عدد الابيات : 66
حنانيكِ يا شيمـاءُ مازلتُ مُجْهَدا
وأُؤلي على نفسي النـوى بيد أَنَّني
هي الدارُ في البيداء منها دوارسٌ
عفا وامَّحى وانهارَ رسمُ ديارها
كأنَّ اعتبـار الـدارِ ما كان قائمـاً
أَيعييكَ ما أسرفتَ من جهدِ جاهدٍ
يُحاولُ منها أن يزور ديارها
ليبقى أسير القلب رهن إشارةٍ
فما أتعس اليوم الذي ما اصطبحتهُ
بهِ أن ترى ركب الرواحل سائـراً
تماديتَ شوقـاً واعتراكَ تسائـلٌ
ألا كلُّ مخصوص الصبابـة مرهـقٌ
ولولا الذي في النفس ماكنتُ قائلاً
أرى بعض أشباه الرجال كأنَّـهمْ
إذا أنت قد أجحدتَ أفضال عالـمٍ
وقد سـرتَ فـي كلِّ الدروب مهـرولاً
وأوغلتَ فـي النقد الشـديد لغايـةٍ
فدع عنك هذا القول إن كنتَ عاقلاً
فلولا اجتهـادٌ من عِمَامــةِ سيِّدٍ
اذا قال قد قال العراقُ وأهلهُ
ومن نسل آل البيت والعلمُ ورِثهُ
فإن صار يدعو للجهادِ فأنَّنـي
وإن خيَّروني لا أقلِّد مرجعـاً
عليٌّ ومن سِسْتان لكـنَّ أصلهُ
حكيمٌ بأمرِ الناسِ لم يتبعِ الهوى
فقيهٌ بحكم الله إذما سألتـهُ
فصيحٌ ومن نهج البلاغـة نهجـهُ
إذا طاوعته الناس عاشوا بنعمةٍ
وما ضرَّ أهل العلمِ إن عِيفَ علمهم
رعاهُ الذي يرعى شؤون عباده
بوجهٍ يسرُّ القلب إذما رأيتهُ
كأنَّي إذا أبصرتُ أمتعتُ ناظري
أرى غايـة التسليـم لله إنَّـهُ
وما خاب من والاهُ وارتابَ سعيهُ
كأنَّ الذي والاهُ والى محمَّداً
فلولاهُ ما شاهدتَ للهِ عابـداً
ودعواهُ بين الناسِ دعوة عالِمٍ
صيامـاً وفي شمسِ النهـارِ تجلُّداً
إلى القائمِ الموعودِ مازال داعياً
ومن خير أصلابِ الرجال تقلُّباً
هو العالِمُ المعمولُ في الناسِ علمهُ
ويحذو على نهج الرسـول وآلهِ
وجلُّ الذي يخشاهُ مِن أمرِ شعبهِ
حمى مجملَ الأَعراض من بطشِ داعشٍ
ولولا الذي قد باع سنجـار بائـعٌ
صغى معظمُ الشعبِ العراقيِّ وقتها
فَرصَّ الصفوفَ ثمَّ قاد مسيرها
إلى الجامع النوريِّ والعودُ أحمدٌ
حوى رهطهُ الشجعان من كلِّ جانبٍ
صناديدُ عـزمٍ لا يُشـقُّ غبارها
على قرع تطبيل الحروبِ كأنَّهمْ
همُ السيفُ من عبَّاس في ساحة الوغى
بهم كُلُّ فتَّـاكِ القتال مُجاهـراً
لهم كُلُّ تعظيم السلام تحيَّةً
فما زال في أرض العراق مجاهداً
يوالي زعيـماً قد أراهُ مُملَّكاً
رضا الله عنهُ وارتضاه مجاهداً
ألا فاحفظوا عنَّـي الكـلامَ فإنَّنـي
أرى إنَّـهُ المرفوع والناسُ دونهُ
وناهيكَ تدبيـر الأمـورِ وصرفهـا
لهُ ألف سهمٍ في الفضائل وقعها
فناصرتهُ في اللهِ للهِ خالصاً
وهل يستوي مَن باع للناسِ أرضهُ
سرى ذكرُ أهلِ العلمِ في الناسِ سُنَّةً
وما أعظم التوحيد للهِ فيهمُ
34
قصيدة