الديوان » العراق » يعقوب التبريزي » لو أن فهراً أثارت للسما الرهجا

عدد الابيات : 36

طباعة

لو أن فهراً أثارت للسما الرهجا

واصعدت للسهى من حربها الوهجا

ومن أمية لا تبقي وإن كثرت

بالطعن والضرب أجساداً ولا مهجا

ما كان يعدل يوم الطف ما صنعت

حرب ولا ادركت ناراً ولا فلجا

اعظم بيوم بنى الهادي وفادحه

في كربلاء به قلب الهدى انزعجا

ولو وعى عظمها الصخر الأصم إذاً

دماً تفجر منه الصلد وانفرجا

ان كان حكم لبيد في البكاسنة

فذي الورى ناحت الأعوام والحججا

هم علة الكون هم سر الوجود وهم

كانوا على الخلق بعد المصطفى حجبا

ما ضاقت الرسل ذرعا والأنام مما

إلا وكانوا لهم في ضيقهم فرجا

بهم أمية كم من هاشم نسفت

بالطف كهف علا سام وطود حجى

لا تنس واذكريني حرب ما صنعوا

في الطف إذ ملأوا الدنيا بذاك شجا

غداة قد البوا فيه جيوشهم

صدر الفضا راح منها ضيقاً حرجا

لكي تخيف امان الخائفين ومن

قد كان للخلق طرا ملجأ ورجا

فنار للحرب شبل الليث حيدرة

بالسيف يقري طلى الأبطال والودجا

والصحب والغلب أهلوه غدت كرماً

تعوم بين يديه للردى لججا

هبت بهم عاديات الخيل ضابحة

تثير نقما به صبح الكفاح دجا

وقد جلته ضباهم في اشعتها

واوجه لهم كانت به سرجا

هم الاسود لهم تابى شهامتهم

بغابهم ان يكون الكلب قد ولجا

وراح وقع الظبا بالهام يطربهم

كأنما سمعت آذانهم هزجا

فعانقوا البيض والسمر الطوال وقد

باعوا الحياة فما استبقوا لهم مهجا

ثووا فداؤهم نفسي بمنعرج

من كربلاء ألا بوركت منعرجا

وبينهم في الثرى جسم الحسين لقى

وقلبه من الهيب للظما نضجا

عار كسته الدما برداً وكفنه

ما كان من سافيات الريح قد نسجا

لم ينج شيخ ولا كهل ولا يفع

منهم ولا الطفل يا للمسلمين نجا

قد اشرقت كالنجوم الزهرا رؤوسهم

لكنها اتخذت سمر القنا برجا

فأزهر الأفق من انوار أوجههم

ما بين شمس ضحى شعت وبدر دجى

أمامهن سرى راس ابن فاطمة

يتلو الكتاب بذكر اللّه قد لهجا

نهضاً بني هاشم بالشوس من مضر

فما عليكم أرى لومتم حرجا

ما آن للسمر أن تهتز مائة

تتوجون بأكباد لها زججا

فتلك زينب بعد الخدر ملحفها

يا للحمية في ايدي العدى اختلجا

بحران فاضا بعينيها بدمع دم

والوجد بينهما في القلب قد مرجا

لم تطف ادمعها نار الفؤاد ولا

تجفف النار ما من دمعها خرجا

تحن مهما ترى السجاد في سقم

بالرمح بقرع إما ناح أو نشجا

وكلما نظرت عيناه نسوته

في الأسر ولهى عليها قلبه التعجا

يا آل احمد والإيمان حبكم

فاز المحب لكم في حشرة ونجا

ما خاب من أنتم في يوم ناقته

كنزله وإليكم في الملم لجا

مازلت طول حياتي ناظما مدحا

فيكم وفي شانئيكم سبة وهجا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يعقوب التبريزي

avatar

يعقوب التبريزي

العراق

poet-Yaqub-al-Tabrizi@

147

قصيدة

6

متابعين

الشيخ يعقوب التبريزي (1854 - 1930م) هو يعقوب بن جعفر بن محمد حسين النجفي الحلي، اشتهر بلقب "التبريزي" رغم عدم انتمائه لمدينة تبريز. وُلد في النجف سنة 1270 هـ/1854م (ويُذكر أيضاً ...

المزيد عن يعقوب التبريزي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة