عدد الابيات : 21

طباعة

أعنّي على قلبي وطاوعْ مَحجّتي

وخُذ شيبَ أشواقي على محملٍ فَتي

أعرني شآبيبَ التقاءٍ تَعُبّني

بغُدرانها عندَ احتداماتِ غُلّتي

أعرني نجومًا من فضاءاتِ نظرةٍ

تباغتُ جوعًا في غرابيبِ مُقلتي

أعرني صباحًا ساطعًا كالذي مضى

يُبدّدُ ديجورًا أباحتهُ عُتمتي

ويرفعُ عن ليلي ستاراتِ سُهدِهِ

ويخرقُ أسمالاً وشتها مِسلّتي

أبَيتَ، ولكنْ ما أبى القلبُ مَرّةً

ولا كانَ للهجرِ امتثالٌ بمهجتي

أُراوحُ سِرًّا بينَ آتٍ ودابرٍ

بسيلِ دموعي واختلاجاتِ ضحكتي

أراقبُ بالتسويفِ عُمري وكلّما

جزعتُ، أناةَ الصبرِ ترقى بهمّتي

أسيرُ وظلُّ الموتِ يمشي بجانبي

يعاقرُ دربي خَطوةً تلوَ خَطوةِ

ورغمَ رُهابِ الروحِ ما كانَ هاجسٌ

يعكّرُ صفوَ النهجِ في عزمِ وجهتي

نكاياتُ هذا الحزنِ تغزو صبابتي

بأجملِ ما في الحزنِ خِلّي وعُزلتي

غريرٌ هوَ التَهيامُ في أوّلِ اللّقى

وعقباهُ جرحٌ ينتهي عندَ غُربتي

وأغربُ ما لاقيتهُ فيهِ أنَّ مَنْ

أحبَّ بعمقٍ باتَ عُذرًا لدمعتي

وأغربُ مِن ذا أنَّ ساعاتهُ ارتقت

صُعودًا وفي الفقدانِ تهوي بحفرةِ

وإنْ شئتَ هدرًا أنْ تواريهِ بُرهةً

 فليسَ لمسقامٍ مواراةُ سَعلةِ

حكيمٌ هوَ العقلُ الذي باعَ طيشَهُ

وأعرضَ عن نفسٍ خؤونٍ وزلّةِ

عُذيركَ إنَّ العُذرَ لا يجرحُ الإبا

ولا يُحسنُ التنفيسَ عن كبتِ محنةِ

بما أنني لم أقترف سوءةً فما

سوى الحبِّ ظُلمًا يقتنيني لتُهمتي

إذا السعفُ يومًا فارقَ الجذعَ مُرغمًا

وأودعَ كنفَ الأرضِ ميراثَ نخلةِ

ستنجبُ تمرًا يملأُ الغيثُ جِرمَهُ

كما مُلئتْ جورًا مفازاتُ أمّتي

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن هديل الدليمي

هديل الدليمي

3

قصيدة

شاعرة عراقية تعشق التجوّل في أروقة الأدب متمكنة من فنون الكتابة تؤمن بأن الحرف نهرٌ بلا ضفاف فيه متّسع لكافّة الألوان والإنتماءات وضرورة احتوائها أحبّت الشعر ومارسته في سن مبكّر، تنظم العمود

المزيد عن هديل الدليمي

أضف شرح او معلومة