الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » نهلة بين الإشهار والتشهير

عدد الابيات : 68

طباعة

خالفتِ السُنة يا نهلة

وحَملتِ على الداعي حَملة

وغدا الإشهارُ كتشهير

وأمور حياتكِ مختلة

وغدا التذكير كتغرير

أقبحْ بالباطل من شُغلة

وشمختِ بأنفكِ في صَلفٍ

وأسأتِ الفِعلة والقولة

وغرورُكِ بالمال تمادى

وطوتْكِ مع العُجْب الغفلة

فلديكِ المرءُ بدرهمه

وبسُكنى القصر ، أو الفِلة

وبذهب تسطعُ لمعتُه

وبأرض قد زرعتْ غلة

و(جراج) فيهِ مَركبة

تختصرُ عذاباتِ الرحلة

وملابسَ من خير قماش

فستاناً كانت ، أو بدلة

وطعام من أشهى صنف

في (المايكرويفَ) أو الحَلة

أنسيتِ الماضيَ إذ ولى؟

أنسيتِ الفقرَ أيا (نهلة)؟

أنسيتِ الحاجة يوم طغتْ؟

أنسيتِ العيشة في العَيلة؟

أنسيتِ الضنك يُسربلنا

وحياة تغمرُها الذلة؟

لكِ كان الفقرُ دوا نزق

ينأى بكِ عن هذي المَيلة

لتكوني في وضع أسمى

من حال أمستْ منحلة

ووعظتُ ، ولم يُثمرْ وعظي

إذ كانت للباطل صولة

هل كنتُ أناصحُ طائشة؟

أوَتمتثل النصحَ الهبلة؟

وتركتُ الشعر دواويناً

تَهدي ألباباً مُعتلة

تصفُ الأدوية لمَن مَرضوا

كم شُفيتْ بقريض عِلة

فقرأتِ ، وعِبتِ قصائدنا

والزلة تتْبعُها زلة

مَن كانت لا تقرأ حرفاً

أوْ تكتب في نص جُملة

أمستْ تنتقدُ قصائدَنا

وتراها صِيغتْ في عُزلة

للشعر عُقولٌ تفهمه

وأراها في الناس القلة

وقلوبٌ تفقهُ مَقصدَهُ

وتُصرحُ لا تُنكر فضلة

أسرفتِ على نفسكِ لمّا

فضلتِ عن الشعر الأكلة

للروح مبادئ تمنحُها

أفكاراً تجعلها نبلة

والشعرُ يُلخصُ زبدتها

والحق يُناولها الدولة

والبطنُ لها أكُلٌ شتى

لن تُشبعها يوماً بقلة

فلحومٌ تتْبعُ أسماكاً

والحلوى بعد النوتلة

وعصائرُ تروي من ظمأ

والقهوة تغلي في الدلة

ما لكِ والشعر وأبحره

أبها أزياؤك مُبتلة؟

ونُدِبتُ لعَقدٍ أشهدُهُ

في مبنىً أسفله تلة

وجُمعتُ بصِل أمقتُهُ

ولقيتُ العاقدَ والشلة

وعريسُ الغفلة منتظرٌ

بعد اللقيا يوم الدخلة

وتراه النذلة عنترة

ويراها صاحبُها عبلة

عُرسٌ لا يُعرفُ مأربُه

تخِذ الإسلامَ له ظلة

ونكرتُ التصويرَ ، فهاجوا

وجوابي لم يُمنحْ مُهلة

وعلى مَضض قبلوا قولي

لكن نقضت قولي الفعلة

فالصورُ على الفور التقطتْ

وعروستُنا أمستْ رَجُلة

تُفتي ، وتُطبّقُ ما أفتتْ

والعاقلُ يستهجنُ عقله

وتحمّلَ قلبي مزلقها

والسقطة ما كانت سهلة

وإذا بالهازل متصلاً

كي نبدأ في السوآى جولة

فظننتُ سيَخزى معتذراً

عن زوج ما كانت عَدْلة

أو يطلب مني موعدة

لنحدد للعُرس الحفلة

أو ينشدُ عفوي عن نزق

مارسه في أبهى حُلة

بل ساق النذلُ مفاجأة

لم يدر لبلواها ثقلة

مِن بيت الزوجية يهذي

إذ عرّسَ نذلٌ بالنذلة

والأمرُ طبيعيٌ جداً

واليوم إذا تدري عُطلة

فيم اللومُ؟ وفيم العُتْبى؟

أوَلسنا من أهل القبلة؟

قلتُ: أرى التوفيق قلاكم

ما زدتُ على هذي القولة

أين الإشهارُ أيا صرعى؟

لم هذا التحليل الأبله؟

حفلٌ تحضره عائلة

وصحابٌ في العادة قِلة

والشاي مع (الكيك) تحايا

والحلوى توضع في السلة

وهدايا تلزم من حضروا

كِيستُها شُفعتْ بالقُبلة

ماذا قدمتُ لتقطعني

سنواتٍ تتوالى (نهلة)؟

زادتْك الأموالُ غروراً

قتلت فيكِ النخوة قِتلة

أنا أغنى منك بأخلاقي

أنا في قومكِ أندرُ عُمْلة

مَن مِثلي أكرم عائلة

منها غسلَ الأيدي غِسلة

لن ترجع يوماً عِشْرتُنا

يوم صحبتُكِ فيها طفلة

قد نصبحُ يوماً في ودٍ

إما طلع الجمَل النخلة

إن كنتِ استبدلتِ بأخّ

زوجاً ، هذي أنكى زلة

صفقتُه بانت ، وانتشرتْ

وتخطتْ مسألة الدبلة

خدع الكل بزخرف قول

وسبا العِيرَ بضرب الطبلة

نحن خصومٌ عند المولى

بعد نهاية هذي الرحلة

وأحاسبُكِ على تشهير

بي في حاضرةٍ أو نزلة

وموازينُ المولى وُضِعتْ

أكرمْ بموازين عدلة

وأقول ، ويسمعُني ربي

خذ خالصَ حقي من نهلة

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة