بلادُ العربِ تنساني ولا تدري بأحزاني
ومن نجدٍ إلى يمنٍ شعوبُ العُربِ شتانِ
فلا جُرْحٌ يوحّدنا ولا همٌ يقرّبنا
ولا دينٌ ولا لغةُ ولا فَرَحٌ وأشجانِ
حدودُ القهرِ تفصلنا خطوطُ خطّها الجاني
تُمزق سرّ وحدتنا وتُبقينا بلا شأنِ
نسينا أننا عَرَبٌ وصِرنا اليومَ أعراباً
كأن لا شيءَ يجمعنُا بغسانٍ وعدنانِ
سفيتنا التي تاهت ولم ترسو بشطآن
ستبقى في متاهتها ففيها ألفُ رُبانِ
لنا أرضٌ قد اُغتصبت وأهلٌ دون أوطانِ
وجُرحٌ نازفٌ أبداً وأقصى دون آذانِ
وفي السودان مأساةٌ ومأساةٌ بلبنانِ
وفي بغدادَ ملحمةٌ ولا تخفى يدُ الجاني
وحُكّامٌ بلا هدفٍ ولا قلبٍ ووجدان
ومشغولون عن دمنا بغِلمانٍ ونِسوانِ
عرفنا كيف نفترقُ فلسنا بعدُ نتفقُ
وقد صارت لنا فرقُ فما عدنا كإخوانِ
فمن للثأر يأخذه؟ أهذا الدمُّ مجانّي؟
ومن للعُربِ يجمعهم ويجلو عارَ أزمانِ
فويح العُربُ إن سكتوا وكانوا عونَ شيطانِ
ويا أسفا على وطنٍ نُقايضهُ بأثمانِ
مصيرُ العُربِ يتحدوا وللعلياء يجتهدوا
لتغدو صرختي هذي "بلادُ العُربِ أوطاني"
50
قصيدة