أراكَ..
فيرتدُّ طرفي كحيلا ًبصيرا
وترتدُّ خارطتي بعد تيهٍ
فأدركُ أني هُديتُ السبيلا
أراكَ وأن نوَّخَ الحزنُ عمراً
على مقلةِ الانتظار
وأرخى القتامةَ والمستحيلا
أراكَ..
عيونُ البصيرةِ
تختزنُ النورَ
وتسكنُ وجهَكَ نبضَ الضياءْ
وثَمَ احتفاءْ
يُلامسُني وهجًا من سرورْ
ويرتدُّ فيكَ صدىً للشعورْ
أراكَ وأنْ جفـَّفَ الحلمُ
قناديلَه
وأطفأ فينا فتيلَ الحواسْ
ستبقى ضيائي
وأبقى ضياكْ
وهذا الجسدْ..
عيونٌ تُراصدُ
خطوكَ أنى ارتحلتَ
دمائي مرايا تشفُُّ بطيفِكَ
دون تماسْ
فوجهُكَ وجهي
وكلُكَ كلي
وظلي لظلِكَ محضُ انعكاسْ
فهل تدري من أين
قُدَّ قميصُ المحبةِ
حين أرتديتَه دون سواكْ
وهل تدري أني ارتديتُ عُرايه
فأبتُ برجمٍ تناوشني الألسنةْ
وبين رضاكَ..
خلعتُ رضاهم
وأبتُ بإثمي
وفيكَ ارتضيتُ الهلاكْ
فإن تغرسَ الشوكَ هُدبًا لعيني
وتُدمِي..
فبُرأي هواكْ
سأجدلُ صبري حبالا
وحبي سلالمَ
تسلقْ .. فقصرُكَ
أثثتـُه من رجفةِ القلبِ
حين يقبِّلُ وجهَ السماء
ومن خفقةِ الشعر ِ
حين يرفُُّ بعطرِ الحروفِ..
يبدلُ حزنَ المحبينَ..
يرطبُ جفوتَهم بارتواء
تسلقْ..
تمطى اليبابُ بحقلي..
وجفََّ الهناءْ
رضاؤك مائي..
وهل للحياةِ وجودٌ إذا غاضَ ماءْ؟!
أراكَ.. أراكَ.. أراكَ
يقينًا أراكْ
سنابلَ خضرٍ تراقصُ قلبي
وتهدي لروحي حفيفَ الملاكْ
أراكَ أراكَ
فبيني وبينكَ حبلٌ خفيٌ
يلفُُّ كلانا
رفضتُ اقتطاعَه عند الولادَة
عقدتُ زمامَه بين يديكْ
لتبقي عليا وأبقي عليكْ
تشدُّ .. وأرخي
وأرخي .. تشدُّ
تَباركَ سرٌّ .. عقدْنا عُرَاه
عشقنا انقيادَه
رؤاكَ خلودي..
فإن غبتَ صار هواكَ وجودي
شموعي.. خشوعي.. ركوعي.. سجودي
ونفحَ عبادَه..