الديوان » عبدالله عباس خضير » بندولُ العالَمِ

(بمناسبةِ العامِ الجديدِ)
•••••••••••••••••••••••
يتأرجحُ بندولُ العالَمِ آخِرَ ساعاتِ العامِ
الأجراسُ الخجلى تُكْ تُكْ 
نمشي نحو الماضي وتسيرُ الدُّنيا للآتي
هذا عامُ الفقدِ الأكبرِ ، كان دمي 
يتحاورُ عني في صالاتِ الموتِ هنالكَ
تُكْ تُكْ 
عصفٌ في القَرْمِ
النُّسوةُ قابَ ذراعينِ مِنَ الحريّةِ في إيرانَ  
الكرةُ الأرضيّةُ تُفطرُ هذا العامَ على كُرَةٍ  
تكْ تكْ 
وخطيبُ الجمعةِ يستأجرُ في بيروتَ حصاناً
يستيقظُ إرهابٌ أسودُ مرتخياً كان بأقبية الأردنِّ ليَضربَ
بغدادُ ستعقدُ صفقةَ توريدٍ للغازِ وللبنزينِ
لسدِّ الحاجةِ ، تشري بصلاً وطماطمَ أو لبناً
غائبةٌ شمسُكَ ، مقفلةٌ رأسُكَ منذ عصورٍ
تُكْ تُكْ 
حربُ الطاقةِ ليست آخِرَ تقليعاتِ الحربِ  
وبعدَ الشَّطرِ النوويِّ وشَطرِ البلدانِ 
تجرّبُ أمريكا الدّمجَ النوويَّ
الصّينُ تُباشرُ فتحَ الدّنيا دونَ حريرٍ 
والأسنانُ النوويةُ واقفةٌ كي تمضغَنا 
نحن بكلِّ بلاهتِنا في ضغطةِ زِرٍ ، 
تكْ تكْ 
قد يفعلُها مهووسٌ  
لتقولُ الرُّقُمُ الطينيّةُ والجلديةُ
بعد العصفِ وبعد المسحِ الهمجيِّ الشّاملِ
كان يحاولُ إنقاذَ البشريةِ من تجّارِ الحربِ
ومن حيتانِ الطاقةِ تكتبُها فوق رِقاعٍ
من جلدٍ بشريٍّ ، أو فوق رقيمٍ طينيٍّ...
تبدأُ ديدانُ الأرضِ تَحاوُرَها...
في مقتبلِ العامِ الآتي
تتململُ من تحتِ الأناضولِ صفائحُ من نارٍ
وتضُمُّ الأرضُ على أهلِ الأرضِ مخالبَ من
صَلصالٍ ، تَفغَرُ فكّيها النّهِمَينِ كديناصوراتِ
الصّينِ ، وتقضِمُ لحمَ النُّسوةِ والأطفالِ ، عظامٌ
تتهشّمُ ، طَقطقةُ الأضلاعِ ، شظايا جمجمةٍ ، هل تشتاقُ الأرضُ إلينا شوقاً همجيّاً ،
تبدأُ ديدانُ الأرضِ تَحاوُرَها ثالثةً
في رِحلةِ خلقٍ أخرى 
قد يولَدُ (إنساحيوانٌ) آخَرُ 
لا ترسمُهُ الآنَ مُخَيَّلةٌ أو يُدركُهُ عقلٌ منّا 
نحن المنقرضينَ كما ديناصوراتِ الصّين...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله عباس خضير

عبدالله عباس خضير

78

قصيدة

شاعر من البصرة جنوبي العراق، ليسانس في اللغةالعربية وآدابها ، تتلمذ على يد الشاعرة نازك الملائكة والشاعر د.البياتي ، له سبع مجموعات شعرية مطبوعة أولاها قراءة في سيرة التتار / بغداد عام 2000م

المزيد عن عبدالله عباس خضير

أضف شرح او معلومة