الديوان » احمد علي سليمان عبد الرحيم » (جمعَ بينهما القرأن!)

عدد الابيات : 54

طباعة

لا يَجمعُ الأرواحَ كالقرآنِ

جَمعاً يُؤلفها على الإيمانِ

فتعيشُ وادعة تُسَلي أهلها

بجميل ما ظفرتْ من الرضوان

تخِذتْ كتابَ الله منهجَ عَيشها

أنعِمْ بها ، نالتْ رضا الرحمن

هذا الكتابُ سما بها بين الورى

فبه تكونُ شرافة الإنسان

وبه تكونُ كرامة وحضارة

وبه تكونُ نصاعة الفرقان

وبه يكونُ تمايزٌ وتقدُّمٌ

وبه تُحَققُ طيباتُ أماني

وبه يكونُ النصرُ والحُسنى معاً

وبه تكونُ هزيمة العدوان

وبه تكونُ هداية قدسية

فنصوصُه حَوَتِ الهُدى الرباني

وبه يُنالُ العز والتقوى معاً

ويبوءُ ذنبُ المرء بالغفران

ومَن اهتدى بهُداه أفلحَ واستمى

ونأى عن التضليل والعِصيان

ولقد غبطتُ اثنين مِن قرائه

قد شُرِّفا بتلاوة القرآن

فمعلمٌ يتلو ، ويُتقِنُ درسَه

لا خيرَ في درس بلا إتقان

وبناتُه حاكينه فيما تلا

وبدون تزويدٍ ولا نقصان

وعن التعففِ والتحجب لا تسل

لم تأتِ إحداهن دون صِيان

في حلقة القرآن جئنَ قوانتاً

مُتعوذاتِ مِن أذى الشيطان

وحجابُ كلٍّ سابغٌ يُخفِي الحَلا

ومِن الحجاب بَدَتْ فقط عينان

ودهى المعلمَ طيفُ فضلى ، فاشتكى

قلباً تقلبَ في هوى إيمان

شدَّتْه نبرةُ صوتِها وحجابها

جذباه نحو غرامها الاثنان

واحتارَ كيف علاجُ قلبٍ مُولع

بمحبة جاءت بلا حُسبان

حُبٌ تملك لا سبيل لدفعه

وغزا المشاعرَ دونما استئذان

أيُراودُ البنت الحَصانَ بلا حيا

ليبوءَ بعد الهزل بالخسران؟

أيُصارحُ البنت البَتولَ بحُبهِ

ويُزخرفُ الكلماتِ كالفنان؟

هل يأخذ الميعادَ وفق مُرادها

وهناك خلفَ السور يلتقيان؟

هل يَستبيحُ لقاءَها وكلامَها

إما إذا خليا معاً بمكان؟

هل يَستطِيبُ إذا حَكَتْ نبراتِها

تسبي الفؤادِ بأعذب الألحان؟

أيليقُ هذا بالشريعة مذهباً؟

أيليق ذاك بصاحب القرآن؟

حاشاهُ أن يَنصاعَ مُختاراً إلى

حِيَل به تُفضي إلى النيران

حاشاهُ يخطو خطوة نحو الردى

ويبيتُ يَضربُ في عَمىً وهَوان

بل قال: أتركُ للنسا تدريسَها

خيرُ الحُلول لعاشق وَلهان

واختارَ للتدريس هذا أمَّه

خير العقائل زينة النسوان

ولأمِّه أدلى بتوصيةٍ دَعتْ

للخير والمعروف والإحسان

يا أمُّ هذي أصلحي مِن شأنها

وتحمَّلي تقويمَها بتفاني

لتكون في القرآن أمهرَ غادةٍ

أكرمْ بها من عَفةٍ ورزان

قالت: وصية من أحب أوامرٌ

ستكون نصبَ العين كل أوان

ونأى عن التحفيظ في حِلَق النسا

ليُجنب القلبَ السقوط الآني

حتى أتمَّتْ حِفظها وخِتامَها

سُرَّ الحبيبُ ، وذاعَ فصلَ بيان

متحدثاً للأهل دون تحَرُّج

رُوحي يُداعبُها هوى إيمان

إن تخطِبوها لي شكرتُ جميلكم

ولكم أقِرُّ بوافر العِرفان

أماه هيا رتبي لكِ موعداً

مع أمها بالوقت والعنوان

ونسيرُ عائلة لأدرك مطمحي

ما لابنكم في حب تلك يدان

أخشى غريماً يَغتدي ليَ سابقاً

فتصيرُ زوجته ، فذاك طِعاني

والأسرة اتصلتْ ، وحان الملتقى

في مَحفل مُتواضع مُزدان

وقبوله زوجاً ، فبات مُعلقاً

حتى يَبينَ الوجهُ والكفان

فلربما بعضُ الملامح بُدِّلتْ

فيكونُ رفضٌ طيبُ الإيقان

فإذا بها (إيمانُ) ، سبحان الذي

سوَّى ، مليكُ الناس ذو السبحان

وخطيبُها إذ عَف أهداها له

إذ خافه في السر والإعلان

وتزوجا ، فالله أكرمها به

وبداية التعريس في شعبان

وأتاهما (رمضانُ) يَختصرُ المدى

والذكريات رطيبة وحواني

والبُشرياتُ الآن حانَ قِطافها

وثمارُها للمُشتهين دواني

صلى التروايحَ العريسُ مُرَتلاً

آيَ الكتاب بدمعه الهتان

وعروسُه وسط النساء فخورة

بثنائهن على الأداء الحاني

قالت لهن: إمامُكن فسيدي

وبكتْ بكاء الحمد والشكران

يا رب بارك فيه ، واقبل سعيَه

واجعله زوجي في عليِّ جنان

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

احمد علي سليمان عبد الرحيم

1855

قصيدة

احمد علي سليمان عبد الرحيم ولد سنة 1963 في بورسعيد لاسانس اداب لغة انجليزية يقوم بتدريس اللغة الانجليزيه لجيمع المراحل هاوي للشعر العربي من 40 سنة له دواوين 24

المزيد عن احمد علي سليمان عبد الرحيم

أضف شرح او معلومة