أنا ما زلتُ أُحاول أن أصبر، لأكتب أكثر فأكثر،
لديَّ رسائل كثيرة للنشر، رسائل أمانة في قلبي،
رسائل من إنسانيةٍ مجروحة، تنزفُ وتتألّم،
مقهورةٌ تتعذّب، خائبة الأمل برحمة الإنسان.
تنظر إلى السماء بعيونٍ تبكي دماء أبنائها،
وتسأل:
"أين أنتِ الآن يا رحمة السماء؟
أما ترين من يموتون، يُجرحون، يُعذّبون؟
أما تسمعين أنين الجياع، وصراخ المشردين،
ونحيب الأمهات في ليلٍ باردٍ دامٍ حزين؟"
السماءُ، كأنها صمّاء،
لا تسمع صرخة الأبرياء،
ولا بكاء الأطفال من الجوع، والعطش، والبرد.
أمهاتٌ يحتضنّ أبناءهن بأجسادٍ هزيلة،
جائعةٌ، باردةٌ، ترتجفُ خوفا من شر قد يحصل،
آباءٌ يحمون عائلاتهم بأجسادٍ عارية،
يموت أغلبهم بلا رحمة، بلا دمعة،
كأن الألم لم يعد يستحق حتى البكاء.
للأسف الشديد،
ماتت الرحمة في قلب السماء، كما ماتت في قلب الإنسان.
الإنسانية باكية،
تذرف دماء الأبرياء من أبنائها،
تصرخ محاصرة بين قسوة البشر وجفاء القدر،
تسأل والعجز يأكلها:
أين المفر؟