أتانِيَ عنكم آلَ عَوْفٍ بأنكم

تَرُوغون في الأقوال رَوغَ الثَعالبِ

تسُبّونَني يا مَن لُعِنتُم!، فهاكُمُ

غِلاظًا شِدادًا مثل وقعِ القواضِبِ

تُقَطّعُ هاماتِ الكُماةِ، وإنها 

تَخِرُّ إليها راسِخاتُ الجوانِبِ

أغرَّكُمُ أني حَلمتُ وأنني

أقابِلُ بالحُسنَى عدّوي وصاحبي!

وأني أحبُ العفوَ عن كلّ مخطئٍ!

ولستُ له كلّا وحاشا بِعاتِبِ

ولم تعلموا أني كما الموتِ لِلذي

تَمادَى ولم يأبَهْ بسوءِ العواقِبِ

أمَا هل نسيتُم مَن تسبّونَ؟ وَيْحكُم!

وهل قد نسيتم قدرَكم في المَعايِبِ!

أنا ابنُ العُلا، فوقَ السّماكَيْنِ منزلي

وتلك التي يرنو لها كُلّ طالبِ

وإني لَفي قومي لَبيبٌ وعالمٌ

إليَّ يكونُ الأمرُ عند المَصائبِ

وإني لَفي كلّ الخُطوبِ مُجَرّبٌ

أخوضُ غِمارَ الموتِ، لستُ بهايِبِ

وإني لَشَهدٌ للصديقِ وإنني

لِمن يبتغي ضَيْمًا كَسُمِّ العَقاربِ

بَقِيّةُ آباءٍ كِرامٍ، ففضلُهم

على كلِّ إنسِيٍّ كفَيْضِ السّحائبِ

أيا آلَ عَوفٍ لا أبا لكمُ فذي

مَناقِبُ مَن أرداكُمُ بالتّعاتُبِ