الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » امرأة تزوجتْ رجلين!

عدد الابيات : 94

طباعة

زالَ الرشادُ ، وعربدَ الشيطانُ

وطغى الضلالُ ، وجُندِلَ الميزانُ

فتنٌ تموجُ بكهفها ورقيمها

ومصائبٌ تترى لها شنآن

ودغاولٌ في كل صُقع أضرمتْ

وتسعّرتْ ، وكأنها نيران

وكوارثٌ مثلُ الزلازل دَمرتْ

زالت بها الأمصارُ والبُلدان

وكما نرى ، مِحنٌ يُصَليها العِدا

ويَشِيبُ مِن أهوالها الولدان

ومَكائدُ الأعداء أثمرَ زرعُها

والدارُ ضجًتْ ، واشتكى السكان

ومَخارفٌ لا يُستهانُ بوقعها

خرجتْ بها للعالم النسوان

أضحتْ يُروّجُها اللئامُ تشفياً

فإلى متى يتطاولُ العُدوان؟

والبعضُ قد فتحوا القلوبَ لزيفها

فتمكنتْ منها ، وسادَ هوان

هذي الأباطيلُ التي عصفت بهم

فسرى الخِداعُ ، وسُعّرَ الطغيان

تلك الأضاليلُ التي انحدروا بها

نحو السفول ، فزينَ الكفران

يا ليت شِعري ، كيف طابَ سُعارُها

وقد اكتوى بلهيبها الإنسان؟

أو ليت شِعري كيف رَحّبتِ النسا

بالدُعْر ، حل بحُبّه الخسران؟

كيف استسغنَ الموبقاتِ رخيصة

وأتين عُهراً ما له حُسبان؟

وانصعن للتغريب يذهبُ بالحيا

وغدا دليلاً للنسا الشيطان

أعلى النسا حيلُ الدهاقين انطلتْ

والسرُ ذِيعَ ، وهكذا الإعلان؟

أصبحن في الأسواق أرخصَ سِلعةٍ

والأمرُ أشْهِرَ ، ما له نُكْران

مثلَ الإماء ، فما لهن كرامة

وهل ارتقى في الأكرمين مُهان؟

ما بين غانيةٍ تدِلُ بحُسنها

واليومَ تصطنعُ الدلالَ حِسان

أو غادةٍ أكل السفولُ جمالها

أيُعيدُهُ المكياجُ والفستان؟

كلا ، ستُمسي – في الخلائق مُثلة

وتَعاف رؤية رجْسها الأعيان

أو قينةٍ شقيَ الغناءُ بصوتها

تعسَ النساءُ تسرهن قِيان

ما الست إن قلتِ الحياءَ سَجية؟

أتعيشُ – من دون الحياء – حَصان؟

ما الست إن قلتِ الرشادَ طبيعة؟

أتعيشُ – من دون الرشاد – رزان؟

ما الست في سوق النخاسة كالإما؟

هل للإماء تُضاعفُ الأثمان؟

ما الست إن عبثتْ بها أهواؤها

وطغى عليها العيرُ والذؤبان؟

ما الست إمّا عاقرتْ كأسَ الطِلا

والعقلُ زايلَ فكرَهُ الرجحان؟

ما الست إمّا استسلمتْ للهاثها

وطوى الإباءَ لهاثُها الفتان؟

ما الست إما استحكمتْ نزواتُها

فيها ، وضاعَ الفصلُ والفرقان؟

مسكينة باتتْ ضحية جوقةٍ

مِن دينهم مَرقوا لذلك هانوا

لعبوا بأدمغة النساء ، فأفسدوا

وعلى البسيطة هُدّمتْ أركان

ولكل فسق وانحطاطٍ روّجوا

وبما أتوهُ طاشتِ الأوزان

لمّا تعدْ قيمٌ تُعَزز أهلها

فالوزنُ طاشَ ، وسُربلَ الوزان

وكذلك الأخلاقُ زايلَ سمتُها

ظهرَ الدليلُ ، وأشرقَ البرهان

وطغى الصراعُ ، وأجّجِتْ نيرانُهُ

عَلناً ، وعمّ العالمينَ دُخان

وكأنها الهيجاءُ تقتحمُ الدنا

وعلى الخيول تربّعَ الفرسان

ورمتْ أيادي الغاصبين سِهامَها

ولهم على سُوح الوغى الإثخان

وضحية الحرب الضروس استأسرتْ

ونساءُ أهل الفتنة القربان

وسمعتُ واحدة تُزمجرُ في الورى

ولها بما صدحتْ به استيقان

نعبتْ كمثل البوم تختصرُ المدى

صِنوان ذي في النعق والغِربان

أحقِرْ بها جهرتْ بأنكر نبرةٍ

وكأنها – بين النساء – أتان

جهرتْ بأخبثِ فريةٍ بين الورى

خابت ، وخابَت أحرُفٌ ولسان

مِن أنها باثنين مِن أشباهها

قد زوّجتْ ، فاستشرفَ العِصيان

كيف ارتضتْ هذا السقوط لعيشها؟

أهو السقوط المُقرفُ المُزدان؟

كيف استعاضتْ بالدنو عن العُلا؟

أولى بها – عما ترى – الأكفان

كيف استباحتْ ما يُحرّمُ ربها؟

أيُقِر ما جاءت بهِ الإيمان؟

أم تدّعي الإسلامَ لم تعمل به؟

أوَلم يُخامرْ وعيَها استهجان؟

وكذا تُحرّمُهُ القوانينُ التي

قد سنها – لشعوبه – الإنسان

وكذا تُحرمه التقاليدُ التي

مرتْ – على ترسيخها – الأزمان

وتُحرّمُ الأعرافُ أوسخ زِيجةٍ

ولئن أقرّ مَن الأمانة خانوا

ويُجرّمُ التشريعُ من خضعتْ له

وكذاك قومٌ – بالشريعة – دانوا

كيف استلذتْ بالحياة دَنية؟

هل تقبلُ الهمجية الأذهان؟

أو غرّها استلذاذ غابة أذؤب

أو أكلب يعتاده الحيوان؟

عند الضباع يجوز ما جهرتْ به

إذ لا يُعارضُ فعلها الضبعان

وأباحَ شرعُ الله أربعَ نسوةٍ

للفرد أعلنَ ذلك القرآن

وأنا أسائلُ مَن تعدتْ وافترتْ

وبغى عليها الإفكُ والبُهتان

من أين جئتِ بذلك الرأي الذي

ضاقتْ بسوء سماعه الآذان؟

أأتى به (موسى)؟ فهل توراتهُ

فيها لتخريف الغواة مكان؟

أأتى به (عيسى)؟ فهل إنجيله

فيهِ تزوجَ حُرمة أخدان؟

موسى بريءٌ من شناعة فعلةٍ

أفضتْ إلى ترويجها الأضغان

عيسى بريء منكِ ، أنت رذيلة

والنص – في إنجيله الإحصان

هذا يقيني في (الكليم) وشرعه

وكذا (المسيح) يقودُني الإيقان

في أي دين يا عدوة نفسها

شأنُ الزواج يسنه الخوّان؟

وهل الإباحة خطها علماؤنا؟

هل خطها الأحبارُ والرهبان؟

هل خطها (النهامُ) في كهنوته؟

هل خطها وأقرها الكُهّان؟

هل صاحبُ الإفتاء أفتى يا تُرى

وطوى الفتاوى الدس والكِتمان؟

هل حُرة تأتي البغا مختارة

فلها إذا حل المسا خِلان؟

الحُرة العصماءُ تعصِمُ نفسَها

والعاصمُ الإسلامُ والإحسان

أجملْ بها خلفَ الحجاب مليكة

بين الأنام أعزها الرحمن

هي تحت زوج – يا شقية واحدٍ

هو طيبٌ متفضلٌ مِعوان

هيَ لا تَداولُ مثل كل شُوَيهةٍ

فعلى الشياه تعاورَ الخرفان

هي لا تُدنّسُ عِرضَها وديارَها

ويحارُ فيها العاشقُ الولهان

إذ أنها بين النساء عزيزة

هي حُرة ماذا يرى العُبدان؟

هي تُشْبهُ الأرضَ العَزازَ ، فعزقُها

متعسّرٌ يشقى به الطيّان

هي لا تُطيعُ هوى النفوس تحايُلاً

ومع التحايُل لا يدومُ أمان

هي لا تُعربدُ كي يُباركُها الغثا

شأنَ الكِفار على الهُدى ما كانوا

هي لا تلينُ إذا طغتْ نكباتُها

إذ إنها اعتبرتْ بقوم لانوا

هي كم تُدين المُوبقاتِ وأهلها

أنعمْ بقوم أنكروا وأدانوا

وتصونُ عِرضاً ، فالصيانة رُوحُهُ

أنعمْ بمن أعراضهم كم صانوا

هي تفضحُ التغريبَ ، تكشفُ أهلهُ

شأن الدعاة دُجى الخراب أبانوا

هي أمّة في قومها وجوائها

هي بحر تقوى ما له شُطآن

هي دُرة مكنونة في أهلها

والأهلُ – واللهِ العظيمِ – جُمَان

هي بوّأتْهم – في القبائل منزلاً

فهمُ به الأشرافُ والأعيان

هي شرّفتْهم ، والشرافة سُؤدَدٌ

فحمى الجميعَ الواحد الديان

هي تصرفُ النفسَ اللجوجَ عن الأذى

يأتي به التمييعُ والمَيَلان

دوماً تُفاخرُ بالكتاب وسُنةٍ

ومعلمُ (الفضلى) هو (العدنان)

لا تستكينُ لشهوةٍ ملعونةٍ

إذ في التزام الشِرعة السلوان

ليست تبيعُ فؤادَها لمن اشترى

يُردي العشيقة – في النسا الزوغان

ليست تُضحّي بالكرامة لحظة

إن الكرامة جُنة وصِيان

ليست تعيشُ ضحية لعدوها

إن الضعيفَ تَهيضه العُقبان

ليست تُعِير لأغنياتٍ أذْنها

ماذا تُفيدُ العِفةَ الألحان؟

ليست تؤخِرُ عن فقير جُودها

جُودُ الغني وجُودُها صِنوان

ليست تؤَذي باغتياب جارة

بجوارها يتفاخرُ الجيران

يا رب وَفقها ، وأصلحْ شأنها

ماذا تُساوي إن تدنى الشان؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة