الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » دع عنك تشبيبا بوصف محاجر

عدد الابيات : 64

طباعة

دع عنك تشبيباً بوصف محاجرِ

ودع التغزل في جآذر حاجرِ

واطرب بوصف مناقبٍ ومكارمٍ

والهج بذكر محامدٍ ومفاخرِ

شرف الفتى يضحي أسير مناقبٍ

لا أن يبيت أسير طرف ساحرِ

وأقصد حمى الفيحاء واجثم خاشعاً

في باب كعبة بيت فضل زاخرِ

وقل السلام على ربوعٍ غيثُها

فضلُ الأمير الشهم عبد القادرِ

مولّى بهِِ كملت صفات سميهِ

فأنار فضلاً كلَّ نجمٍ زاهرِ

مولى لهُ الآساد ترجف خيفةً

وتراه يرجف خوف ربٍ قادرِ

هذا الإمام لكل مفضال وكم

عزت بوطأَتِه رؤوس منابرِ

مولاي أنت إلى البرية كوكب

تهدي الأنام بنور فضل باهرِ

يا كوكباً في الغرب أشرق لامعا

وسرى لأفق ديارنا كالزائرِ

وسماء ما فكرتك السخية أمطرت

غيثاً من العلم الشريف الوافرِ

يا سعد عبد تابع لرشادكم

يُهدي بنبراس العلوم الزاهرِ

يا صاح أن رمت السعادة فاتَّبع

آثارهُ تحظى بحسن مآثرِ

واسلك سبيل العدل لا تعدل إلى

طرق الضلال سبيل عبدٍ فاجرِ

وعن اكتساب المجد لا تغفل ولا

تشغلك عن مولاك ذات أساورِ

واسلك بطوع اللّه لا تجنح إلى

طغيان إبليس اللعين الكافرِ

نعم الفتى من ليس يجهل مبدلا

وعداً جليلاً بالدنى الحاضر

ما مجد ذي الدنيا وزينة فخرها

غير التلاهي بالضمير القاصرِ

والواثق المغرور في أوعادها

مثل الحريص على الخيال الغابرِ

ومؤمل منها دوام سعادة

وثبات موعدها الخؤن الغادرِ

كمحاولٍ بين البريّة أن يرى

ندَّا إلى مولاي عبد القادرِ

هذا الأمير أبو المعالي والنهى

الطاهر ابن الطاهر ابن الطاهرِ

ملك حوى النسب الصحيح مسلسلاً

وحوى المعاليَ كابراً عن كابرِ

ذو همةٍ عربيةٍ وطهارة

حَسَنية ومهابة كالناصرِ

حاز الفصاحة والرجاحة والحجا

وجمال خلق عن كمال سافرِ

وإذا تولَّى الحرب يوم كريهة

ردَّ الخميس بزند ليثٍ قادرِ

يلقى العداة بكل أشهبَ ضامر

ينساب فوق جماجمٍ ومغافرِ

فكأنهم خلقوا لوطأة نعلهِ

أو تربهم من ترب وقع الحافرِ

تشكو رقابهمُ إلى صمصامهِ

شكوى الجريح إلى العقاب الكاسرِ

والنسر حام إذا دنا من جيشه

فتقوتهُ قتلى العدو الخاسرِ

تجثو لسطوتهِ الصفوف مهابةً

وإذا هموا وقفوا فوقفة صاغرِ

سل عنهُ آل الشام يوم مصابهم

لما حماهم بالحسام الباترِ

يوماً بهِ مطر السحابُ مصائباً

ظلماً وشمس العدل تحت ستائرِ

والبيض تلمع والأسنة شرعٌ

ما بين ذيَّاك العجاج الثائرِ

والقوم بين مهرولٍ ومجندلٍ

ومذارفٍ ومخاوفٍ ومخاطرِ

ومواقعٍ ومدافعٍ ومعامعٍ

أو جاهدٍ أو شاردٍ أو نافرِ

أو نادبٍ أو هاربٍ أو غاربٍ

أو صائحٍ أو نائحٍ أو خاسرِ

والنار تبتلع الديار بأهلها

حتى غدت لجسومهم كمقابرِ

وحسام مولانا الأمير يصونهم

من كل فتَّاك ظلوم غادر

تلقاه يخترق المعامع منقذا

غنماً غدت في شدق ذئبٍ جائرِ

حتى إذا ما فاه داع باسمه

فرَّت جيوش الظلم مثل الطائرِ

داوى بحكمتهِ الجراح وقد غدا

لعظيم ذاك الكسر أعظم جابرِ

حقن الدماء وصان عرضاً غالياً

طوعاً لدين بالصيانة آمرِ

أبدى بهمتهِ العجاب وإنما

عجب العجاب فعالهُ بجزائرِ

سل أمَّة الإفرنج عنهُ في الوغى

أن لم تفه أفواهُ ضرب الباترِ

قصَدته من أقصى البلاد كبارها

لتفي بمسعاها فروض الزائرِ

ما عُدَّ ما جوراً فتى ما زراه

لو طاف بالقدس الشريف الطاهرِ

يأتون سدتهُ الشريفة خشعاً

والقلب يخفق فرحةً كالطائرِ

فيريهم الوجه المكلل بالبها

لطفاً ويشملهم بحسن مآثر

فيرون شهماً بالمحامدِ رافلا

يختال بالمجد الرَّفيع الزاهرِ

يسرى ويومئ بالأنامل نحوه

فوق المعالي تحت عقد خناصرِ

وملائك الرحمن حول جنابهِ

فتقيهِ من عين الحسود الغادرِ

فيعيدهم يتسابقون بحمده

وبمدحهِ بلسان أفصح شاكرِ

يصفونهُ وسنا الصواب دليلهم

ما بين أقران وبين عشائرِ

أنَّى لهم تعداد كل صفاتهِ

وعداهم إدراك بعض الظاهرِ

وبحصرها قد أعجزت كل الورى

من حاسب أو ناظم أو ثائرِ

مولاي لو طال الكلام بمد حكم

فبوصفكم ما زال أقصر قاصرِ

وأنا الذي في غير وصفك قاصرِ

لكن بمدحك صرت أول شاعرِ

هذه صفات منك لما أشرقت

تهدي وترشد للقاصد خاطري

رصعتها درراً أتت كقلادة

ترصيع نقاش خبير ماهرِ

وأتيت أهديها الزمان وأهلهُ

فغدت لهم كجميل طوق ناضرِ

يتسابقون لحفظ نظم بديعها

يتناسقون بكل بيت عامرِ

وسنا مديحك ضاءَ في أبياتها

يجلو عن الأبصار كل ستائرِ

يملي فنكتب والعيون قريرة

هذا سنا مولاي عبد القادرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

11

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة