الديوان » الكويت » عبدالله بن دحيان » قف بالطلول وروها بالأدمع

عدد الابيات : 36

طباعة

قِف بالطُّلولِ ورَوِّها بالأَدمُعِ

وقُلِ العَفا بعدَ العَفا للأَربُعِ

واترُك فُؤادَك يَلتظي حَيثُ الأسى

بَينَ الجَوانِحِ في حَشاً متصدعِ

فالخَطبُ عَمّ وهذه أرزَاؤُه

غَشَتِ البلادَ بما بها من موجعِ

أوَمَا مَرَرتَ من العلوم وخِلتَها

لِفراقِ مَن تَهوى بأمرٍ مفظعِ

أو ما رأيتَ لَدُن دَرَيتَ لِحَالِها

حي الفؤاد بهيئةِ المُتَفَجِّعِ

إذ بَانَ من تَهوى وأوهى رُكنَها

بينٌ يقولُ لِطَرفِها لا تَهجَعِ

قد مَات حَبرُ العِلمِ إِنسانُ العُلا

بَحرُ المعارِفِ خَيرُ شَيخٍ أورَعِ

بَحرُ العُلومِ أخو الديانةِ والتُّقى

كَهفُ الأَرامِلِ واليَتَامى الرُّضعِ

الشَّيخُ إِبراهيم يَنبُوعُ الهُدى

ذو المَكرُمَات وذُو المَقام الأَرفعِ

هو ابنُ جَاسرٍ الهُمامُ المُرتَضى

طَودُ الشَّريعةِ ذو العلوم النُّفَّعِ

العابدُ الأوّاهُ مصباحُ الدُّجا

بَدرُ الدُّجُنّةِ قُدوةُ المُتَخَشِّعِ

لم تَلقَه الأسحَارُ إِلاَّ قائِماً

في السَّاجدين وفي الهُداة الرُّكَّعِ

ومواسِمُ الأيّامِ تَشهَدُ صَومَه

كمَجَامعٍ للعِلمِ ذاتِ تَنَوُّع

يًملي على الطُّلاَب جَمَّ فَوائدٍ

عن غيرِ هذا الحَبرِ ذاتُ تَمَنُّعِ

لَهفي عليهِ وَلَهفَ كُلِّ فَضيلةٍ

تبكي عليه ورُبتَةٍ لم تُرقَعِ

لهفي عليه ولَهفَ كُلِّ مَزِيَّةٍ

غَراءَ بَعدُ من الجَوى لم تَهجَعِ

لهفي عليه وفَقدُه أصلَى الحشا

ناراً تُذيبُ وغُلَّةً لم تُنقَعِ

لهفي عليه وما حَوى من مَفخرٍ

في العِلم والتَّقوى وحِفظٍ أَوسَعِ

لهفي على رَكبِ العبادةِ قَد وَهى

وكذا الزَّهادةِ بعد ذاك الأورعِ

يا قلبً صَبراُ فالنَّوائبُ جَمَّةٌ

مَن ذا رأيتَ من الوَرَى لم يُفجَعِ

يا قلبُ صَبراً قد جَرى حُكمُ القضَا

ما إِن يرد جَزعتَ أو لَم تَجزَعِ

هَجَمُ المنونُ ومات أُستاذُ الوَرى

ومَضَى النَّصيحُ بِنصحِهِ المُتَضَوِّعِ

واستبشرت بالشيخ سُكانُ الثَّرى

ومَضى حميداً نَحوَ قَبرٍ أوسَعِ

فَلَكَ الهَنَا والجُودُ قبراً ضَمّهُ

فلَقَد ضَمَمتَ لِكلِّ خَيرٍ أجمَع

لِلَّهِ أنتَ فَقَد ثَوَى فِيكَ العُلا

والعِلمُ والتَّقوى وأبهى مُوَدعِ

دامَت عليك على المَدى سُحُبُ الرِّضى

أبَداً تَجُودُ وصَوبُها لم يُقلِع

يَسقي ثَراكَ مِنَ المَراحشمِ وَبلُها

كَسَحَائبٍ مِن عَفوِ رَبي هُمّعِ

يا راحلاً عَنّا إِلى دار البَقَا

لِلَّهِ دَرُّكَ مِن حَبيبٍ مُزمِعِ

بَعدَ التَّفَرُقِ هَل لنا مِنكَ التِقَا

فلَنَا الهَنَا بالمُلتَقَى بالطيِّعِ

نرجو لِقَاك مع اللّقاءِ بِصَحبِنَا

وَسطَ الجِنانِ بِمَحضِ جُودِ المُبدعِ

يا مَعشَرِ الإِخوَانِ مِن أَهلِ الصَّفَا

طُلابَ هذا الحَبرِ عذبِ المَشرَعِ

وصِحابَه الأخيار مِن أَهلِ الوَفَا

ادعو لشَيخِكُم الجَليلِ الأخشَعِ

وتذاكروا ما قد عِلمتُم تَحمَدوا

أَمرَ العَواقبِ يا بُدورَ المَجمَعِ

فالشَّيخُ مَاتَ وكُلُّنا رَهنُ الفَنَا

قُضيَ القَضاءُ فَمَا لَهُ مِن مَدفَعِ

يا رَبُّ فَارحَم كُلَّ آنٍ شيخَنا

أبَداً وآنس شيخَنا في المَضجَعِ

وَبِمَقعَدٍ للصِدقِ حَقق أَرخَه

يُرجى لَه الحُسنى بِطيب موضع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالله بن دحيان

avatar

عبدالله بن دحيان حساب موثق

الكويت

poet-Abdullah-Al-Duhaian@

6

قصيدة

1

متابعين

عبد الله الدحيان (1875–1931م) أبو محمد عبد الله بن خلف الدحيان الحربي الحنبلي السلفي الأثري الكويتي. الميلاد: 28 شوال 1292هـ / 22 سبتمبر 1875م في الكويت. الوفاة: 28 رمضان 1349هـ / 17 فبراير ...

المزيد عن عبدالله بن دحيان

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة