الديوان » السعودية » إبراهيم الوافي » تهجيت في سوق عكاظ

( إعادة دراسة التاريخ العربي في الذكرى
الثلاثين لنكبةِ حزيران …)
( أيُّها الناس ُ اسمعوا
وعوا ... ) ( قس بن ساعدة )
لو أنَّهم نثروا رمادَ
السَّمعِ في وجهِ الرِّمالِ
الهاجعاتِ على تجاعيدِ السرابْ
أو صفصفوا عقدَ
النجومِ وأطلقوا
للريحِ أسرجةَ السحابْ
أو أنهمْ رقموا الجبالَ
وفوَّضوا للأفْقِ
ترحالَ الغيابْ
أو لوَّنوا زمنَ العروبةِ
أخضرًا واستحدثوا
للناَّرِ زيتًا من ضبابْ !
ماورَّثَ الوجعُ الخرافيُّ
العصورَ خيانةً
يومًا ..ولا خدشتْ
رياحُ البحرِ
إجلال الترابْ
( بين عبس وذبيان)
ياهذه الخيلُ التي
تعدو حوافِرُهامضمِّخةً
ترابَ الأرضِ شرياني
وجدبَ الانتظارْ
لا أنها شهقتْ لعدوِ
السيفِ في صدري …
ولا جسَّتْ سعالَ الليلِ
في رئةِ الديارْ
ياهذهِ الخيلُ التي
مسختْ قراءاتِ السطورِ
بعيني الأخرى
فماهجعتْ ..
ولا سكنتْ للونِ
النَّارِ مُخْضَرًّا
بريحِ الانكسارْ
هذا الذي يفترُّ من ماء القصيدةِ
شاعرًا ..ملأت ثفالتَهُ الحروبُ
دراهمًا سكرى
وذاعَ به الشجارْ !
لو أنَّهُ شرب القصيدة
مرَّةً أخرى
وجرَّ بظهرِهِ المعوجِّ
محراثَ القِفارْ
ما أثْمرَ التاريخُ
فوقَ التوتِ حنظلةً
ولا يبست عروقُ الليل
ِ في طينِ النهارْ ..!!
( بيني وبينك ..
أنتَ .. أنا )
أجهضْ مدى العينينِ
فالأفْقُ الطليقُ
رسائلُ الأضيافِ
يلتحفونَ أسْتارَ الظلامْ
والنَّارُ في بابِ القبيلةِ
وهْجها أبدًا
شعاراتُ السلامْ
يامنْ زجرتَ الطيرَ
يلْتحفُ الشمالَ نكايةً
أخرى ..وغيمًا
من حِمامْ
هي نفْحةُ الوجعِ
القديمِ تخثَّرتْ في الأفْقِ
من جهةِ اليمينِ
فمالَ عنها الطيرُ
وانحلَّ اللثامْ
لاأنتَ تحملُ وزرَ
ماقترفتْ يدي في الرملِ
أوتبتاعُ من قلقي
دمي المهدورَ
إنْ عنَّ الوئامْ !!
( في سوقِ
النخَّاسين ..)
من يشتري قوتَ
القلوبِ الرَّاجفاتِ
لخفْقةِ الأعشابِ
من ريحِ المطرْ ؟ ..
هذا القوام وهذه
الحسناءُ هارعةٌ
لكوخِ الليلِ ..
ماشربتْ إرادتُها
كؤوس العشقِ
أو رُقِمت بها لغةُ السَّفرْ !!
تنداحُ في لونِ السيوفِ
سبيَّةً
حمراءَ
أوشقراءَ
أو سمراءَ
...
أيَّانَ البصر..!
لو أنَّها وُئدتْ بحرِّ الرملِ
ماصطفقت ذئابُ السوقِ
تنهشُ صمتَها القهريَّ
بالنَّابِ السّعِرْ !!
(وثيقة تخرُّج...)
ها أنتَ تلهثُ في الزوايا
جاثيًا ..تمتصُّ بوحَ الرَّملِ
من نهدِ الرياحْ
لا عانقتْ عيناكَ
أقمارَ المساءِ
ولا شربت َ الكأسَ
من كفِّ الصباحْ
ها أنتَ تلهثُ قلبُكَ
المجدورُ كانَ البحرَ ممتدًّا
وكانتْ مقلتاكَ بريئةً
أبدًا من النظرِ المباحْ !
هاأنتَ تلهثُ أو تموتُ
الآنَ فاقرأ ماتشاءُ
عن الرواياتِ
التي جعلتْ من
الأعشابِ موتًا
تستطبُّ به الجراحْ !!!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الوافي

avatar

إبراهيم الوافي حساب موثق

السعودية

poet-ibrahim-al-wafi@

12

قصيدة

72

متابعين

إبراهيم أحمد الوافي شاعروأديب سعودي، ولد في ينبع النخل عام 1969م. المؤهلات العلمية: بكالوريس لغة عربية - كلية الآداب - جامعة الملك سعود . ماجستير في الأدب العربي - كلية الآداب - جامعة ...

المزيد عن إبراهيم الوافي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة