(1)
 شاعر
في كلِّ يومٍ
يوقدُ النارَ ويبكي
شاعرٌ حزينْ
شكوهُ للسلطانِ ذاتَ يوم
متهماً بالزندقهْ
وقبل أن يصعدَ للمشنقهْ
قد غصَّ في ضحكتهِ
:وقال
لم أعبدِ النارَ
ولكنْ أكتبُ الشعرَ
وحين لا أرى مَنْ يفهمه
أحرقُ أفكاري
وأبكي غربتي
1978 الكوت
(2)
 قرنفلة
على الرصيفِ التقيا
رمى لها قرنفله
ارتطمتْ بالأرضِتحتَ العجله
اصطبغَالشارعُ بالدماءْ
لم تأبهِ السابله
1979 بغداد
(3)
 بُركة
بركةٌ في الزقاق
تهمسُ الأمُّ في إذنِ طفلتها
تجلسُ الطفلة القرفصاء
تعبرُ الأمُّ صوبَ الزقاق
1979 بغداد
(4)
فضول
أراقبُ فجوةً في الأفقْ
أراقبُ فجوةً في الأرض
أراقبُ فجوةَ البابِ المطلِّ على
دهاليز الكلامْ
....................................
ولم أكُ بانتظارِ أحد
1979 بغداد
(5)
حالتان
تدخلُ في الزقاق
تصرخُ في الزحام
فيرجعُ الصدى
من غرفٍ مسدلةِ الستار
يخرجُ منها رجلٌ أنيقْ
يصطنعُ التزويقَ والحذلقه
وامرأةٌ فضفاضةُ اللسانِ والثياب
والنظرةِ الشبقه
فيرجعُ الصدى
من غرفٍ مطفأةِ الأنوار
......................... يرتسمُ الردى
تدخلُ في الزقاق
تصرخُ في الخلاء
فيرجعُ الصدى
كنجمةٍ محترقه
تضيءُ في المدى
أغنيةَ الحلمِ
الذي يخطو إلى مشنقه
1979 النجف
(6)
كمين
كغزالٍ
عند النبعِ تلفّتَ مذعوراً
وشباكُ الصيادِ تطاردهُ
والغزلانُ تطاردهُ ..........
يغترفُ أخيراً
..................
ماذا بعد الرجفةِ
والعَودِ إلى شركِ الصيادِ مطيعا ؟
.........................
.........................
كانَ الخوفُ ربيعا
1980 النجف
(7)
 الأرض
كانتِ الأرضُ مستويه
فلماذا تميدُ وتنخسفُ
حينما ينطقُ الصمتُ في الزاويه؟
1980 الكوت
امرأة
امرأةٌ
تدخلُ الآنَ مملكتي
امرأةٌ
لا تجيدُ الغناءَ ولا الرقصَ
في غمرةِ الإنتشاءْ
حينما أحرقوا جسدي
رقصتْ فوقَ ناري
وغنتْ
كجاريةٍ ماهره
امرأةٌ
لم تكنْ عاهره
1980 النجف
(9)
حرب
قطرةٌ من نحاسْ
سقطتْ من جبينِ النفيرْ
النعاسَ
النعاسْ
يستغيثُ الضميرْ
22 / 9 / 1980 النجف
(10)
 حريق
وقفَ الشاعرُ في منعطفِ الليلِ
فمرتْ قرب عينيهِ غمامه
أمطرتْ جدباً وناراً
فاستغاثَ الخوفُ بالإطفاءِ
كانتْ من خراطيم المياهِ النارُ
تسقي ظمأَ الماءِ
وتعدو
دخلَ الشاعرُ في محبرةِ الصمتِ
وغابْ
حينما أدركَ في العمقِ قرارَه
1981 المحمره
(11)
أسوار
( لم يكتبْ عنها كافافي )
حينَ شرعَ البناؤون ببناءِ جدارٍ حولي
كنتُ أحلمُ باللبلابِ
وحين أشادوا السقفَ
صارتْ عندي زاويةٌ أرحلُ منها
وحين سمّروا النافذةَ
الوحيدةَ بقطعة خشبٍ أسود
فرحتُ لأني أملكُ لوحاً
في الصبحِ وجدتُ شرطياً عند البابِ
عندئذٍ أيقنتُ بأنَّ اللعبةَ متقنةٌ
1981 مشارف عبادان
(12)
 طوفان
من سقفي جمّعتُ الأخشابَ
صنعتُ سفينه
حينَ رأيتُ الإعصارْ
لكنْ حينَ دعوتُ الأهلَ
،حبيبةَ قلبي
وطني
سخروا مني
فرفضتُ الإبحار ْ
1982 الكوت
(13)
غُراب
هذا أوانكَ
فاتخذْ من أيكةِ الليلِ سريراً
كل موسيقى العصورِ ستنحني
لنعيقكَ الفضيِّ
غرّدْ ما تشاءُ
فأنتَ أنتَ الطائرُ الأوحدْ
كنْ ما تشاءُ
فأنتَ ذاكرةُ الحقولْ
منْ قالَ إنكَ أسودٌ ؟
أفلا يَرَونَ جناحكَ الفضيَّ
في قَدَرِ الأفولْ ؟
1982 بغداد
(14)
مقام الليلْ كاهْ
الليلُ في الشرفاتِ يسعلُ شهوةً
إنْ شاءَ
يعدو تاركاً خلفَ المسافاتِ
إتقادَ العمقِ
أو طابتْ له الأحلامُ
ينصبُ خيمةً
أطنابها الشجرُ اليتيمُ
وقامةُ المجهولُ
يلعبُ بالنجومِ النردَ
يخنقُ ضحكةَ الباكين
1983 كرج
(15)
أصيل
تركَ الخببْ
مذْ كانَ مهراً جامحاً
نحو اعتلاءِ النجمِ يمضي
فاستبدَّ به التعبْ
نشطَ العنانَ بعنقهِ
كيلا يُعادَ الى اصطبلْ
أو أن يروّضَ كالخيولْ
هو لا يطيقُ سوى السهولْ مرعىً
ولا يعدو على نغمِ السياطْ
هو هكذا شَبْ
1983 طهران
(16)
الكوت
إلى : فرج شاوي
أنتِ ضيقةً
والقصيدةُ متسعي
قد أواريكِ
لكنني
سأسميك أرضاً
وأبقيكِ في اللامعي
1983 طهران
(17)
 جدار
ما كانَ لي جدارْ
أحفرُ في آجرِّهِ الركابْ
في ظلِّهِ أنتظرُ الزمانْ
أخطُّ في لوحتهِ صبابةَ الجموحِ
لكنني
وكلما اقتربتُ من جدارْ
ينهارُ تحتَ وابلِ الغيابْ
يردمني
يكسرُ ساقَ بوحي
1984 خرم آباد
(18)
خيانة
أبيحُ لكَ ما لم أبحْهُ لنفسي
قالت الزهرةُ للأريج
قالَ الكونُ للشاعر
قالَ الشاعرُ لحبيبتهِ
غيرَ أنَّ الزهرةَ ذبلتْ
الكونُ ضاقَ
وخانتِ الحبيبة
1984 طهران
(19)
 الحقيبة
أيتها العربةُ التي حملتُها
كنتِ معي
في الطريق التي ضلَّ فيها الدليل
في الطريق التي ضنَّ فيها الدليل
في الطريق التي تركتني
هل ستبقينَ معي
حينِ لا تتسعُ الطرقُ إلا لمسافرٍ وحيد ؟
منَ سيحملُ الآخرَ
حينما لا تتسعُ عرباتُ النقلِ لمقعدين ؟
1984 طهران
(20)
قطار
إلى : كريم ناصر
سكةٌ تستطيلْ
والقطارُ ــ الذي غادرتهُ المحطاتُ
في غفلةٍ
وصلَ الأفقَ مبتهجاً
في دواليبهِ
كانَ قلبُ
(21)
 هوس
بصيفِ الروحِ
كنتُ أبخّرُ الكلماتِ
أتبعُها
حماماً غادر الأعشاشَ ــ لمّا
ينبتِ الزغبُ
استحمتْ أوّلُ الرغباتِ
واغتسلتْ أمانيَّ الهزالُ
بماءِ نشوتها
لتنتفضَ اشتهاءً مرةً أخرى
وتطفو
....................................
..كانتْ قبضةً من نارْ
... حاصرها الهشيمُ
وعنفوان الماءْ
1984 طهران
(22)
شتاء
رصيفٌ موحلٌ
مطرٌ
مظلةُ عاشقينِ
...............................
...............................
وقفتُ
عند شواطئ البركِ الصغيرةِ
أرقبُ الأوراقَ
يجرفها الحنينُ
إلى مرافئ ضحكةٍ غرقى
1984 طهران
(23)
غبار
أتكون الكأسُ الأخيرةُ فراشةً ؟
أم ريحاً ؟
في الحانةِ
الكأسُ سكرى تَعِبُّ رعافها
وأنا يقظانُ
أبعثرُ أوراقي لأجمعها
أتكونُ قصيدةً ؟
أم غمامةً
تهطلُ غباراً على رفوفي ؟
1984 طهران
(24)
مشهد
جبلٌ على رأسي
يئنُ من الدوارِ
تلفّهُ سبّابةٌ فقأتْ عيون السهل
......................
تخيلتُ الجبالَ نهودَ عاشقةٍ
وإذْ أمسكتُ حلمةَ صخرةٍ
نزفتْ حليبَ الشهوةِ العذراءِ دم
1984 طهران
(25)
 هوس
حين ألقى السكونْ
ورقَ اللغوِ
في لحظةٍ نزقه
قمرٌ للجنونْ
خطَّ وهماً على صفحةِ الليلِ
زنجيةً شبقه
1985 دمشق
(26)
خاتمة
حاء
ميم
ما أنزلنا هذا الحبَّ لتشقى
بل كي يسمو هذا الصلصالُ لذاكرةِ الغيبِ
حدوسا
كي يتدفقَ ماءُ الوجدِ
ويجري منأصلابِ الليلِ
وترائبِ زهراتِ الحلْمِ
شموسا
ولكي يسري هذا القلبُ
ويمضي نحو الولهِ الفضيِّ
يحدثني الصمتُ
بأنَّ الدمعَ سيقرعُ في هذا
الحبِّ
نحاسا
تصطفُّ الكلماتُ
وتلبسُ ثوبَ الإلحاد الصوفيِّ
وتهرعُ للطرقاتِ
لتبحثَ عن نجمٍ ينبئُها
أنَّ مجوسا
عادوا بالبشرى
فلتفتحْ أبوابَ قراكَ
وتقرعْ للحبِّ طبولا
فسيولدْ نهدٌ يتحدثُ في المهدِ
وسيلقي النجمُ مفاتيحَ السر بكفك
فاقرأ
إنا اعطيناكَ الصمتَ رسولا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حميد العقابي

avatar

حميد العقابي حساب موثق

العراق

poet-hamid-al-aqabi@

79

قصيدة

126

متابعين

حميد العقابي شاعروروائي عراقي ولد سنة 1956م في مدينة الكوفة. غادر العراق في عام 1982م وتجول في العديد من البلدان حتى استقر أخيراً في الدنمارك منذ عام 1985 ومن أبرز أعماله ...

المزيد عن حميد العقابي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة