يدٌ يُسْرَى
بلا ذهبٍ يقيّدُها
تقيّدُني
وتنهرُني إلى المرعى
بصوتِ قصيدةٍ
خرجَتْ على هُبَلٍ
بكأسٍ
من رحيقِ الشّمسِ تسكرُني
بخيطٍ
من حريرِ الرُّوحِ تشنقُني
وفي حقلٍ
من الأحلامِ تتركُني
صريعَ بدايةٍ أخرى
بممحاةٍ تعلّمُني
بلا حبرٍ تجنّبُني
كلامًا دونَما قولٍ
دخانًا دونَما نارٍ
ونارًا غيرَ لاهبةٍ
وتلهبُني
عقيدتُها
تردُّ الرُّوحَ مطرقةٌ
تسوِّي ما تجعلكَ من
صفيحِ الوقتِ تلهمُني
قصيدتُها
تقلِّبُني على جمرٍ
أقبّلُها
بلا لغةٍ تلعثمُها
وأحملُها
على كفَّيْنِ من تعبٍ
بلا عنبٍ تراودُني
وعن بُعْدٍ تهاودُني
ومن قفصٍ
بنافذةٍ مُشَرَّعَةٍ
على الأطلالِ تخرجُني
إلى الدّنيا
بلا لونٍ
يغرّبُني
عن الدّنيا
وتحملُني
يَدٌ يُسْرَى
من الصّحراءِ نِحلتُها
وسحنتُها
إلى الحمراءِ نَحلتُهـ
ورحلتُها
بحبرِ الرُّوحِ مشبعَةً
على ورقٍ
من الْبَرْدِيِّ تكتبُني
بلا مَحْوٍ
تعرّيني
أمامَ الرّيحِ تنشرُني
يَدٌ يُسْرَى
مهندسةٌ
بَنَتْ هَرَمًا
من الأحلامِ شاعرةٌ
ولا بيتٌ
يُلَمْلِمُ لَحْمَ دفترِها
ولا بحرٌ
يحيطُ بملحِ خاطرِها
بلا ليلٍ
ولا خيلٍ
ولا بيداءَ تعرفُها
بنقرةِ إصبعٍ
نفضَتْ غبارًا
عاثَ ذاكرةً
لتبعُدَ سنتمترًا
واحدًا
عن أرضِ سيرتِها
وديرتِها
بلا ذهبٍ
يقيّدُها
تقيّدُني
يَدٌ يُسْرَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تركي عامر

avatar

تركي عامر حساب موثق

فلسطين

poet-turki-amer@

27

قصيدة

30

متابعين

تركي عامر شاعر فلسطيني ولد في قرية حرفيش في الجليل الأعلى سنة 1954م، عمل موظفًا في دوائر الشؤون الإجتماعية لمدة تسع سنوات. ثم انتقل في 1985 للعمل في التدريس في ...

المزيد عن تركي عامر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة