عدد الابيات : 37

طباعة

أنت البصيرُ بساحة العُميانِ

لمَّا انفردت بصُحبة القرآنِ

أبكيت بالكلماتِ مَن سَمِعوا لها

أبقيت دَمعاً دُونما هَمَيان

زفراتُك الدمِعاتُ لاعِجة الجَوى

وتُثِيرُ فينا ساكنَ الأحزان

طرقتْ مَسامِعَنا فبتْن بَواكِياً

ودُموعُهن بما صدحت حَواني

أتقولُ أعمى ، والبصيرة أرسَلتْ

أنظارَها في البحث في الفرقان؟

تُدلي بدلو ، والدِّلاءُ كثيرة

حتى تصيدَ فرائدَ العِقيان

تأتي بدُرٍّ ما اهتدى لمكانه

عبدٌ ، وما بصُرَتْ به عَينان

فعجائبُ القرآن ليستْ تنقضي

هيهات يُدركُها بني الإنسان

وغرائبُ القرآن ليستْ تنتهي

فلكل لفظٍ نضرة ومعاني

هو قد حوى نبأ الألى سَبقوا ، فلم

يَذكُرْ لنا خبراً بلا تِبيان

هو قد حوى أخبارَ مَن لحِقوا بهم

بفصيح ألفاظٍ وحُسن بيان

هو قد حوى حُكْمَ الذي بين الورى

بالقول فصلاً زِينَ بالبُرهان

هو ليس هزلاً تُزدَرَى أقواله

ونصوصُه جَلتْ عن البُهتان

ومَن ابتغى في غيره أنْ يهتدي

رُزِقَ الضلالَ ورِبقة العِصيان

هو حَبْلُ ربي مَن به اعتصموا نجَوا

مِن سَيِّئ التضليل والخسران

هو للورى الذكْرُ الحكيمُ لمَن رجا

شرفَ الدنا ودخولَ خير جنان

وهو الصراط المستقيمُ لسالكٍ

ينجو به مِن ساعر النيران

هو لا تزيغ بهديه أهواؤنا

بل تهتدي للخير والرُّجحان

هو ليس مُلتبساً على تال له

كلا ، ولم يَعضُلْ بأي لسان

وأولو البصائر والنهى لم يشبعوا

من آيه أبداً مدى الأزمان

هو ليس يَخْلَقُ قط مِن تَرداده

فيردِّدُ التالون كل أوان

يهدي إلى الرُّشْدِ الأنامَ إذا اهتدوا

بهُداه عن علم وعن إيمان

مَن قال بالآيات منه فصادقٌ

صدقاً له بُحبوحة استيقان

والعاملون به الفلاحُ مصيرُهم

وبرغم أنف الكيد والطغيان

والحاكمون به العدالة نهجُهم

والحُكمُ مُفتقرٌ إلى الميزان

حتى أتى (عبدُ الغني) مُفسراً

لقواعد التفسير دون تواني

فتشرفتْ بقدومه (تعِزٌ) ، وفي

ترحيبها شيئٌ من السلوان

"تعِزٌ" غداً تفنى ، ويذهبُ أهلها

والبحثُ في التفسير ليس بفان

في خير جامعةٍ تبُثُ علومَها

مطبوعة في صفحة الديوان

والضيفُ جاء له مقاصدُ جمَّة

منها التماسُ نجاحِه بأمان

ما قصَّرَ الأقوامُ في استقباله

بل بالغوا في الجُود والإحسان

هم ثمَّنوا مَجهودَه وعطاءَه

ولدى الأماجد قِيمة الأثمان

هم أكرموه ، وضاعَفوا تكريمهم

في السر قد بذلوه والإعلان

منحوه أسمى (الامتياز) تفضلاً

فتحققتْ للفذ عذبُ أماني

يا رب باركْهم ، وباركْ سَعيَهم

وأظِلهم بالخير والرضوان

واقبلْ مِن (الأعمى البصير) رسالة

مُعتزة الموضوع والعنوان

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة