الديوان » مصر » حلمي سالم » مالك يا حبيبي؟

كان مديناً
للرجل الذي يمرِّن اللّسانَ على الكلام
بجملة: « مالَكْ يا حبيبي»؟
موقع الاستدانة: الدار البيضاء
طبيعتُها: تسمُّمُ الأمعاء.
سداداً للديون:
حَمَله على كتفيه كي يصعدَ السلَّم،
وسقاه بيديه عصيرَ الطماطم،
وسامحه على خدعة الشال المغربي،
ثم جعل ظهرَه سبورةً
لامتحان تحكُّمِ الأصابع
في رسم حروفِ الهجاء أو أسماءِ الزائرين.
مالَكْ يا حبيبي؟
في معرض الخرّاط
كنتُ مسنوداً إلى زندِ سيدةٍ معاصرة
مسحتْ القيء الحديث في قصيدة: زيارة
نمعنُ التحديقَ في لوحة
«الجميلات النائمات»،
ونرصدُ التشابه بين لوحةٍ وغرفةٍ بستارةٍ زرقاء،
حيث الجميلاتُ نائماتٌ
والمؤلفُ ساجدٌ على حقويْن.
أرسل المدينُ بسمةً رمزيةً،
مدلولها:
الجميلُ للجميلةْ
والمقلةُ الكحيلةْ
لصاحب العباءة الأصيلةْ.
الشَّعر في الصدر غابة الوسامةْ
الثغر خاتمٌ وفوق الخدّ شامةْ
الفارس الجريء لليمامةْ
مالك يا حبيبي؟
سنخوض تجربةً:
كجزءٍ من تمارين اللسّان
كرِّرْ بصوتٍ جلي ورائي:
«وتكون الأنثى حافيةً،
ذَكَرٌ حافٍ يومئ أن كُوني ما شئتِ،
فكيف أظنُّك قادمةً من تيهٍ،
كيف أُسمِّي هيئتَكِ البريّةَ،
أنتِ امرأةٌ وأنا رجلٌ،
كنتُ صنعتكِ من خمسةِ أضلاعٍ،
ثم اسّاقطَ عنها العرقُ،
ورائحةُ الإبطين وجوعٌ،
فالتحمتْ،
واتكأ عليها كوعُ الله وأحدثَ
ثقباً،
يكفي أن يدخله الرجلُ فتحملَ
عنه الوحدانيةَ كلُّ
شظايا الكون».
وعندما كررّتُ وراءه بصوتٍ جلي،
خلَّصَ الديْنَ القديم،
وعندما خلّصَ الديْنَ القديم،
غازل المرأة التي تمسِّد ساقَ المسجَّي
لتدرأ عنه المقرئينَ والحشائشَ،
قائلاً:
أنتِ مثلي أنظفُ من وصوليّينَ،
وذراعاكِ إرثٌ من مرمرِ الرومان.
كان مديناً
للرجل الذي يمرِّنُ اللسانَ على الكلام،
موقع الاستدانة: الدار البيضاء
طبيعتُها: تسمُّم الأمعاء.
ولأنه غريبٌ على العائلة،
وضعَ نفسَه بين المريضِ
وسيدةِ المريض،
لكي يأكلَ حِتّةً من قلبه،
وحِتّةً من قلبها.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حلمي سالم

avatar

حلمي سالم حساب موثق

مصر

poet-helmy-salem@

25

قصيدة

112

متابعين

حلمي سالم شاعر وناقد مصري ولد سنة 1951م, يعتبر من ابرز شعراي مصر المعاصرين في السبعينات. حصل على ليسانس الصحافة من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وهو صحفي بجريدة الأهالي التي تصدر ...

المزيد عن حلمي سالم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة