عدد الابيات : 39

طباعة

“غمدان “ ردّد أناشيد العلى عجبا

فأنت أبلغ من غنّى ومن خطبا

يا أيها الشامخ العالي كأن له

من المجرّة أماً والسماك أبا

مرّت بساحتك الأحداث مطرقةً

كأن مرآك قد أوحى لها رهبا

بالأمس جاءت وفود العرب حاملةً

لك الثناء الذي يرضيك والقربا

أضاء فيه على فرق ابن ذي يزن

تاجٌ يغير نجوم الأفق والشُهبا

فصاغ جدّ رسول الله خطبته

وكل نبلٍ إلى أعراقه نسبا

وأنشد الساحر ابن الصلت رائعةً

عرائس الفن ماست عندها طربا

لايحتفل في بلاد الخالدين هنا

من لم يُرِقْ ذائداً عنها الدم السربا

ولايردّد هتاف النصرمفتخراً

إلا امرؤ سلّ سمر الهند والقضبا

اليوم ياشعب نُحصي فيك من صنعوا

لنا الحياة ومن صاغوا لنا الشجبا

ونذكر الظلم فيما أجرمت يدهُ

لو أن ذكراه مما يبعث الطربا

مضى الألى حسبوا الدنيا لهم خُلقت

وأصبحوا عظة الآتي بمن ذهبا

النفي والموت قتلاً بعض ما كسبوا

وإنما يجتني الإنسان ما كسبا

حققت يا شعب نصراً لا يُنال بلا

سعي يشقّ وجهد يوجبُا لنصبا

وعزم مستبسلٍ ثارت حميّته

كأنه تغلبيٌ يفتدي حلبا

طهّرت أرضك من رجسٍ ومن دنسٍ

وخضت بحراً من الأهوال مصطخبا

آليت أن لا يعيش الحق مُضطهداً

ولا ترى في ديارالعُربِ مغتصبا

في ذمة الله والتاريخ حرّ دمٍ

على ثرى الحق والحرية انسكبا

تخالط الدم من مصر ومن يمنٍ

تخالطاً حدّد التاريخ والنسبا

تضافرت ضدك الأحداث واجتمعت

أيدي الأعادي تثيرالويل والحربا

خيانة أطلعت في كل ناحية

لئيم قلب على أهدافه انقلبا

وحكم فرد شرى الباب من جهلوا

والجهل مازال يفدي المال والنشبا

وكيد مستعمر أخلى كنانته

من السهام فأضحى جدّه لعبا

أرى أوربا تمادت في عمايتها

رغم العلوم التي شادت لها طنبا

سنّت حقوق بني الأنسان مؤمنةً

بالرأي حداً وحكم الشعب منتخبا

وحينما أنست فيه النزوع إلى

كرامة العيش صكّت وجهها غضبا

الغرب مازال خصم الشرق يسعده

أن لا يثور وأن يبقى له ذنبا

سل عن فظائع بلجيكا وقسوتها

مواطن الزنج والكونغو الذي نهبا

هم جدّدوا حكم الغاب وارتكبوا

من المظالم ما لا يبلغ العجبا

قصّوا المعاصم أو جزوا الرؤوس لكي

يضاعفوا الماس أو يستكثروا الذهبا

وسل حروب الصليبيين أن لها

في مهجة الشرق جرحاً بعد ما ارتأبا

هم هاجموا معقل الإسلام واحتشدوا

في البروالبحر ليلاً غام أو سحبا

لكنهم صُدموا بالشرق عاصفة

تهزهم وسعيراً يقذف اللهبا

“حطين” صبّت عليهم من جهنمها

ناراً جحافلهم أمست لها حطبا

كم ساق منهم “صلاح الدين” من ملك

وكم سقى الموت علجاً جاوز الأدبا

ياشعب نصرك قد جلّت مكاسبه

فلا تضع في مهب العاصفات هبا

دع الخمول فما غير الخمول يد

تمحو الحضارات مهما صدرها رحبا

ولا تصخ لدعاة التفرقات فمن

أفنى المكارم أحيا العرق والنسبا

واحرص على عامل الوقت الثمين فإن

أمّلت ميزانه في كفك اضطربا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد سعيد جرادة

avatar

محمد سعيد جرادة حساب موثق

اليمن

poet-mohamed-said-jarada@

6

قصيدة

132

متابعين

محمد سعيد جرادة شاعر يمني. ولد عام 1927 في مدينة الشيخ عثمان في محافظة عدن. تلقى تعليمه على يد فقهاء مدينته. بدأ ينظم الشعر وهو في سن الثالثة عشر. عمل معلماً ...

المزيد عن محمد سعيد جرادة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة