في الوقت الذي كانت الشجرة،
تترجّل من مخدعها لتدرك سلة الوقت..
لم تكن الأشياء تتجرّد من عطر الماء..
لم تكنِ السماء في حالة طهارة،
لتقبّل جبين الريح،
وهي تمسح أركان الدهشة،
آن عبورها مضيق الألفة..
لم تكن الخطوة الرشيقة،
مكتظة بغناء طائر الكوندور،
ملتفتا..
إلى أباريق النشوة،
مندهشة من سقسقات طائر الرخ،
منتبها..
للغط الجميلات وهن يتقمّصن
فتنة اللذة، معتقة بقرنفل الصمت..
في زهو اللحظة،وعتاقة الانبساط،
شدوت بأسراركِ المختومة
بالشمع الأزرق، الذي يشبه أقراط نساء الفيروز،
وهن ُيحضّرن
عشاء الجند الذي يحرس أحلام النعاس
حتى لاتتدرّب شجرة
الخروب على حكمة الكسل ،
الذي في أصابع العشب الرخو
عند حافة زاوية الرمل،
المشبع برعشة الرضاب..
متسللا من كوة الهيام..
وأنتِ.. تختبرين هندسة التناسق البديع،
كيما تتوحد الجسدنة،
في مخطوط "الروض العاطر،"
لتخرج الغابة من غلط الظن..
كنا..
نرى إلى طزاجتك،
وعنفوان الافتتان الذي أطاح بِلوز المشاتي
البعيدة ، وهو يصفف غزليات "ابن أبي ربيعة، "
على طريق الحرير، ليورط "كونفوشيوس،"
في حساب المربعات، وجذر المثلثات،
لتمويه عطريات زهرة التوليب،
المطلة من جبل الملح..
لم يضع طائر الماء، خرائط الرحلة،
إلى بلاد الزبرجد، وعسل
البر، لتكريس جماليات الغجريات،
وهن يسرجن بروق الإثمد،
لترويض طائر العقعق،
ليسرد مباهج العتمة،
وهي تتنمّر على
حَجَل النهر، وأعشاب الأرض المحروثة،
بمحاريث الزقو، وبهجة السنجاب،
وتنميطات طائر الوروار الطافح بغناء البئر،
وموسيقا العليق..
كيف أرصد غزالات الأشباح..؟
وكيف أشذب شجر القفش،
ملتفا على خمائل السرخس،
وعيدان الطرفاء..؟
أنتٍ.. لاترين فراشات الألوان،
ولا ترين شُعب الرغبة،
وهي تتغانج في أرغول الهتك،
لتبرير غِلظة الياسمين في عرس
الزعتر، وبلاغات الأصداء..!!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحميد شكيل

avatar

عبد الحميد شكيل حساب موثق

الجزائر

poet-abdelhamid-chekiil@

31

قصيدة

116

متابعين

عبدالحميد شكيل، شاعر وكاتب جزائري ولد سنة 1950م، بأولاد عطية القل ولاية سكيكدة . بدأ تعليمه بعد الاستقلال في الكتاب ثم انتقل إلى مدينة قسنطينة فتعلم أولاً في المدارس الليلية قبل ...

المزيد عن عبد الحميد شكيل

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة