وَكَمْ ذَاكِرٍ لِلهِ قَد رَقَّ دَمعُهُيُرَاوِدُهُ عِندَ الدُّعَاءِ نَحِيبُ
يُنَادِي وَأَحدَاق العُيُونِ رَهينَةمِنَ الدَّمعِ شَوقَاً وَالفُؤَادُ يَذُوبُ
بِلَيلٍ تَمَادَىٰ فِي الظَّلامِ فَمَا لَهُعَسِيسٌ سِوَىٰ رَبِّ السَّمَاءِ رَقِيبُ
يَقُولُ فما لِلقَلبِ دَاءٌ أَصَابَهُفَهَلْ يَا تُرَىٰ لِلعَاشِقِينَ طَبِيبُ
إِذَا ذَكَرَ القَلْبُ الشَّغُوفُ مُحَمَّدَاًأَهِيمُ كَأَنِّي مِن هَوَاهُ طَرُوبُ
لَقَد غَابَتِ الظُّلُمَاتُ عِندَ قُدُومِهِبَدَا نُورُهُ فِي العَالَمِينَ يُجُوبُ
عَظِيمٌ لَهُ بَينَ البَرَايَا فَضَائِلٌرَحِيمٌ بِهِمْ إذَا أَلَمَّتْ خُطُوبُ
حَلِيمٌ وَذُو صَبرٍ إِذَا عَابَ شَانِئٌشُجَاعٌ بِرَميِ اللهُ عَنهُ يُصِيبُ
كَرِيمٌ وَذُو جُودٍ وَقَد فَاقَ جُودُهُبُحُورَاً فَلا بَحرٌ سِوَاهُ يَنُوبُ
وَ تَبقَىٰ تَشُمُّ الطِّيبَ مِن كَلِمَاتِهِكَأَنْ لَيسَ فِي غَيرِهَا مَا يَطِيبُ
تَرَكْتُ هُيَامَ الخَلْقٍ مِن أَجلِ حُبِّهِفَلَيسَ لِغَيرِهِ فِي الفُؤَادِ نَصِيبُ
وَ إِنِّي مُسْتَشْفِعٌ بِأَحمَدَ إِنَّهُمُجَابٌ إِذَا مَا دَعَا وَقَرِيبُ
أَلَا لَيتَ شِعرِي هَلْ أُنَادَىٰ عِندَمَايَهَيمُ عَلَى الكَفِّ الشَّرِيفِ شَرُوبُ
فَأُسقَىٰ بِهَا سُقْيَا شِفَاءٍ وَرَحمَةٍوَ يَحيَا بِهَا بَعدَ الهَلاكِ كَرِيبُ
وَأَروِي بِهَا مِنَ الهَوَىٰ مَا يَسُرُّنِيفَإِنَّ الَّذِي يَروِي المُحِبَّ حَبِيبُ
مِنَ اللهِ نَرجُوا قُربَنا لِمُحَمَّدٍمِنَ الحُبِّ مَا يَجزِينا بِهِ وَ يُثِيبُ
وَنَرجُوا بِهِ دُونَ الخَلَائِقِ وَصلَهُفَلَيسَ لَهُ إِلَّا المُحِبُّ نَسِيبُ
وَ إِنِّي لَأَشْقَى النَّاسِ إِن لَمْ أنَلْ بِهِوُصُولاً إِذَا مَا أَبعَدَتنِي الذُّنُوبُ
فَلا تَوبَةٌ بَعدَ المَمَاتِ تَرُدُّنِيوَلا الصَالِحَاتُ لِلْحَيَاةِ تَؤُوبُ
عَلَى الحِبِّ يَا رَبَّاهُ صَلِّ كُلَّمَاشُرُوقٌٌ حَلَّ فِي السَّمَا وَ غُرُوبُ
21
قصيدة