الديوان » لبنان » أمين تقي الدين » فرشوها لآلئا ونضارا

عدد الابيات : 23

طباعة

فرشوها لآلئاً ونُضارا

ثمّ قالوا هذي الطريقُ فسارا

لا تلوموهُ غَرَّهُ الوصفُ حتَّى

فاتهُ أنْ قضى سواهُ اغترارا

رُبَّ سعدٍ يجيءُ للمرء عفواً

وشقاءٍ لكلن يجيءُ اضظرارا

طمعٌ في النفوس أن يحسب المر

ء طريق الغنى تكون اختصارا

وفسادٌ في الرأي أن لا يُرينا

الوهمُ إلاّ سعادةً ويسارا

شهدوها في الغربِ تبني قصوراً

مَا رأوها في الغربِ تمحو ديارا

غرَّهم ظاهرُ البها فتعامَوا

عن قبيحٍ تحت البهاء توارى

وأتونا بها وقد عرَّبوها

فقرأنا فيها الشقا والبوارا

إنَّ في بعض مَا اقتبسنا من الغر

بِ كمالاً وإن في البعض عارا

فخلعنا التمدُّنَ الحقَّ عنّا

ولبسنا التمدنَ المستعارا

يا ابنة الغربِ حجّبي وجهَكِ الكا

لحَ عنِّي وأَوسعيني نفارا

واستُري ذلكَ الجمالَ المُدَاجي

وامنعي ذلك البها الغرّارا

قبَّحَ اللُه كلَّ حسنٍ يحليك

ولو كانَ يُخجلُ الأقمارا

يا ابنةً الغربِ مَلّقي الناسَ مهما

شئتِ واستلفتي لك الأنظارا

فصعودٌ طوراً وطوراً هبوطٌ

لعنَ الله هذهِ الأسعارا

كان ما كان بيننا وتقضّى

فاغربي اليومَ لا وُقيتِ العثارا

ربِّ هل كانَ مثلَ حظَي حظٌّ

لبسَ الليلَ في الحياةِ شعارا

أفأسعى وراءَ زقيَ دهراً

وألاقي في لحظتينِ الدمارا

زادُ شيخوختي جناهُ شبابي

ضاع لكنْ في النفسِ أبقى شرارا

طائرٌ كانَ في يميني فلما

ملقوهُ غنّى قليلاً وطارا

أيُّها الناسُ حكمة من شقيٍ

زاده البؤْسُ في الزمان اختبارا

إنَّ هذي التي تسمُّون بورصة

فتغُّر الأبكارَ والأبصارا

هي أفعى رقطاءُ لا تقربوها

وهي نارٌ تكوي حذارِ النارا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين تقي الدين

avatar

أمين تقي الدين حساب موثق

لبنان

poet-amin-taqi-eddin@

86

قصيدة

29

متابعين

أمين بن سعيد بن محمود بن حسين تقي الدين محام وصحفي وشاعر وکاتب لبناني ولد سنة 1884م، من أهل بعقلين بقضاء الشوف، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة ...

المزيد عن أمين تقي الدين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة