الديوان » العراق » رشيد ياسين » أفكرت يوما ؟

عدد الابيات : 23

طباعة

أَليلايَ ، لو تدرين ماذا أكابدُ

لهبَّ ضميرٌ في حناياكِ راقدُ

ولاغرورقت عيناكِ بالدمع رحمة ً

وإن نضبتْ في محجريك الروافدُ

أحسّ ، وقد ضاع الذي ضاع ، أنني

غريقٌ وأنتِ الشاطىء المتباعدُ

وأني أنادي صخرة لا تجيبني

وأسبح ضد الموج ، والموج ماردُ

أفكرتِ يوماً أيّ حزن ٍيلفني

ومن أيّ جرح تستمدّ ُالقصائدُ ؟

أعود إلى بيتي فيجهش صمته ُ

بوجهي ، وتبكي فيه حتى المقاعدُ

ويسألني عن لهونا و ضجيجنا

أفصلٌ طواه الدهر، أم هو عائدُ ؟

أليلايَ ، هذا الصمت منكِ يريبني

فماذا عساها أن تكون المقاصدُ ؟

أناديكِ من قلب ٍيحزّ نياطَه ُ

من الشك نصلٌ مرهف الحدّ ، باردُ

ولي مثلما تدرين – قلب ٌتدله ُ

أحاسيسه ، إن أعوزته الشواهدُ

إذا ما احتواني الليل ضاعف وحشتي

وأحسستُ فيه ما تحسّ الطرائدُ

و همتُ على وجهي ، تلاحق خطوتي

كوابيس أٌقصي ظلها ... فتعا ودُ

وأنشد منها في الملذات مهرباً

فأشعر أني في الملذات زاهدُ

وأني تميد الأرض تحتي ولا أرى

لنفسي ملاذاً أ و ذراعاً تساندُ

أسائل نفسي: أيّ معنى لصمتها ؟

فتنثال في ذهني الروئ و المشاهدُ

وتبدو معاني الصمت، طوراَ، كثيرة ً

ويرجح ، طورًا ، أنّ معناه واحدُ

فلو لم يكن إلا استياءً و جفوة ً

لما طال حتى أنكرتني الوسائدُ

ولكنه صمتٌ مريب تلوح لي

أماراتُ غدر ٍتحته و مكائدُ

فهل تخذتني أمنياتكِ معبراً

وضعفكِ درعاً حين تأتي الشدائدُ

ولم يبقَ من دورٍ أؤديه بعدما

تصلب عودٌ منكِ واشتدّ ساعد ُ؟!

أتنسينني ؟ ما زلتُ غير مصدّق ٍ

وإن كنت أدري أنّ قلبكِ جاحدُ

بلى ، كان في أيّامنا ما يشوبها

وما دسّ مَوْتورٌ ولفق حاسدُ

ولكنني لم أعطكِ العمر كله ُ

لأحصد من دنياكِ ما أنا حاصد ُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رشيد ياسين

avatar

رشيد ياسين حساب موثق

العراق

poet-rashid-yassien@

35

قصيدة

177

متابعين

رشید یاسین عبّاس الرّبيعي،صحفي وشاعر وناقد أدبي وأستاذ جامعي عراقي. ولد في بغداد سنة 1929،وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. ثم تابع تعلميه في علوم المسرح في بلغاريا فنال البكالوريوس، وحاصل على ...

المزيد عن رشيد ياسين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة