المُصْطَفَى يَرْضَاهُ

وكَأنَّنِي بالدُّرِّ يَضْحَكُ قَائِلاً

أَنَّى لمثلِيَ مَدْحُ مَنْ نَهواهُ

فاللهُ أعلى قَدَرَهُ فَوْقَ الورَى

واللهُ بالخُلُقِ العَظيمِ حَبَاهُ

الشِّعْرُ كُلُّ الشِّعْرِ يجثو للذي

ربُّ الورَى بِصِفَاتِهِ حَلاَّهُ

وعليْهِ أنْزَلَ رَبُّنَا قُرآنَهُ

جَلَّ الكِتَابُ وجَلَّ مَنْ أوْحَاهُ

في سُورَةِ (الأَعْرَافِ) دُستُورٌ لنَا

في شَخْصِ خَيْرِ العَالمينَ نَرَاهُ

خُذْ عَفوَ ربِّكَ وأْمُرَنَّ بِعُرْفِهِ

أعرِضْ عَنِ الجُهَلاءِ تَلْقَ رِضَاهُ

في « التَّوبَةِ » اقْرَأْ صَاحِ آَخِرَ آَيَةٍ

وانْظُرْ إلى مَا اللهُ قَدْ أعْطَاهُ

فهوَ الرءوفُ هوَ الرحيمُ وربُّنَا

باسْمَيْنِ مِنْ أسْمَائِهِ سَمَّاهُ

في « الحِجْرِ » يُقْسِمُ رَبُّنَا بحيَاتِهِ

فَلَعَمْرُكُمْ هُمْ يَعْمَهُونَ وتَاهوا

في«الكَهْفِ»و«الشُّعَرا»{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ}

نَزَلَتْ لتَخْفيفِ الذي تَلْقَاهُ

هَوِّنْ عَليْكَ فَلَسْتَ تَهْديْ مَنْ تَشَا

لوْ شَاءَ رَبُّكَ لاَهْتَدَوا بِهُدَاهُ

في « الفَتْحِ » يَغْفِرُ مَا تَقَدمَ رَبُّنَا

بَلْ مَا تَأَخَرَ.. جَلَّ في عَلْيَاهُ

لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ على خَيْرِ الورَى

وتَمَامُ نِعْمَتُهُ عليهِ رِضَاهُ

في « نِ والقَلَمِ » الإِلَهُ يُجِلُّهُ

وعلى عَظِيمِ الخُلْقِ قَدْ رَقَّاهُ

فـ(مُحَمَّدٌ) حَازَ المكَارِمَ كُلَّهَا

شَرَفٌ لَهُ رَبُّ الورَى أَعطَاهُ

اللهُ ربُّ العَرشِ يَشْرَحُ صَدْرَهُ

اللهُ يَرْفَعُ دائِمَاً ذِكْرَاهُ

ويُعَاتِبُ المولَى الكَريمُ حَبيْبَهُ

وبِعَفوِهِ قَبْلَ العِتَابِ حَبَاهُ

مِنْ «مَكَّةٍ» بَلَدِ الهُدى أسرَى بِهِ

رَبُّ الورى ليْلاً إلى «أَقْصَاهُ»

وهنَاكَ كَانَ إِمَامَ كُلِّ الأَنْبيَا

سُبْحَانَ مَنْ بالفَضْلِ قَدْ أولاهُ

ثُمَّ ارتَقَى مِنْ بعدِ ذا للمُنْتَهى

واسْمَعْ إلى «جبريلَ» قَدْ ناجَاهُ

خُضْ في بِحَارِ النُّورِ وحْدَكَ سَيِّدي

مَا كَانَ ذَاكَ لِغَيْرِكُمْ حَاشَاهُ

أنَا إِنْ تَقَدَّمْتُ احتَرَقْتُ بِنُورِهِ

لكِنَّ قَدْرَكَ أنْتَ مَا أعَلاهُ

كُلٌّ لَهُ مِنَّا مَقَامٌ سَيِّدي

لا يَسْتَطِيْعُ تَجَاوزَاً لمدَاهُ

ويُخَاطِبُ المولى العظيمُ حبيْبَهُ

وبأَشْرَفِ الأَسْمَاءِ قَدْ نَادَاهُ

أنَا قَدْ كَشَفْتُ لَكَ العَوالِمَ كُلَّهَا

وكذَاكَ وجْهِي الآَنَ أنْتَ تَرَاهُ

أنَا مَا خَلَقْتُ أَحَبَّ مِنْكَ «مُحَمَّدَاً»

ولَسَوفَ أُعْطيْكَ الذي تَرْضَاهُ

هذا مَقَامٌ لَيْسَ يَعْرِفُ كُنْهَهُ

إلاَّ الذي لِحَبِيْبِهِ أعْطَاهُ

عَجَبَاً لذي عَيْنَينِ يُبْصِرُ «أَحْمَدَاً»

وتزوغُ عَنْ نُورِ الهُدَى عَيْنَاهُ

عَجَبَاً لمَنْ سَمِعَ الحَبِيْبَ «مُحَمَّدَاً»

يومَاً ومَا بَلَغَ السَّـــــمَا بِهُدَاهُ

عَجَبَاً لهذا الكُفْرِ آذَى حِبَّنَا

عَجَبَاً لَهُ عَنْ دَارِهِ أَقْصَاهُ

عَجَبَاً لمكَّةَ كيفَ ضَاقَ رِجَالُهَا

بِحَبِيْبِنَا والغَارُ قَدْ آواهُ

عَجَبَاً لذا الحَجَرِ الأَصَمِّ إذَا بَدَا

بِجِوارِهِ خَيْرُ الورَى حَيَّاهُ

عَجَبَاً لأَحْجَارٍ تُسَبِّحُ رَبَّهَا

في كَفِّهِ صَلَّى عليهِ اللهُ

ويقومُ للهِ العَظِيمِ بلَيْلِهِ

مِنْ أجْلِ ذَاكَ تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ

وانْشَقَّ بَدْرٌ في السَّمَا لحَبِيْبِنَا

حتَّى بَدا نِصْفَينِ في عَلْيَاهُ

وأرى الغَمَامَ يُحِبُّهُ فَيظِلُّهُ

في أيِّ شِبْرٍ في الدُّنَا يَلْقَاهُ

تَنْضَمُ أشْجَارُ الفَلاةِ لِسِتْرِهِ

فحبيبُنَا واللهِ مَا أَحيَاهُ

ويُدِرُّ ضِرْعُ الشَّاةِ إكرَامَاً لَهُ

وأرَى شَرَاذِمَ قَوْمِهِ تَأْبَاهُ

ويقولُ خَيْرُ العَالمينَ لِصَحْبِهِ

في موقِفٍ مَنْ يَا تُرى يَنْسَاهُ

إنْ كُنْتُ يومَاً قَدْ جَلَدتُ أخَاً لنَا

فلْيَسْتَقِدْ مِنِّي فذَا أرضَاهُ

يُعطي القِصاصَ حبيبُنا مِنْ نَفْسِهِ

عَدْلٌ فريدٌ مَا لَهُ أشْبَاهُ

يُعطي ويُعطي ليْسَ يُدْرَكُ رِفْدُهُ

فالبَحْرُ غَيْضٌ مِنْ نَدَى يُمْنَاهُ

يُعْطِي عَطَاءً ليْسَ يَخْشَى فَاقَةً

هَوَ واثِقٌ في اللهِ جَلَّ عُلاهُ

كَالرِّيْحِ مُرْسَلَةً عَطَاءُ حَبِيْبِنَا

والجُودُ كُلُّ الجُودِ بعْضُ نَدَاهُ

عَجَبَاً لأَفْئِدَةٍ تَضِلُّ عَنِ الهُدى

ويحِنُّ جِذْعُ النَّخْلِ .. بَلْ يَهواهُ

ويَضُمُّهُ المُختَارُ ضَمَّةَ مُشْفِقٍ

فالجِذْعُ قَالَ لِفُرْقَةٍ: أَوَّاهُ

ويقولُ لِلْجِذْعِ الحَبِيْبُ مُخَيِّرَاً

بينَ اخْضِرَارِ الأرْضِ أوْ أُخْرَاهُ

يختَارُ هذا الجِذْعُ جَنَّةَ رَبِّهِ

ليرى الحَبيْبَ .. لكي يَدومَ هَنَاهُ

وقدْ ارْتَكَسْنَا نَحْنُ بعْدُ فلَمْ نعُدْ

حتَّى نُسَاوي الجِذْعَ .. وَا أَسَفَاهُ

وتَجَمَّعَ القومُ اللئَامُ لقتلِهِ

ونَجَا .. فَسُبْحَانَ الذي نَجَّاهُ

عَيْنُ الإلِهِ تَحُوطُهُ بِعِنَايَةٍ

هَوَ أَبْتَرٌ واللهِ مَنْ عَادَاهُ

عَجَبَاً لأَنْصَارِ النبيِّ وحُبِّهِمْ

فَلَهُ الولاَءُ .. ولَيْسَ ذا لِسِواهُ

خَرَجُوا تُسَابِقُهمْ مَنَازِلُ «طَيْبَةٍ»

قَدْ زَادَ شَوقُهُمو إلى رُؤْيَاهُ

سُرْعَانَ مَا قَالَ البَشِيْرُ مُهَنِّئَاً

جَاءَ الحَبِيْبُ فَهَلَّلَوا لِلِقَاهُ

طَلَعَ الحَبِيْبُ كَبَدْرِ تِمٍّ وجْهُهُ

فَجَمَالُهُ واللهِ مَا أَبْهَاهُ

النُّورُ عَمَّ بِلادَنَا وديارَنَا

فضياءُ كُلِّ الكَوْنِ بعضُ سَنَاهُ

وتقولُ أَلْسِنَةٌ جَدِيْرٌ قَطْعُهَا

هَوَ سَاحِرٌ .. هَوَ كَاذِبٌ .. حَاشَاهُ

عَجَبَاً لمَنْ آذَى النبيَّ بِكِلْمَةٍ

يَا رَبِّ هَلاَّ قُطِّعَتْ شَفَتَاهُ

عَجَبَاً لمَنْ آذَى النبيَّ بِرَسْمِهِ

شُلَّتْ بهَذَا الرَّسْمِ مِنْهُ يَدَاهُ

« تَبَّتْ يَدَا» فِيْهَا جَزَاءُ مَنْ اعتَدَى

يَوْمَاً علَى المُختَارِ أَوْ آذَاهُ

ولَسَوْفَ يُعْطَى بالشِّمَالِ كِتَابَهُ

تَبْكِي الدِّمَا لِشَقَائِهِ عَيْنَاهُ

بُتِروا بِمَا فَعَلوا وبُغْضِهُمو لَهُ

سَيَظَلُّ خَيْرُ الخَلْقِ في عَليَاهُ

اللهُ قَدْ عَصَمَ الحَبِيْبَ (مُحْمَّدَاً)

ومِنْ الأُلَى يَسْتَهْزِئُونَ كَفَاهُ

رَبَّاهُ إنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ رَاغِبَاً

في الصَّفْحِ عَنِّي .. هَلْ تُرَى أَلْقَاهُ ؟

إِنْ أنْتَ لَمْ تَصْفَحْ فَمَنْ ذَا أَرْتَجِى؟

ومَنِ الكَريْمُ سِوَاكَ يَا رَبَّاهُ

يَا رَبِّ كُنْ لِي في القِيَامَةِ رَاحِمَاً

واغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا جَنَتْهُ يَدَاهُ

بالمصْطَفَى يَا رَبِّ تَمِّمْ فَرْحَتِي

لا تَحْرِمَنِّي في غَدٍ لُقْيَاهُ

واجْعَلْهُ لى يَا رَبِّ عِنْدَكَ شَافِعَاً

مَنْ ذا سَيَشْْفَعُ يومَهَا إلاَّهُ

هوَ في القِيَامَةِ شَافِعٌ ومُشَفَّعٌ

في العَالمينَ ومَنْ لِذَاكَ سِوَاهُ

واجْعَلْهُ ذُخْراً في القِيَامَةِ سَيِّدَي

واللهِ غَايَةُ مُنْيَتِي رُؤْيَاهُ

أَشْتَاقُ يَا اللهُ أَنْظُرُ وَجْهَهُ

تَشْتَاقُ عَيْنِي تَرْتَوي بِضِيَاهُ

أشْتَاقُ أَنْشَقُ مِنْ عَبِيْرِ« مُحَمَّدٍ»

أَشْتَاقُ أَلْثُمُ دائِمَاً يُمْنَاهُ

وأُقَبِلُ القَدَمَيْنِ مِنْ شَوْقٍ إلى

نُورِ الحَبِيْبِ « مُحَمَّدٍ» رَبَّاهُ

لا تَحْرِمَنِّي وِرْدَ كَوْثَرِهِ غَدَاً

لِيَزُولَ عَنْ هَذا الفُؤادِ ظَمَاهَ

لأَذُوقَ مِنْ كَفِّ الحَبِيْبِ « مُحَمَّدٍ»

كَأْسَاً هَنِيَّاً .. رَبِّ مَا أَصْفَاهُ

يَا رَبِّ إِنِّي قَدْ مَدَحْتُ « مُحَمَّدَاً »

حَتَّى أُحَقِّقَ لِلْفُؤَادِ مُنَاهُ

إِنْ تَاهَ مَنْ مَدَحُوا المُلُوكَ فَإِنَّنِي

بِمَدِيحِ «أَحْمَدَ» سَيِّدِي تَيَّاهُ

ولَقَدْ وقَفْتُ قَصَائِدي لمَديْحِهِ

فَمَدِيْحُهُ شَرَفٌ .. ومَا أَسْمَاهُ

يَا رَبِّ فَاجْعَلْ لِي بِمَدْحِ « مُحَمَّدٍ»

نُوْرَاً بِقَبْرِي في غَدٍ أَلْقَاهُ

وعلى الصِّراطِ..وعَنْدَ نَشْرِ صَحَائِفي

فاقْبَلْ رَجَائِي اليومَ يَا اللهُ

يَا رَبِّ صَلِّ على الحَبِيْبِ «مُحَمَّدٍ»

واحْشُرْ عُبَيْدَكَ تَحْتَ ظِلِّ لِواهُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن طلعت المغربي

avatar

طلعت المغربي حساب موثق

مصر

poet-talaet-maghribi@

13

قصيدة

135

متابعين

طلعت محمد يوسف محمد المغربي. من مواليد قرية جزيرة شندويل مركز ومحافظة سوهاج بجمهورية مصر العربية عام 1970م،- تخرج في كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بأسيوط قسم التفسير والحديث ...

المزيد عن طلعت المغربي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة