الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » قبيلة خلعتْ بُرقعَ الحياء!

عدد الابيات : 48

طباعة

وَهَنَ الإيمانُ ، وانفلّ النسَبْ

وخبا السُؤدَدُ ، والتاعَ العصَبْ

كيف زالتْ يا تُرى أقوى العُرى

والموازينُ أراها تضطرب؟

كيف صُد القومُ عن درب الهُدى

كيف زال العِلمُ عنهم والأدب؟

كيف ساروا في دهاليز الهوى؟

كل دهليز بلاهم بالتبب

والمعاييرُ بهم لا ترتقي

حيث باتوا في متاهات العِيَب

وغدا الحقُ لديهم باطلاً

ولِمَا يَهوون قد كان الغلب

واستوى خيرٌ وشرٌ عندهم

وسَنا المعروف عنهم مُحتجب

تغدُ منهم إن تُوافقْ نهجَهم

وتُؤيّدْ ، ثم عن عَمدٍ تُحَب

وتُجندلْ إن تُخالفْ عُرفهم

وتُكافأ بالبلايا والنوب

أي جُرم يا أهيلي جئتُهُ

صدني إتيانُه عما يجب؟

أي تقصير أنا مارستُهُ

أحدثَ الصَدْعَ الذي لا يَرتئِب

كلكم يا أهلُ عن حقي عشى

والسؤالُ المُر قولوا: ما السبب؟

ألأني مؤمنٌ مستمسِكٌ

بهُدى الإسلام فيكم عن رغب؟

أعبدُ المَولى ، ولم أعدلْ به

أفعلُ الخيرَ ، ودوماً أحتسب؟

مؤثراً تقوى إلهي والهُدى

راضياً بالأمر مولانا كتب

مستجيباً للرسول المصطفى

خيرِ مبعوثٍ لعُجْم والعَرَب

أجعلُ القرآنَ نهجي مُخلصاً

صادقاً في العزم ، لا أرضى الكذب

تابعاً أسلافنا فيما أتوا

إن في منهاجهم أسمى القرَب

خلفهم أسعى ، فهم خيرٌ صُوىً

جيلهم ولى ، وللآتي الكُتُب

قد رفعتُ شأن قومي عالياً

ولربي الشكرُ دوماً إذ وهب

لم أكنْ عاراً على قومي الألى

أهدروا حقي ، وأزرَوْا بالنسب

سلبوا الأسفارَ ، واحتلوا الحِمى

وإذا ما ذكّروا ساقوا الغضب

واستهانوا بالسجايا ، ويحهم

واكتفوا بالإسم يُزري باللقب

صنعوا مني متاعاً زائداً

ما له في قلب عبدٍ من إرَب

جعلوني مثلَ كَم مُهمل

ما له في أي سوق من طلب

خلعوني بعدما ذاقوا الغنى

لم يعدْ مني رذيلٌ يقترب

مثل طاعون ، ألا فليحذروا

مَن يُؤملْ سِلمَه فليجتنب

وارتأوا هجري نعيماً يُبتغى

كبَعير حن مِن وخز الجرب

أيكم أبلى بلائي يا غثا؟

إن قول الحق أمرٌ يُطلب

أيكم عانى ليرقى أهلهُ؟

أيكم شرّفَ قوماً والحَسَب؟

أيكم أعطى كريح أرسلتْ؟

أيكم أعطى كما تعطي السحب؟

ليس بالأموال حبٌ يُشترى

إنما القلبُ بلا مال يُحِب

كلكم يأخذ مني موقفاً

كنتُ رأساً ، ثم أمسيتُ الذنب

وتخلى الكل عني وارتضوا

بُعدهم ، والأمرُ يدعو للعجب

مَن رآهم قال: ذا مِن حقهم

وإذا ما عُوتِبوا كالوا الخُطب

أيها الجُهالُ فرقٌ شاسعٌ

بين جدّ المرء طبعاً واللعب

وحياتي أرخصتْ أثمانها

لا تُساوي عندكم صاعَ الرطب

فإذا ما مِت جئتُم للعزا

اذهبوا لا خيرَ فيكم يُرتغب

اغرُبوا عن أوجهٍ تشقى بكم

ما عليكم مِن مَلام أو عَتب

وإذا جئناكمُ نرجو العطا

أغمِضوا الأعيُنَ ، لوذوا بالهرب

لم يعدْ في أي وجهٍ مِن حَيا

طابعُ الخذلان بالحُسنى ذهب

والحيا ولى ، وولى بُرقعٌ

وقلوبُ القوم ما فيها حَدَب

عَيشُنا يا ناسُ أخذ وعطا

فارفعوا عنكم أضاليلَ الرِّيَب

واستقيموا تُدركوا ما أدّعي

وأنيبُوا قبل دفن في التُرَب

كم نصحنا كم وعظنا جهرة

لكن الجمْعُ لنا لم يستجب

رُبّ نصح لم يُصادفْ مُنصتاً

فاشتكى النصحُ البرايا ، وانتحب

رَبّ قد بلغتُ ، فاشهدْ أنني

سُقتُ تطبيبي لمن لا يستطب

وبذلتُ الخيرَ أرجو أجره

وعلى الرحمن أجري والحِسَب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1857

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة