بزغت شموس طوالع الصوم الذي

قد سنّه المولى لإتقان التقى

وبه بدا سعد السعود مبشّراً

بالخير واستحيى الورى مما استقى

واتى الربيع وأقبلت أيامه

تزهو فيا لحميد هذا الملتقى

وعرايس الروض اكتست حلل الرضى

والوجه منها بالجمال تنمقا

واستدعت الأطيار طراًّ للغنا

من طل مصداحٍ تفاصح منطقا

هذا تراه راصداً ريح الصبا

يشجو إذا هّبت وذلك معرقا

ولكم اهاجت للترنم في المسا

ثم الصباح مخضبا ومطوقا

وبلابل الأسحار فوق منابر

أغصان تنشد جلّ مولىً اخلقا

ويغرّد الشحرور بالبشر الذي

فيه بنفى المولى عن الخلق الشقا

وأجاد بالصوم الذي أيامه

أيام تجديد الطهارة والنقا

فيه ربوع جسومنا ونفوسنا

وبه نتوب عن الكباير مطلقا

وبه نفوز بكل محمدة سمت

وبه نرى الفصح المجيد المشرقا

فعليك يا ذا الخل دام مباركاً

أبداً يعاد وأنت في حوز البقا

واسلم إلى أمثال أمثالٍ له

طول المدى متهنيا متوفقا