الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » نِعمتِ الأخت وبئس الإخوة!

عدد الابيات : 46

طباعة

يا قومي ما هذا الضلالُ المُطبقُ؟

في أي عهدٍ نحن؟ قولوا واصدقوا

ماذا جرى للناس حتى أسرفوا

في المُوبقات وغالطوا وتحذلقوا؟

وسَبتْ عقولهمُ الغواية والهوى

فإذا بأغلبهم بما اقترفوا شقوا

وتنكّروا للحق شر تنكر

ولذا المخاطرُ بالمرابع تُحْدق

وتنكّبوا سُبُلَ الهداية جهرة

وتقلدوا الفتوى ، فبئس المنطق

أفتوا خزعبلة بدون تثبتٍ

يا ويحهم طعنوا الدليلَ ، ولفقوا

وإذا أتاهم مَن يُذكّر أعرضوا

وبكل سُوءٍ جاهروا ، وتخلقوا

وإذا البراهين استبانتْ غالطوا

وتذرّعوا بالجهل ، ثم تفيهقوا

وإذا أتوا بالآي يسطعُ نصها

بالطعن فيما قررته تشدّقوا

وإذا أتوا بحديث (أحمد) ضعّفوا

أو شككوا ، أو في التحقق أخفقوا

وإذا أدينوا كابروا وتعالموا

وغزا قلوبَهمُ الجدال الموبق

وإذا دُعوا للعلم يضبط ما ارتأوا

فإذا بهم بدجى العقول تعلقوا

ورأيتُ أنصبة الفرائض بُيّنتْ

ومنارُها في ديننا يتألق

أين الغموضُ وكل شيء مُثْبتٌ

والفقهُ متضحُ الصُوى ، وموثق؟

فيم التعللُ بالتقاليد التي

تئدُ النصوصَ ، وبالضلالة تنطق؟

من قال: إن البنت يَحْرُمُ إرثُها؟

إني على مَن قال ذلك مُشفق

أرأيت نفسك يا جهولُ مُشَرّعاً

وبكل نص دان جهلك تَشْرَق؟

أم قد غدوت – على الهُدى مستدركاً

أمسى يُوسّعُ ما السلام يُضيق

اشرَق بفسقك ، أنت صاحبُ بدعةٍ

ولكم ببدعته غويٌ يفسُق

مهما وجدت الدعمَ من أهل الغبا

ممن أراذلهم لحمقك صفقوا

مهما احتميت بمن يؤيد فرية

فالحق دوماً للمخارف يمحق

مهما افترضت الجور في شرع الهُدى

عبثاً تُغرّبُ في الرؤى وتُشرّق

فلسوف تردعُك الأدلة ، شمسُها

فوق الأحاجي ذات يوم تُشرق

والبنتُ وارثة بنص كتابنا

وبنص سنة (أحمدٍ) ، فتحققوا

إن مات عائلُ أسرةٍ عن تِركةٍ

ورثتْه هذا شرعُ رب يخلق

لكنْ لها نصفُ الفتى في حظهِ

واتلوا (النساءَ) بدقةٍ ، وتعمقوا

لمَ الاحتيالُ على الشريعة يا غثا؟

بين الشريعة والتخبط فرّقوا

أتُحَكمون الجاهلية بينكم؟

بل شِرعة القرآن هيا طبقوا

أعطوا الأخيّة حقها ، واسترشدوا

حتى تدومَ مَحبة وتعلق

أتخيّروها بين إرثٍ والإخا؟

بئس الخيارُ به لغا مَن يَسرق

بئس الأخوّة ضاعَ جوهرُها الذي

في ظله ينمو الودادُ المُورق

بئس الأشِقاءُ الألى لم يَعدِلوا

وبأختهم في الإرث لم يترفقوا

أكلوا – بلا حق ترَجّح – إرثها

إذ خيّروها حِيلة ، وتملقوا

هو ليس تخييراً ، ولكن خدعة

فيها كلامٌ مُوهمٌ ومُنمق

هذا هو الظلمُ الغشومُ بعينه

والإرثُ من فضل المهيمن غيدق

يكفي الجميعَ ، يزيدُ عن حاجاتهم

ويُمكّن الوُرّاثَ أن يتصدّقوا

فلمَ المُساومة الرخيصة ضيّعتْ

حقاً – بوارثةٍ هنا – يتعلق؟

وهي المَعوذة ، لم تكنْ مَيسورة

تحتاجُ مَن خيراً عليها يُغدق

لا ، أن يُساومَها على إرثٍ لها

والظلمُ أوتادَ الأخوّة يَحرق

واختارتِ الأختُ الإخاءَ تجمّلاً

لمّا أعِزتْ في الخطاب لمن شقوا

والإرثُ ضاعَ ، ونجمُ عودته خبا

وعلى مساحته أقيمَ الفندق

لم تمتلكْ لنقولَ عنه تنازلتْ

بل إخوة حول الخِداع تحلقوا

وتوهموا أنْ أقنعوها بالذي

ذهبوا إليهِ ، وزينوه وزوّقوا

واللهِ ما اقتنعتْ ، ولا هي أذعنتْ

بل حاولتْ مع مَن طغوا وتشدّقوا

واللهِ ما رضختْ ، ولكنْ أحرجتْ

واستسلمتْ لمّا الجميعُ تفيهقوا

ولسوف تجتمعُ الخصومُ ، وتلتقي

عند الذي يُعطي الأنام ويرزق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة