هو الله معبود الورى فله الحمد

فمن فضله الحسنى ومن جوده المد

له الشكر مولانا له الحمد والثنا

له الفضل والإنعام والجود والمجد

على ما له أولى وأسدى بلطفه

ومن به سبحانه فله الحمد

فقد سامنا الأعداء سوم مذلة

وحام علينا للسوى طاير يغد

ومد التوى من بعد أن كاد والتوى

علينا بداً ما خلت أنا لها نعد

ولكن مولانا له الشكر والثنا

أبى فله منا على ذلك الحمد

أرانا بهذا البطش ذو العرش آية

وفيه لنا لطف وعنوانه السعد

فأنقذنا من شر من جار واعتدى

وذو العرش مولانا له الفضل والمد

فجاء اللصوص المعتدون ببغيهم

وعدوانهم حتى علو مرقباً يبد

فلما رأونا أمهلونا هنيئة

وقد أجملوا أن يقتلوا من له شد

فجاءوا عشاء قبل هدء وفجعة

وقد أيقنون أنا سنسري ولا نغد

فبيتنا الأعداء لا در درهم

بباطن طلحا والتوى منهمو القصد

فأوروا بنا ناراً من الصمع جهرة

كأن الفضى من زجل أصواتها رعد

فكل امرئ منا تولى ولم يكن

له همة حقاً تروح ولا تغد

سوى أننه ينجو ويخلص سالماً

وقد حال من دون التخلص ما يبد

من المزعجات المفظعات فلم يكن

لنا ملجأ إلاَّ من له المجد

ومن نحن والأعداء بقبضة كفه

وعن ما قضى سبحانه جل لا نعد

فكف أكف الظالمين بلطفه

ورحمته عنا وقد أقبلوا بعد

وجازوا لعمري للرواحل جملة

وعن رحلنا فضلاً من الله قد صد

وقد أخذ الرحمن جل جلاله

بأبصارهم عنا وعنها فما مد

إلينا يداً بل لو تزيل بعضهم

لأبصرنا من بين أيديهمو تعد

وقد قتلوا من امرءاً في بياتهم

وزوجة ظلماً فلا نالهم سعد

فآبوا وباؤوا بالهوان وبالردى

وبالخزي في الدنيا ولا نالهم رشد

وقد غادروا أطفالهم طول ليلهم

لهم ضجة تعلو وأصواتهم تبد

ويندبن أما لا تجيب دعاءهم

وأبا قد كان من أمره الفقد

وليس لهم من ناصر ومعول

ولا راحم يصبو إليهم ولا يغد

سوى الراحم الرحمن جل جلاله

فسبحان من أولى ومن مده المد

فأحياهمو ربي بنافله الثنا

له الشكر مولانا على ذاك الحمد

وأنقذهم ربي ربنا من مفازة

ومهلكة لا ماء فيها لهم بعد

ولما استمر الحصب والكل قد نجا

لجئت إلى نشز قريب ولم أعد

لأعلم من حي وهو ميت

ومن كان مجروحاً مصاباً به نكد

وأرجو عسى أن ينجو الأخ منهمو

فينزاح ما ألقى فيسعدنا السعد

ويذهب عني الغم والهم والأسى

فننجوا وعن قرب إلى صحبنا نغذ

وقد بت ليل كله مترقباً

وضيفاً لأرطاة أحاذر أن يبد

من القوم إنسان فيرنو بطرفه

فيبصر شخصي والعدو به حقد

وقد جعل الرحمن بيني وبينهم

حجاباً فأغشاهم فمن بيننا سد

فيا لك من ليل طويل وموضع

ضئيل وخوف مزعج أمره نكد

أكابد ما ألقى من الحزن والأسى

وكنت قريباً منهمو عندما مدوا

فلا رجعوا من غزوهم ومسيرهم

إلى أهلهم بل عاقهم دونهم نكد

فما هو إلا بعد هدء وهجعة

ومن بعد ما صد الأعادي وقد ند

سمعت سعال الأخ شرقاً وقد نأى

وقدعاقني عنه المخافة والبعد

وقد سرني والحمد لله وحده

سلامته فاحتثني الشوق والوجد

ولكنني من شرهم متخوف

ومن غدرهم مازلت أحذره بعد

فلما تقضى الليل والصبح قد بدا

تولت هموم النفس وانكشط النكد

وأقبل إقبال السلامة والهنا

وطار لنا من أفقه الطائر السعد

وقد حفظ الرحمن فضلاً ورحمة

علينا قلوصاً كان من سيرها الوخد

وماء وأسلاباً وزاداً وكلما

لنا من متاع لم يغيره من يعد

وذلك من فضل الإله ولطفه

فلولاه ما عشنا ولا حفنا السعد

فأبدلنا بالهم والغم والأسى

سروراً وأفراحاً فمن شأنه المد

وبالأخ بعد اليأس قد جاء سالماً

فزال الأسى حتى كأن لم يكن جهد

فأبنا بحمد الله أوبة سالم

وفضل وإحسان وما مسنا نكد

وآبوا وقد آبوا فلا در درهم

ومدوا فلا ردوا وعقباهم الكمد

فلله ربي الحمد والشكر والثنا

على لطفه سبحانه فله الحمد

ولله رب الحمد والشكر والثنا

على ما له من فضله فله المجد

ولله ربي الحمد حيث أمدنا

بإحسانه فالله ربي له المد

فيا راكباً إما عرضت فبلغن

تحيات مشتاق ولم ينسه البعد

فمازلت أدعوكم وأحفظ ودكم

وأعرف فضلاً شامخاً ما له حد

على أنني في غاية الأنس والمنى

وطير التهاني حوما فوقنا تشد

وقد جمع المولى لنا الشمل بالذي

لهم وإليهم حنى الشوق والوجد

وفي غاية الإكرام والأنس والهنا

كأن لم يكن قد مسني قبلها نكد

وأزكى صلاة الله ثم سلامه

على المصطفى المعصوم ما سبح الرعد

وما انهل ودق المزن أو ماض بارق

وما لاح نجم في الدياجي له رقد

وأصحابه والآل ما قال قائل

هو الله معبود الورى فله الحمد