عدد الابيات : 44

طباعة

يا إلهي ، وعَدت – في الذكر وعدا

أن تُجيبَ – إما استغاثك عبدا

حيثُ ضاقتْ بيَ المعيشة ذرعاً

في ديار فيها المَعاشُ تردّى

فانطلقتُ في الأرض أبذلُ جُهدي

واللبيبُ مَن عاشَ يبذلُ جُهدا

ليس رزقٌ يأتي بنوم عميق

كلُ رزق يحتاجُ سعياً وكَدا

ثم طالتْ بي غربتي في بلادٍ

كلَ حين غريبَها تتحدى

كم أهِنتُ فيها ، وطمّتْ كُروبي

لستُ أحصِي – لعائداتيَ عدا

كم خسرتُ جهداً ووقتاً ومالاً

والصحابُ فاقوا الأعاديَ حقدا

كم ظلِمتُ ظلماً يروحُ ويغدو

مِن عدو لم يَدْر – للظلم – حَدا

كم قهرتُ قهراً تجاوز وُسْعي

ثم واجهتُ بعد قهري كيدا

كم تجرعتُ كأسَ خذل القرابى

ثم قلتُ: بعد البلاءات بُعدا

كم طعِنتُ مطاعناً ليس تُحْصى

حيثُ إن الأعداء صفوا الجُندا

والسيوفُ تعاورتْ دون لطفٍ

ليس سيفٌ منها تملقَ غِمدا

والتقى بي مَن يَدّعون إخائي

وانتساباً جافى الوفا والودا

مَكّنوا أعداءَ الحنيفة مني

وأذاقوا – بالخذل قلبي السُهدا

والرفاقُ تقلدوا الجُبنَ سَمتاً

والصديقُ ، وَيحَ الصديق تعدّى

كيف باعَ الصديقُ وُدّي وحقي؟

يا سفيهاً ، هل نِلت بالبيع فيدا؟

ثم جاءت تتِمة الخطب عَجْلى

مِن طواغ عُدوانهم قد تبدّى

ما اتقوا في هذي التتمة رباً

بل رأيتُ استهجانهم قد تصدّى

قِيلَ: فارقْ ، ضاقت بك الدارُ ، فارحلْ

والتمسْ في الأرض الوسيعة بُلدا

قلتُ: يا قومي ، هل أتيتُ اجتراماً؟

هل أصبت لله – بالعمد حَدا؟

قِيلَ: كلا ، فأنت أفضلُ منا

ثم ردّوا على السؤالات ردا

غيرَ سُؤل عليه لمّا يُجيبوا

بل لغوا مثلَ البحر جَزراً ومدا

قلتُ: أبقى ، إني بها اليوم أولى

مِن عُلوج ، فليقطنوا اليوم هندا

قِيل: كلا ، أنت الذي لست منا

حيثُ جئت شيئاً يُدينك إدا

قلت: ربي بيني وبين عُتاةٍ

قرروا لي بالجبر والغصب طردا

ربي كن لي مولىً نصيراً عليهم

وانتصرْ لي ، حققْ – بعدلك وعدا

قلتَ: للمظلومين لا لن تُراعوا

قد رصدتُ ظلمَ الهوامين رصدا

فابذلوا الجهدَ في الدعاء عليهم

إن هذا الدعاء أمضى وأجدى

ربنا اثأرْ لي من غِلاظٍ شِدادٍ

لم يَرَوا من تشتيت أهليَ بُدا

ربي شتتْ ما هم رعَوا من أهال

ربي زدْهم فقراً ورُعباً وبَيدا

ربي خذ لي منهم بحقيَ ، إني

قد لقِيتُ الأعداءَ في الحرب فردا

ربي إني غلبتُ في شر هيجا

لم أذقْ من بعد الهزيمة رَقدا

رب دمّرْ على الأعادي ، وخذهم

رب أبدلهم من سنا الأمن زودا

ربنا اطمسْ فوراً على كل مال

هم جَنوهُ جاهاً وعيناً ونقدا

ربنا اربط على قلوب الأعادي

كي يُلاقوا صرعى المليك الفردا

لا تُباركْ ما شيدوا من مبان

لا تبارك أزواجَهم والوُلدا

لا تُباركْ في صحةٍ أو مزاج

لا تُقِمْ – للضُلال – يوماً مجدا

إن ما قد جاؤوه وزرٌ كبير

منه تنهدُ الأجبُل الشم هدا

ربنا اجعلهم عِبرة في البرايا

واجعل الحُر يعتبرْ والعبدا

ربنا اضربْهم بالألى سخروهم

رب سلط – على النسانيس أسْدا

وعلينا يا رب أخلِفْ وعَوّضْ

نحن قدّمنا – في المصاب – الحمدا

قد رضينا بما قسمت ، وطابتْ

أنفسٌ ظنت في ابتلاك السعدا

بيننا احكمْ ، وبين مَن ظلمونا

حُكمُ ربي خيرٌ عَطاءٍ ورِفدا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة