الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » المقابر تتكلم 5 - ميّتٌ يطردُ المُعزين فيه!

عدد الابيات : 42

طباعة

مَللتُ عِتابَ الغدور الجبانْ

وما لي بردّ التجني يدانْ

لقد شَرّقَ الوغدُ مُستنكفاً

وغرّبْتُ كي أتحاشى الطِعان

وحصّنتُ نفسيَ من كيده

بترك الجدال وهجْر المكان

فما اتعظ الخِبُ من فعلتي

ولم يستطعْ أن يكُف اللسان

يميناً لقيتُ الأمرّين من

غدور خؤون خذول جبان

فكم لاك عِرضي بحَبْك الفِرى

وأمسى بريئاً وغيرَ مُدان

وكم دسّ عني أكاذيبَهُ

وأطلقَ – للشائعات العَنان

وكم شوّه المُفتري سُمعتي

وبالغ في الافتِرا بامتهان

وكم أجّجَ الغِر نارَ العَدا

وأتقنَ في الحرب نفخ الدخان

وكم سعّرَ النذلُ حرباً طغتْ

وأمسك في ساحها بالسنان

لماذا؟ وكيف تبيعُ الإخا

وتُمعِنُ في بُغضنا يا فلان؟

ألم أقسم الدارَ تُؤوي فتىً

ليَنعم في أمّها بالأمان؟

ومخدع نومك صمّمْتُهُ

وزخرفتُ بالود أحلى مكان

ألم أكُ في الجود مستكثراً؟

ألا اسألْ ضميرك يا ثعلبان

لماذا القطيعة أشهرتها

حُساماً يُقطعُ أوهى صِيان؟

وكنتُ تناسيتُ ما قد مضى

وما كان منك قديماً ، وكان

لنبدأ عهداً جديدَ الصُوى

ونعفو عن الصل كاد وخان

وساقَ الفحيحَ لإرعابنا

وبالرغم ضاق به الفرقدان

ولمّا نخفْ ، بل صمدْنا لهُ

وكان لنا منه أشقى امتحان

فهل غيّرَ الصل جلداً ثوى

ليُصبحَ ذا مكرُماتٍ وشان؟

وأرسلتُ مَن أصلحوا بيننا

فأعطيتهم في اللقاء الضمان

وأعطيتُ عهداً لمن صدّقوا

ونقضُك للعهد في التو بان

وأسقيتني الخذلَ مُستغنياً

بمالك عني فبئس القِران

وعُوملتُ حياً كمن قد قضى

ومكرُك بي يا غويّ استبان

وأسلمتُ أمري لرب السما

وأشفقتُ أن أبتلى بافتتان

وكنتُ اتخذتُ القرارَ الذي

يُجنبني ذِلتي والهوان

فقد هدمَ النذلُ كُوخ الإخا

وبانَ الخداعُ تمامَ البيان

ولم يُبق وَصلاً ولا مُلتقى

لأن الوصالَ شقيقُ الحنان

وليس حنانٌ بقلب جفا

ولمّا أهانَ المُروءاتِ بان

وأسوارُ إيلافنا هُدّمتْ

ولم يبق للود أي كِيان

إذا أدرك السورَ تهديمُهُ

فماذا يُفيدُ بقاءُ الدهان؟

ومرتْ عقودٌ على غدركم

لعاً للكرامة والصولجان

وراهنتُ يوماً على عودةٍ

نرجّعُ مجداً ثوى واستكان

ولكن رهاني خبا وانزوى

فقد كسبَ الجُعظريُ الرهان

ومِت ومَظلمتي لم تمُتْ

ستبقى تُهددُ كل جبان

وتشكو السنينَ العِجافَ التي

سَقتني الأذى والشقا والهوان

بشؤم جهودك يا ظالماً

بعِرضي وحقي وشأني استهان

وتأتي الجنازة مُستعبراً

وتصحبُ بعضَ الشماتِ الحِزان

لماذا أتيت تُعزي هنا؟

وهل أنت منا؟ أجبْ يا فلان

وكم من جنائز شيعتها

فلا اعتبرت بأنك فان؟

ألا ارجعْ وحيداً بلا عودةٍ

مجيئُك عكّرَ صفوَ المكان

وعند المليك غداً نلتقي

وتلقى جزاءك يا أفعوان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة