الديوان » السودان » معز بخيت » و ستعلمين عزيزتى

و ستعلمين عزيزتى
علم اليقين
أنى عرفتك ذات يوم
منذ الآف السنين
ثورية تهواك أجنحة القتال
قوية فوق الثرى
تشجيك ابعاد الحديث
و مخرج اللحن المسافر للورى
ماذا اصابك يا ترى
ماذا تردّد فى سمائك
و استثارك
ثم سوّى فيك شاهد مقبرة
ِبينى عليك الله يا هذى
و قولى ما جرى
إن كنت يوما تخدعين
او كنت تمشين انتهاكا للطريق
و لا عليك بما يشين و لا يشين
قُولىِ
فمثلى لا يلين
قُولِى
أتوك بما يروق
و ما تثير اللب روعة منظرهْ
جاءوك بالورق المسطّر آخرهْ
ملاوا فراغ العقل فيك
و حطموا جدران ماضيك العظيم
و دمروا بالجهل
أبراج الكنوز الفاخرهْ
قالوا كثيرا
يا لها
من فرصة الذهب الوضيئة
يا لها
من ساعة الحظ المباغت
يا لها
من لحظة الزمن التى تأتى
الينا بالعيون الساحره
كانوا شياطين الكلام
و كنت أنت الخاسره
الان يا أكذوبتى
قطعا عرفتك
ثم جئتك حاملا أسفى
لانى قد ظللت احبك
و احسرتاه على الذى
أمضى زمانا قربك
ينمو سريعا
لا يحس و لا يَرى
وكفَى بمثلك ان يباع و يشترى
وكفى له حلم سرَى
وكفى بظلك أن يموت تحسُّرا
و يعيش بين مذلتين
ان جاءك الهجر الُمقطّر
من زوايا جمرتين
يحمل الموت البطىء
فلا تظنى انه
قد عاش مبتور اليدين
يلقى طواحين الهلاك
تريّثى
فغدا يميتك مرتين
يا وردة
جفت على صدر الزمان
تضاءلت
دُفنت على قبر اللجين
فلترقبى بحر الرياح
توضئى لله حبا و انشراح
ثم صلّى ركعتين
عرّىِ ذنوبك فى الممرات القديمة
فى دهاليز الحسين
و تقربى لله زلفى
ثم صومى
ثم قومى
للحجاز
و تلفحى أوراد شيخ عابد
قضّى الحياة على بساط الاعتزاز
الله يهدى من يشاء
فهل يشاء ؟
يهديك للدرب القويم
و للطهارة والاباء
نحو النجوم الثاقبة ؟
الله أعلم بالخفايا
و الخلال الغائبة
قد جئتنى فوق انهزامك طفلة
تهب الوعود الكاذبة
!!!
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
سطحية بالحق كنت غريبة
كالطفل أنت توافقين
همجية تمشين فى سقف الحياة
و تفرحين
و ستعلمين بما تجئ الدائرات ستعلمين
يوما قريبا تعلمين
لا
لن اكون الشامت الباكى عليك
و لن اكون الراهب الشهم الامين
!!!
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
انى نبذتك من حياتى
بعد ان زال الغطاء
وكشفت وجهك للرياح
و صار صدرك فى العراء
و ستعلمين عزيزتى علم اليقين
لو كنت أعلم أنّنى
مزّقت إسمىِ
بانتمائك لىِ زمانا
استوائيا حزين
وستعلمين عزيزتى علم اليقين
لو كنت أدرى اننى
متّعت قلبك بالاصالة و النقاء
منّيت نفسك بالحضور
لأجل رؤيتك امتدادا
فى الصباح و فى المساء
أو فى دروب العابرين
برحيق شعرى
و العبير يفوح من قلبى اليك
لو كنت اعلم ان وجهك
صار منبوذا لديك
او صار فى حكم الزمان
على الهوامش و الحدود
اتبايعين الله قُربى تشترين
ثمنا رخيصا بالعهود ؟!
لو كنت اعلم كيف كنت تحدّ قين
و ترقبين اذا اعود
لو كنت اعلم انها
تلك المرابية الحقود
و اعوذ من شر الحسود
المشرئب الى الشهادات ، النقود
لو كنت اعلم انه
مكر العيون يبين فيهم كالسماء
و تبين تلك السيئات
الموبقات ، المهلكات
الظلم قتل الابرياء
أنت الغريقة فى بحار الغدر
تمشين التزحلق فى عجين الوحل
تهوين الرياء
و انا الرحيق على مياه الشمس
ممزوج بقطرات العبير
و كرنفالات الوفاء
رأسى و صدرى كبرياء
و علىَّ تاج
وجهى خيوط الشرق
ياقوت الكريستال المضىء
على السراج
و فى الجبين الصبح ذاب
ان كنت اعلم انهم
اهدوك مخطوطا لدفنى فى التراب
أملوك دربك ثم هدوك
انشطارا و اغتراب
لو كنت اعلم انها
جرثومة الكذب الطُفيلىِّ القبيح
او كنت ادرى انه
فى الاصل معدنك الصفيح
لدعوت ربّى
أن يذيقك زمهرير
و يحقق الوعد الذى
لجزاء شر مستطير
اهداه من باع المواثيق ابتغى
ثمنا قليل ..
يحبو على جدر الرصافة
يستخف ويستطيل
كيف الرجوع لمن تدنّى
للدنانير الحقيرة
يستبدُّ على الدوام
للنار يرجع ثم يأتى
ثم يهرع ثم يبطىء
ثم يسمع ثم ينظر
ثم يصرخ ثم ينتفخ انهزام
الله أكبر
سوف تشبع انقسام
و انا سأدعو الله قربك
ان يخفف ما أراد
و لك المراد
ينشق ليلك
فالاباطيل ارتوت
صمتا و حزنا و ابتعاد
الرعد ارعد
ثم ازبد
ثم دمدم ثم عاد
الطبل و الريح انحنت
صرخا و طرقا و ارتياد
الله رد البعض لما سابقوا
صحو المرافىء
دثّرونى بالسهاد
و غدا اعود على جدار الجأش
امتد انطلاقا
استفيق بوهج صحوى الغرام
هيهات ما اجداك ياقوت الصدى
لا لم تُشتت بعض افكارى الهزائم
او تمكّن من منازلتى الخصام
انا غير انّى كنت يا قدر الخصوبة
أشرئب الى السلام
لا لن تعودوا مثل ما جئتم
حفاة فى الطريق
تتلفحون الاقحوان
و تستظلون الحريق
تتناولون الموت فى زمن التناسل و اللقاح
تتذوقون الكأس بحرا من جراح
لو كنت أذكر اننى
أبنى قصورك يا ارتياح
او كنت أسكن فى صدورك اعتنى
بمياه خدك يا سماح
ما كان لحنك شدّنى
او ضمنى فيض الصباح
لو كنت اعلم ان اقول الحق
فى وجه المغير المنحنى
او كنت سيد هؤلاء
وكنت غابة طلسم ِ
ما صد هذا الروق
جندول الغرام الغاشم
غطّته أجسام الفراش
و نام فى جوف الطمى
لا البحر يقدر ان يذوب
و لا صياح الانجم
يقوى على صمتى
يعشش فى دمى
!!!
عفوا
مسابقة الخواطر علّمتنى
ان اراقب مسلكى
ابنى المدى
زمنا وارقب وجهكِ
تاجوج يوما قاومى
فحذار من ان تهلكى
!!!
الله إنى كنت ميسور المواهب
كنت أحلم أن اعيش بوردتين
و بعض ماء
قد كنت اسكن فى بريدى
كنت صوفىّ الدعاء
لا الحزن يقطن فى بلادى
او يغرّد فى ازدهاء
ذاك الذى ملك العقول
و شدّ افئدة النساء
و غدا نعود على جدارك
نتسحم بماء صبرك يارجاء
نبنى تلالك
ثم نحلم بالكساء
وغداً نعود .

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن معز بخيت

avatar

معز بخيت حساب موثق

السودان

poet-moiz-bakhiet@

140

قصيدة

102

متابعين

البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان. الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...

المزيد عن معز بخيت

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة