الديوان » عبدالله عباس خضير » حاشيةُ الأحلام

 إلى/المرأةِ 
           ذاتِ الهامــــةِ العليا
           إلى حاضـــنةِ الدّنيا
           إلى واهبــةِ الإبداعِ
           والمفتاحِ في الرّؤيا  
 
     الرّؤيا/حدٌّ/
    
```````
 في غسقِ الليلْ
تتفتّحُ في رأسِكَ أشجارٌ أخرى 
ثمّ تمدُّ مجسّاتٍ
تتحسّسُ ساريةَ الدّنيا 
بألوفِ العدساتِ تُسمّى الرّؤيا 
 
قال المؤلّفُ في الكتابِ
مُفسِّراً ومُعبِّراً:
(...فإذا رأيتَ النّعلَ
فاعلمْ أنّها امرأةٌ
فإذا لبِستَ وطِئتَها
فإذا مشَيتَ بها
فإنّكَ مُزمعٌ سَفَراً)
 
إمرأةٌ تحملُ أسلحةَ التّدميرِ الشّاملِ
في العينينِ وفي الصّدرِ وفي الشّفتينْ
تفتحُني فتحَ مغولٍ
تشطرُني نصفينْ
ثمّ تُلملمُني وترقّعُ أجزائي
تنفُخُني في صُور التّكوينْ
 
(النّعلُ المَحذُوّةُ للثّيّبِ
غيرُ المحذوّةِ للعذراءِ
المشيُ بها سَفَرٌ في بَرٍّ
فإذا انشقَّ الطبقُ الأسفلُ
للنّعلِ ولم يسقُطْ وَلَدَتْ بنتاً
فإذا التصقا طال العمرُ كثيراً بهما)
 
مع السّعــــــلاةِ تَقضِي كلَّ عمرِكْ
وتُطفيءُ بالشّرابِ لهيــبَ جمرِكْ
وتصبـــــــرُ علَّ يومــــاً بعدَ يومٍ
يُفرِّجُ بالمماتِ طويـــــــلَ صبرِكْ
تُمارسُ في الكتــــابةِ ألفَ سحرٍ
وتُفرِغُ في السّطورِ نزيفَ حبرِكْ
ولو أُنصِفتَ كنــــــــتَ مع الثّريّا
وفي خيلِ الضّمارِوحيدَ عصرِكْ
فكيف ركبتَ داجيـــــــةَ الليالي
وأسلمتَ الزّمـــانَ زمامَ مُهرِكْ...!
 
(النّعلُ السّوداءُ امرأةٌ ذاتُ نفوذٍ ،
من جِلدِ الخيلِ امرأةٌ عربيّةْ)
 
أيّتُها النّعلُ التي إنٰ مسّتِ الحَجَرْ
قامَ إلى الحياةْ ،
وأورقتْ غصونُهُ وغاصَ في الشَّجَرْ
 
(بيتٌ ذو بابينِ امرأةٌ خائنةٌ
وامرأةٌ بإزارٍ أحمرَ مصقولٍ
تمشي في الرّيبةِ ،
أُسْكُفَّةً بابٍ تعني الزّوجةَ والخادمَ ،
والأضلاعُ العُوجُ النّسوةُ)
 
تتغلغلينَ وتفتحينَ قلاعي
وتنظّفينَ من الغبارِ دفاتري ويراعي
العذرَ يا خنساءُ
إنْ كسَرَتْ يدُ الدّنيا ذراعي
أدلجتُ في البيداءِ
ما بين الكواسرِ والسّباعِ
مُدّي إليَّ يداً فقد
أصبحتُ من سَقَطِ المَتاعِ
 
(مَنْ ذبَحَ البُدْرُجَ في الرّؤيا
 افتضَّ امرأةً حسناءَ
وقيلَ البدرُجُ غدّارٌ لا عهدَ لهُ
والبستانُ
امرأةٌ تُسقى بالماءِ فتحملُ
والأشجارُ ذووها 
مَنْ يأكلْ ثمَرَ البستانِ
يُصِبْ مالَ امرأةٍ ذاتِ ثراءْ)
 
المرأةُ البســــــتانُ والنّعلُ
والمرأةُ المفتــــاحُ والقُفلُ
والمرأةُ التّفاحُ في نضجِهِ
والمرأةُ الحيّــــــةُ والحبلُ
 
(والبقـــــرُ الوحشيُّ امرأةٌ
والبلبلُ قيل امرأةٌ موسرةٌ
وبناءُ البيتِ دخولٌ بامرأةٍ
والبيتُ 
بلاسقفٍ تطلعُ فيهِ الشّمسُ دخولٌ
حفرُ الأرضِ دخولٌ والمعولُ عضوٌ
والتّربُ دماءْ)
 
أيُّ بلاءٍ هذا!
خيـــــرُ بلاءْ
أن تصبحَ كلُّ الدّنيا امرأةً حسناءْ
ويصيرَ العيشُ ، جميـــــعُ العيشِ 
دخولاً وبناءْ
 
إنّ الدّخــــــولَ والبناءَ أينما تَرِدْ
تَعنِ افتضاضَ باكرٍ كبيضةِ البَلدْ
 
(والفَرَسُ امرأةٌ ينكحُها
أو جاريةٌ يشريها 
وفراشُ الرّجلِ الزّوجةُ
والرِّقّةُ فيهِ طراوتُها 
والمتمزِّقُ منهُ امرأةٌ لادينَ لها 
والسّــرْجُ امرأةٌ أو فرجُ امرأةٍ
وحزامُ البطنِ صَِداقٌ
ولِجامُ المقودِ عِصمتُها)
 
(يفتـرعُ البِــــكرَ ، ويفتضُّها
إذا بدا في النّــــومِ مشغولا 
والشّمسُ أمُّ المرءِ أو زوجُهُ
إنِ ابتغى للشّمــــسِ تأويلا
وهي الشُّقُـــــــرّاقُ بألوانِها
فاتنةٌ ذاتُ يدٍ طُــــــــولى)
 
(والبقرُ السّمينُ يعني امرأةً موسرةً
وبالقرونِ ناشزاً
فإنْ رآها حُلبَتْ بكفِّ غيرِهِ
خانتْهُ في فراشِهِ)
 
تشابهَ البقَرْ
عليك يا دمونْ
البقرُ السّنونْ
والبقرُ القرونْ
والبقرُ السّحرُ الذي يُطلُّ في العيونْ
مَنْ يَعبُرُ الرّؤيا ومَن
ويوسفٌ مركونْ
في ظُلمةِ السّجونْ؟
 
(والعنكبوتُ امرأةٌ ملعونةٌ
تبيعُ في السّرِّ فراشَ زوجِها
والسّمكُ السّمينُ يعني
امرأةً طريّةً يُصيبُها  
فإنْ أصابَ لؤلؤاً في بطنِهِ
أصابَ منها وَلَدا  
إنْ ناولتْهُ السّيفَ
أعطتْهُ غلاماً في الرّجالِ سيّدا)
 
تمدّيــــــــنَ جناحيكِ
على الدّنيـا وما فيها 
على أيّامِـــها البيضِ
وأعمـــــــــاقِ لياليها
فأنتِ القُـفلُ والمفتا
حُ في أحـلامِ أهليها
 
(قِردٌ يأكلُ من مائدةِ المُلكِ
غلامٌ بلباسِ النّسوةِ
أمردُ بين نساءِ القصرِ
قِرطٌ من ذهبٍ ولَدٌ ذكرٌ
والفضّةُ أنثى مثلُ البدرِ
والصّندوقُ امرأةٌ أو جاريةٌ
والنّومُ على الصّوفِ
إصابةُ مالِ امرأةٍ
صيّادُ السّمكِ المغرمُ بالنّسوةِ
والضّبُعُ امرأةٌ حمقاءُ عجوزٌ ساحرةٌ وقبيحةْ)
 
ليسَ الإصابةُ ها هنا
جرحاً يُصيبُكَ في قتالِ
لكنّهُ طعنٌ على أسوارِ مملكةِ الجَمالِ
 
(والطستُ المصنوعةُ من ذهبٍ
جاريةٌ تطلبُ ما يُرهقُ سيّدَها 
والظّبيةُ تُذبَحُ جاريةٌ تُفتَضُّ
ومَن يسلخْ ظبياً يَزنِ بامرأةٍ كرهاً)
 
إنّ بين النّوارسِ والبحرِ وعداً
هو العشقُ يا رابعةْ
مثلَما الغيمةِ الرّائعةْ
تفتحينَ الشّفَقْ
عُرُوجاً إلى القِمّةِ السّابعةْ
في حقولِ الألَقْ
في الحضورِ العظيمِ وفيضِ العَبَقْ
(والعِلمُ زواجُ المرأةِ
والعِلمُ زواجٌ بامرأةٍ عَلويّةْ)
 
معلِّمٌ ومدرَسةْ
أيّتُها الأمُّ المُقدَّسَةْ
يارايةً تخفقُ فوقَ الرّيحْ
يا لغةَ الحُسينِ والمسيحْ
 
(والدُّبُّ حتى الدّبُّ قيل امرأةٌ
وهو من الممسوخْ
والخيمةُ الجاريةُ الحسناءْ
قالوا لأنَّ الحُورَ مقصوراتْ
والدّفنُ قيل العُرسُ في الكُلّةِ والنّكاحْ
والنّرجسُ الزّواجْ
والآسُ أبقى إنْ رأتْهُ ضَرّةٌ فإنّهُ الصَّلاحْ)
 
ثمّ أضافَ قائلاً :
( مَن عَض فَرْجَ امرأةٍ أصابَهُ الفَرَجْ
وإنْ رأتْ كأنَّ فرجَها يدخلُ فيه الماءْ
فإنّها تُرزَقُ بالأبناءْ...
وإنّ العِمامةَ تاجُ العربْ
ودليلُ النّكاحْ)
 
أَولَى فأَولَى أن تقولَ عدلا
وأن تكونَ ســــــادناً وبعلا
القاعُ منكَ امرأةٌ ، مهلاً رويداً
فالقواريرُ تضجُّ الآنَ في رأسِكَ
تحتذيكَ في المـــنامِ نعلا 
مهلَكَ ما أوفيتَـــــهنَّ كيلا
وقد ذهبتَ شَطَطاً ومَيلا 
 
يا مزاميرَ داودَ
يا نشيدَ سليمانَ
يا نخلةَ الوحيِ
يا أُمَّ موسى
ويا هودجَ الطُّهرِ فوقَ الجِمالِ
يا شعارَ العُشّــاقِ فوقَ الرّمالِ
 
أرادوكِ لهمْ بعضاً
فأصبحتِ لهم كُلا  
فكنتِ الشّمسَ والمفتاحَ والهودجَ والقفلا 
وكنتَ العلـــــمَ والخيمةَ والبلبلَ والحقلا   
.............
خلاصـــةُ الرّؤيا إذنْ
إنَّ (رأى) امــــــــرأةْ
ثمّ سَها عن أنْ يقولَ
(رحمــــةُ اللهِ عليهِ)
إنّ الرّجلَ امـــــــرأةْ
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله عباس خضير

عبدالله عباس خضير

78

قصيدة

شاعر من البصرة جنوبي العراق، ليسانس في اللغةالعربية وآدابها ، تتلمذ على يد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر د.البياتي ، له سبع مجموعات شعرية مطبوعة أولاها قراءة في سيرة التتار / بغداد عام 2000م

المزيد عن عبدالله عباس خضير

أضف شرح او معلومة