الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » وهل كانت مروءتي كلاماً؟ - الدكتورة سارة!

عدد الابيات : 46

طباعة

سألوني: لِمَ تهجين الحِمى؟

ولِمَ الدمعُ – على الخدّ – همى؟

ولمَ القلبُ نعى أعرافنا؟

ولمَ النفسُ تُعاني المأزما؟

ولمَ الروحُ تُقاسي وَجْدَها؟

ولمَ الخاطرُ يأسى مُرغما؟

ولمَ اللومُ طغتْ أناتُهُ؟

وهل العُتبى؟ تُفيدُ اللوّما؟

كم بكيتِ الخيرَ ولى عهده

مُذ نأى أهلوهُ عن أرض الحِمى

كم تأسفتِ على أحوالنا

وتجرعتِ اللظى والعلقما

كم وعظتِ القومَ لجّوا في الهوى

ثم جَدّوا السيرَ في درب العمى

كم نصحتِ النصحَ يَرقى بالورى

فإذا الجمعُ عن النصح استمى

 (سارة) الخير اقصُصِي مَرثية

كي تُفيقي الخاملين النوّما

مُنصتٌ قلبي لذكرى لم تمُتْ

نصُها أغرى الحِجا والمِرقما

قالتِ الفضلى بصوتٍ مُخبتٍ

قصتي لن تستثيرَ الخُوّما

قلتُ: قصّيها لتبقى عِبرة

كي ينيرَ النص درباً مُظلما

واصْدُقي في القول ، آذتنا الفِرى

واستمي لفظاً وقولاً وفما

ما عهدناكِ سوى مَهدية

تسلكُ الدربَ المُنيرَ القيما

قالتِ: انسقتُ إلى ما أنتوي

نفعُ أهلي كان حقاً مَغنما

فبذلتُ الخيرَ ميسوراً لهم

لم أؤخرْ خدمة أو درهما

لم أجدْ في بذل إحساني لهم

حسرة ، أو ضيعة ، أو مَغرما

وتفانى الزوجُ في معروفهِ

فلقد أضحى بحُبي مُغرما

حبه لي كان عُقبى نسبةٍ

نِصفه الثاني إلى الشم انتمى

ومليكُ الناس أغناهم بنا

وبحبي القومُ أمسَوا هُيّما

وسعدنا أننا كنا لهم

كغِياثٍ جاء من جو السما

واستمر الحالُ ، والأهلُ اغتنوا

وابتغوا نحو المعالي سُلما

وارتضينا الجودَ منهاجاً لنا

كي نعين المستكين المُعدما

شبعَ الكل وداعاً للطوى

لم نعدْ نلقى جياعاً ضرّما

وأقلنا عَثرة تُودي بهم

وتُحيلُ العيشَ ضنكاً حُلكماً

وابتلى المولى حليلي فجأة

فإذا الليثُ – على الأرض ارتمى

والتمستُ الطبَ لم أعبأ بما

حُزتُ من مال لألقى البلسما

جُبتُ أرضَ الله بالزوج ، وما

فترَ العزمُ ، وإن يأسي نما

لكن الموتُ من الزوج دنا

قابَ قوسين ، لهذا استسلما

مُسلماً نفساً وروحاً للقضا

لقيَ الرحمن عبداً مُسلما

وأنا ودّعتُ روحي قبلهُ

هكذا حبي لزوجي تُرجما

لم يعد طعمٌ لعيش في الدنا

والغنى ولى ، وفقري خيّما

أثقلَ الدينُ ملياً كاهلي

وأمامي الكونُ فوراً أظلما

ورأيتُ الكل عني أعرضوا

قلتُ: لا أرضى الخِداعَ المُبرما

ذلك الخذلانُ مذخورٌ لمن؟

قيلَ: لي والقلبُ صِدقاً حَمحما

قلتُ: هل جُدتُم بمدح زائفٍ

بات نصبَ العين قبحاً أشأما

لم يكن جودي عليكم كِلمة

أوَما قلتم: ستفديني الدما؟

ليس سعدٌ دائماً في ذي الدنا

أيها الأقوامُ خافوا المنعما

عاملوني مثلما عاملتُكم

هل عجزتُم أن تكونوا (مثلما)؟

ربما ذقتم من الكأس التي

ذقتها ، يا قوم فاخشوا (ربما)

بين جُودَينا فروقٌ فاعلموا

هل خطيبُ القوم ساوى الأبكما؟

إنني جُدتُ ، وجُودي حِسبة

يدفعُ الجودُ البلاءَ المؤلما

ما تساوى العبد يعطي دائماً

ببخيل عن عطاءٍ أحجما

واكتفى بالجود لفظاً فارغاً

والسخا بالمال بات الأكرما

جودُ أهل البذل غيثٌ هاطلٌ

يُتحفُ العُقبى ، ويُعْلي القيما

بينما جودُ الأشحا مُقرفٌ

جُلهم قد يعبدون الدرهما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1853

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة