إلى روح الشهيد الخالد عبد الجبار وهبي
الذي اغتاله البعثيون في 1963
القلبُ يأبى أن يصدّق أن ّغاشية الفناءْ
طمست ملامحك الوديعة، يا أحبَّ الأصدقاء
وبأنّ قلبك، وهو ناقوس المحبة و الوفاءْ،
قد أخرسته يدُ الضغينه
وطواه لحد في العراء
لم تبكه إلا الرياح و أنجم الليل الحزينه !
*****
القلب يأبى أنْ يصدّق أنّ وجهك لن يعودْ
ليُطلّ يوماً ما علينا بابتسامتك الودود
و حديثك المرح الذي ينفي كآبة سامعيه
حتى لتبدو مثلَ عصفور ٍطليق ٍ،
لاهمومِِ ولا مخاوفَ تعتتريه
أنت الذي يحصي عليك خطاك أكثر من رقيبْ
أنّى ذهبتَ ، وقد يفاجئك الردى في أيِّ منعطف قريب!
أرحلتَ حقاً يا صديقي ؟ ! إن عالمناالكئيب
ليلوح لي، مذ غبتَ عنه، أشدّ بؤساً وافتقاراً للضياءْ!
أسفي على ذاك التألق والرجولة والنقاءْ
ينآى الحِمامُ بها...
و توصد دونها بوّابة الأبد الرهيب !
يا ويلَ جلاديك !
لولا أنهم فاقوا الضواريَ في التعطش للدماء
ما لوّثوا الأيدي بإثم ٍتقشعرّ له السماء !
والآنَ...هل يجدي البكاء ؟ !
هل ينفع التلويح بالقبَضات ؟ هَبْ أنّ البرابرة العتاة ْ
دار الزمان بهم، كمن غبروا، و هبْ انّ الجناة
أخذوا بفعلتهم ...فأينْ
يلقى محبّوك العزاء
عمّا أضاعوه ومثلك ليس يولد مرتين ؟ !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رشيد ياسين

avatar

رشيد ياسين حساب موثق

العراق

poet-rashid-yassien@

35

قصيدة

178

متابعين

رشید یاسین عبّاس الرّبيعي،صحفي وشاعر وناقد أدبي وأستاذ جامعي عراقي. ولد في بغداد سنة 1929،وأكمل تعليمه الابتدائي والثانوي فيها. ثم تابع تعلميه في علوم المسرح في بلغاريا فنال البكالوريوس، وحاصل على ...

المزيد عن رشيد ياسين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة