الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » لولا حُرمة البيت لزدْتُك!

عدد الابيات : 49

طباعة

عن المبادئ أنت الراغبُ العاري

وصُحبة النذل تُبلي الشهمَ بالعارِ

كم ابتُليتُ بأنذال ، وضِقتُ بهم

ذرعاً ، وكان البلا نذيرَ أوضار

وكم تحملتُ آلاماً يَنوءُ بها

ليثٌ يَصولُ بأنياب وأظفار

وكم رماني بسوء الوصف زيرُ نسا

مُرَوّجاً بعده ردئَ أخبار

وكم سَقاني الأذى وَبْشٌ ومُرتزقٌ

مُحَرّقاً سُمعتي الشهباءَ بالنار

وكم لقيتُ مِن الرفاق تحسبُهم

عند الشدائد كانوا خيرَ أنصار

برغم أنيَ لم أحْقِرْ محامدَهم

بل عِشتُ أمدحُهم بكل إكبار

ولم أشهّرْ بهم في كل مُصطدم

ولم أبُحْ – للورى – عنهم بأسرار

ولم أذِقهم مِن الخذلان خردلة

فالخذلُ مَخبثة تُزري بمِغوار

ولم أزجَّ بهم في ساح خندمة

بل كنتُ أنأى بهم عن أي أخطار

حتى أتى حاقدٌ تفوحُ غيرتُه

غِلاً دهى مجلسي بدون إنذار

ماذا دهاك لكي تهذي فتجرحني

بقول مُجترئ عن صِحةٍ عاري؟

والأفضلية ربُ الناس يعلمها

وهْو العليمُ بأنجاس وأخيار

وكنتَ كررتَ قولاً لا أساسَ لهُ

أبْئسْ بقول وتعيير وتكرار

يا جاهلاً بالذي تقولُ في ملأ

جميعُهم شرعوا في الأخذ بالثار

لكنني قلتُ: لا ، للدار حُرمتُها

فينبغي أن تُراعى حُرمة الدار

فقط أجادلهُ فيما يُرددهُ

علّي ألاقي له رُتوشَ أعذار

حتى وإن لم أجدْ كنتُ الرحيمَ به

بمنطق لين الألفاظ مِهذار

فلن أعَنتهُ ، ولن أبكّتهُ

لكنْ أناقشه في بعض أفكار

هذا الغشيم أراه ليس يعرفني

ولا يٌراعي لقوم أي أقدار

رأيت نفسك يا هذا مُفضلة

وكِلت مِدحتها أمام سُمّاري

واستهجن الكل ما أعلنته غرداً

ما عاد ينقصُ إلا الضربُ بالطار

تقول: أحسنُ مني اليوم مرتبة

وبي استهنتَ مِراراً بين زوّاري

ولا أزكّي على الرحمن خالقِنا

نفساً يُلطخها العصيانُ بالقار

لكنْ أحدّثُ بالنعمى خُصِصْتُ بها

واللهُ حسبيَ في قولي وإعذاري

كنتُ الفقيرَ الذي على الكَفاف حيا

ولا أحصّلُ قوتي دون أسفار

رِق الوظيفة أوهى مُنتهى جلدي

وعِيشتي حَفلتْ ببعض أكدار

مَلكتُ درّاجة من فوقها قفصٌ

حتى عُرفتُ بها في كل أمصاري

ولستُ أنكرُها ، وليس تنكرُني

وهل تزولُ من الذكرى بإنكاري؟

واليومَ أبدلني المليكُ مَركبة

أقضي على مَتنها جميعَ أوطاري

مَتينة أتقن الألمانُ صَنعتها

تُسابقُ الريحَ في عزم وإصرار

وكنتُ أسكنُ داراً لا سُقوفَ لها

واليوم حدّثْ أيا دُهقانُ عن داري

طولاً وعرضاً وحُسناً في بهيج رُباً

يكادُ يَذهبُ مَرآها بأبصار

وشَطرَ قرآن ربي اللهُ حَفظني

واللهُ علمني حديث مختار

والفضلُ لله ربّاني وأدبني

وإن تكنْ عِيشتي مرّتْ بأطوار

فمَن تكونُ لكي تُزري بمنزلتي؟

ومن تكونُ لكي تُذيع أسراري؟

ومَن تكونُ لكي تنال دون حيا

مِن عِرض مَن لم يكنْ يوماً بغدّار؟

ومَن تكون لكي جهراً تُحقرُني؟

أبئسْ بغِر على التحقيق ثرثار

أنا المُضَيَّعُ إمّا كنتَ من نسبي

أو كنتَ يا حاقداً مِن بعض أصهاري

أنا المشتت إمّا كنت لي عضُداً

أو كنت يا حاسداً من بعض أجواري

زِن الكلامَ ، ولا تهرفْ بلا رَشَدٍ

بعضُ الكلام شذىً والبعضُ كالنار

ودارِ حقدَك ، إن الحقد مَلهبة

وكم يضر إذا وافى بإظهار

ما دمت دُوناً لماذا تستطيلُ على

عبدٍ رعاك بتفضيل وإيثار؟

لم التطاولُ في سِر وفي عَلن؟

ألم يقولوا بأن الجار للجار؟

أليس جاراً لكم يَرومُ جيرته

كلُ الأماجد مِن صِيدٍ وأبرار؟

إن التعامل بالحُسنى له ألقٌ

وفي النفوس له جميلُ آثار

وللكلام دلالاتٌ تُزخرفه

كما نُزخرفُ مأوانا بأزهار

وقد يكون صخوراً كم تُسِيلُ دماً

هل يُرتجى الخير في لفظٍ كأحجار؟

يا رب قوّمْ لنا مُعْوَجَ ألسنةٍ

كي لا نواجه منها شر أضرار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة