عمارةَ الخير سَجِّل أطيبَ الحِكَمِ

وامْدَحْ مليك الورى الجَليلَ ذا النعمِ

واكتبْ بكفك ما ترجو مثوبته

وصُغ بلفظٍ عليِّ القَدْر مُحترم

إن المليك يحب المدح يبذله

عبدٌ يعيش لنصر الحق والقيم

يُثيب ربك مَن أمسى يُوقّره

ويَمزج المدح بالترجيع والنَّغم

يُسبِّح الله في سر وفي علن

وبعدُ يَسْطُر ما أسداه بالقلم

طَوْراً يسبّح بالعيون خالقه

بدمع مدّكر في التو منسجم

وتارة يُرسل التعظيم في وجل

بخاطر في الدياجي غيرِ مُنبهِم

يوحّد الله ، يرجو منه مغفرة

إن المليك لذو عفو وذو كرم

جَلّ المليك ، فهذا الكون صنعتُه

ومَن سواه برا الأشياء من عدم؟

هذي السماء علتْ بدون أعمدةٍ

محبوكة خلقتْ في قمة العِظَم

قد زينتْ شكلَها كواكبٌ سطعتْ

وإن طغى الليلُ هبّت سَوْرةُ النَّجُم

والسحْب هذي خلتْ مما يُثقِّلُها

وتلك جادت بسيل الوابل الرَّذِم

والشمس تُرسل للدنيا أشعتها

لكي تُبدد ما فيها من الظُّلَمِ

وتبعث الدفءَ غضّاً ممتعاً وسطاً

لا كالصقيع ، ولا كلفحة الحُمَم

والبدرُ في الليل مختالٌ بروعته

وليس كالبدر في وصفٍ ولا سِيَم

آياتُ ربك في السماء بارزةٌ

لكنْ عديم النهى عن رصدهن عمي

كذاك في الأرض آياتٌ لها ألقٌ

تُعظِّم الله ذا الأفضال والنعم

هذي الجبالُ بأبعادٍ لها شمختْ

تثبّتُ الأرض ، كالأوتاد والدِّعَم

والأبحرُ الشُّمُّ في الأصقاع مُشرعة

حَوَتْ مِن الماء والحيتان والبَلَم

والزرعُ في الأرض وَسنانٌ يُزخرفها

إما نظرتَ مضى ما فيك مِن سأم

وإن طعِمتَ فلا جوعٌ ولا سَغبٌ

صنع المليك فهل لذا الإله سَمي؟

والنهرُ في الأرض يروي مَن يلوذ به

فراته طاب مثلَ المَوردِ الشَّبِم

والطيرُ في كبد السماء صادحةٌ

أضحت تؤوّب بالأنعام والرّنم

تبارك الله كل الخلق صنعتُه

وخصّ أهل التقى بالنور والسَّلَم

فيا عمارةُ أسماءُ المليك لمن

يَريدُ مدحته من خير مُغتنَم

تزيدُ عن مائة لمَن يُعددّها

ومَنَ تناولها بالمنهج الَّلقِم

تقبّل الله ما أثنيتَ محتسبًا

على مليك الورى – يا صاحِ كُلِّهِم