الديوان » عبد الله الأخرس » عذيريَ منْ نفسٍ ترى الكونَ قاتِما

عدد الابيات : 19

طباعة

عَذيرِيَ مِنْ نَفسٍ تَرى الكَونَ قاتِما

و قَلبٍ يُقاسي حُزَنهَ المُتَفاقِما

و عَينٍ تَصُبُّ الدَّمعَ في كُلِّ خَلوَةٍ

و شِعرٍ يَزيدُ القارئينَ تَشاؤُما !

لَعَمريَ قدْ أَصبَحتُ في شَرِّ حالَةٍ

أُداري جَهولاً أَوْ أُجامِلُ ظالِما

وأَضحَكُ في وَجهِ السَّفيهِ تَقِيَّةً

و أَكتُمُ في صَدري الحَقائِقَ راغِما

فلوْ قُلتُ حقّاً يَشهدُ اللهُ لي بِهِ

لَما عِشْتُ يَوماً بَعدَ قَوليَ سالِما !

فَما بالُ هذا الخَلقِ أَصبَحَ كُلُّهُ

يُجِلُّ غَنِيَّاً أَوْ يَقَدِّسُ حاكِما؟

لقدْ صِرتُ مُرتاباً بأَقرَبِ صاحِبٍ

و أَخشى اغتِيالاً مِنهُ إِنْ كُنتُ نائِما !

فَعِشْتُ غَريباً بَينَهُمْ و مُشَرَّداً

أَجُوبُ قِفارَ الأَرضِ وَحدِيَ هائِما !

و قائِلةٍ لي أَيُّها الشّاعرُ اسْتَفِقْ!

أَراكَ تُطيلُ الصَّمتَ حَيْرانَ ساهِما

حَمَلْتَ هُموماً لستُ أَعلَمُ كُنَهَها

فَأَصبَحتَ مِنْ فَرطِ الكآبَةِ واجِما

فَهَوِّنْ عَليكَ الأَمرَ لِلكَونِ خالِقٌ

يُدَبِّرُهُ عِشْ أَنتَ في الكَونِ حالِما

و أَنـشِدْ أَغانيكَ الجَميلَةَ لِلوَرى

و كُنْ بانِياً إِنْ كانَ غَيرُكَ هادِما

فَقلتُ لَها إِنّي أَعيشُ بأُمَّةٍ

قدِ اسْتَعذَبَتْ عَبْرَ السِّنينِ الهَزائِما !

فَما عادَ يُجديها قَصيدةُ شاعِرٍ

تُحَرِّضُها كَيْ تَسْتَرِدَّ العَزائِما

و لا مِنبَرٌ يَعلُوهُ داعٍ إِلى الهُدى

فَكَمْ قَتَلَتْ فَوقَ المَنابِرِ عالِما !

فقدْ سادَ فيها كُلُّ وَغدٍ مُنافقٍ

و كُلُّ سَفيهٍ يَسْتَبيحُ المَحارِما

فَكَمْ حاكِمٍ فيها يُذَبِّحُ شَعبَهُ

و يَلْقى أَعاديهِ ذَليلاً مُسالِما !

و كَمْ حاكِمٍ باعَ القَضِيَّةَ كُلَّها

و عاشَ بِقصْرٍ يَسْتَزيدُ الدَّراهِما !

ذَريني و جُرحٍ غائِرٍ يا صَديقَتي

أَعيشُ على دَهْري و أَهليهِ ناقِما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الله الأخرس

عبد الله الأخرس

162

قصيدة

المولد سورية / حلب الشهباء / تاريخ 2/2/1987 تعلقت بالشعر منذ طفولتي قرأت وحفظت الكثير من الشعر العربي ثم بدأت كتابة الشعر منذ حوالي 15 سنة تقريبا ولي مشاركات بقصائد مطبوعة في بعض الأعمال و أ

المزيد عن عبد الله الأخرس

أضف شرح او معلومة