الديوان » العراق » أسعد الجبوري » إلى فاديا الخشن

إلى فاديا الخشن حبيبة وشاعرة وفيضاناً في ذكرى 16 فبراير
يوم الاستقلال العاطفي
الزمنُ ليلٌ
والجسدُ باخرةٌ تحملُ ليلاً
تمتلئ به الأرواح حتى البخار.
وكنت أجري على سبورةٍ من بياضكِ
وذهبكِ ونصوص عينين من بحر الخرز.
أيامٌ من مواليد الورد
تختلطُ بمياه الشرايين بالكتابة بمعجم
السائرين في قيس و ليلى.
وأيامٌ من نار ٍ
هي كل ما في ذلك القارب ،
حيث تصعدُ العواصفُ بلحم الماء ،
فلا تخلف غير الرماد غريقاً
بمختصر من روميو وجوليت.
كان الوقت مثلما هو الآن ..
حامل أفق برائحة سوريالية
وكاتب مقامات على إيقاع قُبل من بتهوفن
وأوكسجين.
حيث الطيرُ بتنورته القصيرة
يبرمجُ رحلاته في العقل.
وحيث الفلفلُ الأحمرُ وسادةٌ
تهذي التصوف الغرامي في مجرى القلب.
ليس من برج غير شجرة الجمال تلك..
وثم فاديا..
وما يولدون من ثمار بحر وحنين.
وثم اسعد..
وما يشعلون في الرأس من حرائق وتوليب.
وثم ماءٌ لا ينتهي كهربائياً.
وثم ترابٌ على حبل زمنٍ ،
يغتسلُ بكثافة تلك الشمس.
كنا ذكريات قبل أن تحدث.
كنا سمكٌ نخترعُ الحنين في النصوص
مثلما كنا الثعابين في ذلك النعاس
حيث نختارُ المنافي
من أجل أن تدورَ الأرضُ بالجسد
حتى فوران الريح بين ثيابه.
ها !
صخبُ
تطلُ من نافذة الروح
لتحكي عن الأب السيكولوجي بعبارات
موجزةٍ عن كثافته في الاغتراب.
ها!
رئبال
يفتح صندوقَ الرأس الأسود
ويعثر على أفيالٍ تتربعُ على كراسي
النصوص
ها!
كون
الطلقةُ البعيد البلاد
كلما اقتربت من الحصن ،نزدادُ
اتساعاً في الألم وفي الريح.
هو الزمن..
هم الكنوز..
هم البواخرُ التي بطاقة الله.
مثلما على هذه الورقة
مثلما على هذه المرآة تفاحةُ فاديا
ذات الأزرار
كأنها تركضُ بين هضاب الكلمات.
يحدث ذلك الآن..
فيما أتمرن على اللغة أنا
غريقاً
بتلك العواصف.
أيامٌ
ومشاةٌ
وتلالٌ
وثمة مواليدٌ هنا وهناك ..
أحفادٌ ينتشرون كاللمبات على خط الاستواء
لهم الأرضُ ستكون في اللاحق.
ولهم وردٌ من مورد الدم واللغة،
بعد أن يطردوا الرملَ من المعاجم،
ويكثرون في الزرع وفي الخبز وفي الهيام.
هم
أحمدٌ ،يتأملُ الطيرَ في الأبراج
وسيبلغ سن الرشد في الشمس
وفي سيرة العشب والعاشقين.
هم
يوسف مُنقذُ يوسف الأول من بئر
المنفى أو من النانتندو
وماسحاً بالاليكترونات عن أيام جدهِ
كلَ غبار وظلام.
هم
تيمٌ مغرمٌ بالتخيل والكولا.
ويخطفُ الأبصار برنينه المغناطيسي
أو بعربات مكويين.
هم
ليثٌ باللبدة والغابة ،
يقصُ على الأعين الروايات،
ويهيمُ جمالاً في كل مرآة.
هم الأحفادُ يصعدون على سلالم
السحاب.
كل سيمضي ماءً في تاريخ
الخصب.
ولكل حارس
فيما نحن نصفُ الزمن الثاني،
نجلسُ على الأرائك منتظرين الملائكةَ
في الشتات الأبدي.
فاءٌ ألفٌ
ألفٌ فاءٌ
جمرتان في تراب النصوص.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد الجبوري

avatar

أسعد الجبوري حساب موثق

العراق

poet-asaad-al-jubouri@

26

قصيدة

102

متابعين

أسعد الجبوري شاعر وروائي وصحافي عراقي من مواليد العراق من عام 1951م . ، نشر له كتابه الشعري الثاني (صخب طيور مشاكسة) عام 1978 ورواية (التأليف بين طبقات الليل) في ...

المزيد عن أسعد الجبوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة