الديوان » عمان » أبو الصوفي » خل التجهم والثلب

عدد الابيات : 88

طباعة

خَلِّ التَّجَهُّمَ والثَّلَبْ

واخشَ المهالكَ والعَطَبْ

أَوَ مَا ترى الأيامَ تَلْ

وِي بالأَعِنَّةِ لَمْ تَهَبْ

لا تركبِ العَشْوَاءَ جهـ

ـلاً فالوَبالُ لمن ركب

وتَوَقَّ داهيةَ الليا

لي فالدُّنَا تُبْدِي العَجَب

واعصِ الهوى فالنفسُ تأ

مر بالفواحشِ والرِّيَب

واحذر مُطاولة الملو

ك ولا تُغالب من غَلَبْ

وارفُقْ فديتك لا تسا

وي بالأُنوفِ مع الذّنَب

فالمرءُ يدَّخر الجميـ

ـلَ وخيرُ مَا كُنِزَ الأدب

شُغْلُ الفتى بعيوبه

يَكْفيه عن عيبٍ كَثَب

من بات يحفظ نفسَه

عن سبِّ قومٍ لَمْ يُسَبّْ

جُرح اللسانِ ووَقْعُه

أَمْضَى من السيف العَضَي

لا غَرْوَ أن حَسَدَ الأَسافِـ

ـلُ من تَعالَى فِي الرُّيَب

إن الفتى بالفضل يُحـ

ـسَد لا بإنشاءِ الكذب

لما تخيّل للعِدى

نيلُ العُلى قالوا نَثِب

لم يحسَبوا أن الظنو

ن خيالُ وهمٍ لَمْ يُصِب

شاموا بروقَ المجدِ فِي

أَفلاكِها تَحْتَ السُّحُب

قالوا السماءُ مَنالُها

منا نراه قَدْ قرُب

يَتخبَّطون بجهلهم

مثلَ الفَراشِ عَلَى الشُّهب

فاعجَبْ لمن لا يرعوي

عن جهله أَفلاَ يَتُب

قَدْ شاهد الأمرَ المَهُو

ل بمسْكَدٍ لما وَثَب

فتجمعوا يتسللو

ن من السَّباسِب والحَدَب

فَغَدَوا فَرائسَ للذئا

بِ وللكلاب وللَّهَب

فكذاك عاقبةُ المغرْ

رِرِ نفسَه مهما طلَب

قل للذي شَمِت الكرا

مَ فما عَلَى أعمى عَتَب

قَدْ يَشْرَق الظمآن بالـ

ـماءِ الزُّلالِ إِذَا شرِب

يهفو الكريمُ وتارةً

يَكْبو الجوادُ عَلَى الرُّكَب

وإِذا اختفى ضوءُ الصبا

حِ عَلَى الضَّريرِ هو السبب

طلب السِّياحة جارُنا

فله الحِمى حَتَّى يَؤُب

لا زالت الأشرافُ تكـ

ـرم ضيفَها أَنَّى ذهَب

لما تَذمَّر قاصداً

منا الخفيرُ لَهُ وَجَب

فمضى يُقطِّعُ آمناً

صَحراً الفَدافِد والهِضَب

قامت عَلَيْهِ عصابةٌ

لا يعرِفون سوى العُشُب

لا يَألفون سوى الكهو

ف إِذَا الغزالةُ تلتهب

لا يفقَهون من الكلا

مِ سوى الغُراب إِذَا نَعَب

لا يأكلون سوى الضُّبوب

من السُّروب أَوْ الحَلَب

أعرابُ باديةٍ جُفا

ةٌ صُنْعُهم حملُ الحَطَب

قَدْ عرقلوهُ عن المسا

عي والسُّرَى وعن الخَبَب

فأتى الصَّريخُ بمَسْكَدٍ

يا للحِفاظِ وللعَرَب

أبفيصلٍ تَهْدى الرّعا

ع شماتةً يا للحَرَب

أبفيصلٍ تُغرى الخدا

ئع والمكائد بالنَّشبِ

أبفيصلٍ يُبدى اللسـ

ـان بَذاءَةً يَا للعَجب

يَا للكرام أتتْكمُ

شُمُّ المَعاطِس والحَسَب

لو نودِبوا بالعالم الـ

ـعُلْوِيِّ منهم لاحْتَجَب

من ذَبَّ عن أعراضِهم

فهو الحَرِيُّ بيا النَّسب

سَلمانُ منا يَا أولِي

بيتِ النبوةِ يُحْتَسَبْ

قَدْ طُهِّرت أَبدانُهم

من كل رِجْسٍ أَوْ وَصَب

يَتعاقَبون عَلَى الخلا

فة سادةً بَيْنَ العرَبْ

فهمُ همُ أبناء سُلـ

ـطانَ الغَطارِفةِ النُّجُب

لا يرجِعون إِذَا دُعُوا

عند النِّزَال عَلَى العَقِب

أَوْ يورَدون حياضَ موتٍ

بالمَنايا يُنْتَهَب

قام الخليفةُ بَيْنَنا

لَمَّ الكتائِبَ وانْتَدَب

فأنى يُشمِّر ساعِداً

حامي الحَقيقة بالقُضب

فكأنه ملِك الصَّواعقِ

قَدْ تَقَنَّع بالغَضَب

فتَيمَّم البحرَ الخضَمْـ

ـمَ وَلَمْ يُنَهْنِههْ الرَّهَب

فغدتْ عيونُ القوم شا

خصةً إِلَيْهِ مُذ وَثَب

ركب السفينةَ فاستطا

رَ لهيبُها لما استنب

فتَزعزعتْ وتمايلتْ

وغدت تَميسُ من الطَّرَب

بَحرِي رُخاءً كالريا

حِ كَأَنَّها بَرقٌ خَلَب

فجرى النُّضار بِهَا ومَدْ

دَ البحرُ كَفّاً قَدْ تَرِب

لما رأى كفَّ الإما

م تَمُدُّ بحراً من ذهب

ألقَى المتاعَ تكرُّماً

منه عَلَيْهِ إذ طَلب

ليثُ العرينِ بكفِّه

غيثُ السَّماحةِ يَنْسكِب

لم يُبقِ منهُ الجودُ إلـ

ـلاَ ماءَ وجه لَمْ يَشِب

وَهَب الإلَهُ لَهُ الخلا

فةَ مُنعِماً لما وَهَب

اللهُ أعلَمُ حَيْثُ يجـ

ـعل أمرَه لَمْ يضطرِب

قَدْ أفلح المأمون حَقْ

قاً إِذ بفيصلَ يَحْتَسِب

من ذا يُخاصم فيصلاً

إن المخاصِمَ مقتَضَب

من ذا يُعاند فيصلاً

إن المعانِد فِي نَصَب

فأتى إِلَى صورٍ لكي

يحمي النزيلَ المُغْتَرِب

فتقلقلت فكأنها

قلبُ العدو إِذَا وَجَب

فأتى الرعيةُ مذعنيـ

ـنَ بكل وادٍ أَوْ سَهَب

والخيلُ تُعلن بالصَّهيـ

ـل إِذ المَدافع تَنْتَحِب

والقنصل المخفورُ يمـ

ـشي بَيْنَنا لَمْ يحتجِب

فكأنه عَلَم عَلَى

روس الرجالِ قَدْ انْتَصب

قَرَّ المَليكُ بحِصْنِها

وإِذَا القبائل تجتلِب

فكأنها شُهْب تَقاذَف

أَوْ سحاب قَدْ سرب

إِلاَّ أميرَ الشرقِ قَدْ

رام الصوابَ فلم يُصِب

عيسى وأصحابٌ لَهُ

من قابل والمنترب

ركب الخِلافَ جميعُهم

قَدْ فاز من لَمْ يرتكِب

ضَلُّوا كقابض أَسودٍ

بالليل لما يحتطِب

أو من أَراق شرابه

طمع السَّرابِ إِذَا الْتَهب

طُوبَى لعامرَ وابنه

ذَاكَ الكَمِيُّ المُحتَسب

ومشايخ منهم أَتَوا

من آل شمس تنتسب

فهمُ إِذَا مَا لستُصرِخوا

جَرَس الحديد لهم جَلب

يتواثَبون عَلَى المَنونِ

إِذَا المنيةُ تَنْتَشِب

والحمدُ للهِ الَّذِي

كلُّ الثناءِ لَهُ وَجَب

رَدَّ العُداة كَأَنَّهم

حُمُر تفر من الرُّعُب

ساءوا وساء صَنيعُهم باءوا

بسوءِ المُنْقَلَب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الصوفي

avatar

أبو الصوفي

عمان

poet-Abu-Al-Sufi@

163

قصيدة

4

الاقتباسات

6

متابعين

النشأة والولادة: سعيد بن مسلم بن سالم الجابري المجيزي السمائلي، المعروف بأبي الصوفي، ولد في ولاية سمائل (الفيحاء) عام 1281هـ. كني بأبي الصوفي بسبب ولده الذي سمي بالصوفي، والذي غير اسمه ...

المزيد عن أبو الصوفي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة