الديوان » محمَّد سند الشمَّري » حنانيك ياشيماء

عدد الابيات : 66

طباعة

حنانيكِ يا شيمـاءُ مازلتُ مُجْهَدا

ويرتـدُّ طرفُ العينِ منِّي مُسهَّدا

وأُؤلي على نفسي النـوى بيد أَنَّني

إِلى دارِ مَن أَحببتُ عدتُ مجدَّدا

هي الدارُ في البيداء منها دوارسٌ

عليها تـرى وقـع الرمـال مُلبَّـدا

عفا وامَّحى وانهارَ رسمُ ديارها

وما زال في البيداء أن يتغمَّـدا

كأنَّ اعتبـار الـدارِ ما كان قائمـاً

وما كان مرصوص البناء مُشيَّـدا

أَيعييكَ ما أسرفتَ من جهدِ جاهدٍ

يحـاولُ من شيمـاء ما كان أَبعـدا

يُحاولُ منها أن يزور ديارها

قُبيل ارتحالٍ  إذ توافيهِ موعدا

ليبقى أسير القلب رهن إشارةٍ

إِذا أومأت هيهات أن يتردَّدا

فما أتعس اليوم الذي ما اصطبحتهُ

بهِ أن ترى باب الأَحبَّـة  مُوصدا

بهِ أن ترى ركب الرواحل سائـراً

بعيداً عن الانظار ليس معوَّدا

تماديتَ شوقـاً واعتراكَ تسائـلٌ

وأبديتَ مكنـون السـؤال تودُّدا

ألا كلُّ مخصوص الصبابـة مرهـقٌ

وما زال في شتَّى اللُبان مُكبَّـدا

ولولا الذي في النفس ماكنتُ قائلاً

ولكـنَّ قولــي قد أراهُ تعبُّـدا

أرى بعض أشباه الرجال كأنَّـهمْ

يقولون إنَّ الدين لم يبلغِ المدى

إذا أنت قد أجحدتَ أفضال عالـمٍ

وأمسيتَ بين الناسِ للحقِّ مُجحِدا

وقد سـرتَ فـي كلِّ الدروب مهـرولاً

وسايرتَ أهل السوء والفسق والردى

وأوغلتَ فـي النقد الشـديد لغايـةٍ

فأوشكتَ أن تغتاب في القول سيِّدا

فدع عنك هذا القول إن كنتَ عاقلاً

إذا كنت ياابن الناس من دين أحمدا

فلولا  اجتهـادٌ من عِمَامــةِ سيِّدٍ

لما كنتَ قد أفلحتَ أن تهزم العدا

اذا قال قد قال العراقُ وأهلهُ

وفتواهُ تلقى في البلاد لها صدى

ومن نسل آل البيت والعلمُ ورِثهُ

وميراثُ أهلِ العلمِ لـن يتبدَّدا

فإن صار يدعو للجهادِ فأنَّنـي

لك العهدُ منَّي أن أكون مُجنًّدا

وإن خيَّروني لا أقلِّد مرجعـاً

لما أخترتُ إلَّا  أن أكون مُقلِّدا

عليٌّ ومن سِسْتان لكـنَّ أصلهُ

إلى الرملة الحمراء عاد مُجدَّدا

حكيمٌ بأمرِ الناسِ لم يتبعِ الهوى

حوى قولهُ المسؤولُ رأياً مُسدَّدا

فقيهٌ بحكم الله إذما سألتـهُ

سيعطيك فتوىً واضحاً ومُحدَّدا

فصيحٌ ومن نهج البلاغـة نهجـهُ

بمدلولِ  أهـل العلـم قال فأوردا

إذا طاوعته الناس عاشوا بنعمةٍ

وإن خالفته الناس لن تترغَّدا

وما ضرَّ أهل العلمِ إن عِيفَ علمهم

وما ضاق  عبد الله أن يتعبَّـدا

رعاهُ الذي يرعى شؤون عباده

بمخصوص ذكرٍ آلَ أن يتخلَّدا

بوجهٍ  يسرُّ القلب إذما رأيتهُ

كانَّي أرى الموسوم في الوجه عسجدا

كأنَّي إذا أبصرتُ أمتعتُ ناظري

أرى وجه مَن أبصرتُ نوراً وفرقدا

أرى غايـة التسليـم لله إنَّـهُ

تقـيٌّ لعقبى الدارِ  أن يتزوَّدا

وما خاب من والاهُ وارتابَ سعيهُ

كـأنَّ الـذي والاهُ صار مُؤيَّـدا

كأنَّ الذي والاهُ والى محمَّداً

وإنَّ الذي عاداهُ عادى محمَّدا

فلولاهُ ما شاهدتَ للهِ عابـداً

على دين أهل البيت يرتادُ مسجدا

ودعواهُ  بين الناسِ دعوة عالِمٍ

وتقواهُ  تقـوى الراغبين تزهُّـدا

صيامـاً وفي شمسِ النهـارِ تجلُّداً

قيامــاً وفي جنحِ الظَّـلامِ تهجُّـدا

إلى القائمِ الموعودِ مازال داعياً

بنصحٍ وفي شتَّى الظروف مُمهِّدا

ومن خير أصلابِ الرجال تقلُّباً

ومن طهرِ أرحامِ النساء تولُّدا

هو العالِمُ المعمولُ في الناسِ علمهُ

وليس اعتباطاً أن يكونَ مُقَلَّدا

يجاهــدُ أفكـار البغـاة بفكره

سليم الروى والطرحِ ليس مُفنَّـدا

ويحذو على نهج الرسـول وآلهِ

و عن جُبَّـةِ الإسـلامِ لن يتجرَّدا

وجلُّ الذي يخشاهُ مِن أمرِ شعبهِ

علـى موقـفٍ ألَّا يكـون مُوحَّدا

حمى مجملَ الأَعراض من بطشِ داعشٍ

أخو داعشٍ للعرض لن يتهدَّدا

ولولا الذي قد باع سنجـار بائـعٌ

لما أفسد الأوغادُ في الأَرض مفسدا

صغى معظمُ الشعبِ العراقيِّ وقتها

إلى جِهبذٍ خاض الصروف تجلُّدا

فَرصَّ الصفوفَ ثمَّ قاد مسيرها

إلى الموصلِ الحدبـاء ثُمَّ تعهَّدا

إلى الجامع النوريِّ والعودُ أحمدٌ

بحشدٍ شديد البأس من دين أحمدا

حوى رهطهُ الشجعان من كلِّ جانبٍ

رجالاً بقول الحقِّ لن تتردَّدا

صناديدُ عـزمٍ لا يُشـقُّ غبارها

أبابيلُ متبوع الخميسِ مُجوَّدا

على قرع تطبيل الحروبِ كأنَّهمْ

مواقيتُ سَكْرات المنون الى الردَى

همُ السيفُ من عبَّاس في ساحة الوغى

وتأبـى سيـوفُ الله أن تتغمَّـدا

بهم كُلُّ فتَّـاكِ القتال مُجاهـراً

إذا كرَّ في الأعداء قد كرَّ مفردا

لهم كُلُّ تعظيم السلام تحيَّةً

ولا سيَّما من كان في الموت أسعدا

فما زال في أرض العراق مجاهداً

لدوداً  وفي سـوح المعـارك أصلدا

يوالي زعيـماً قد أراهُ مُملَّكاً

على مُجمل الحوزات مازال سيِّدا

رضا الله عنهُ وارتضاه مجاهداً

وأبقاهُ ذخـراً للعراقِ ومَسْنَدا

ألا فاحفظوا عنَّـي الكـلامَ فإنَّنـي

أرى إنًّـهُ قد نالَ في المجدِ سؤددا

أرى إنَّـهُ المرفوع والناسُ دونهُ

ومن حقِّه التمجيد إن يتمجَّدا

وناهيكَ تدبيـر الأمـورِ وصرفهـا

لقد حاز في التدبير ما كان أَبعدا

لهُ ألف سهمٍ في الفضائل وقعها

فلا ضير إن أوردتُ أو كنتُ مُسرِدا

فناصرتهُ في اللهِ للهِ خالصاً

وبايعتهُ في الحال إن مدَّ لي يدا

وهل يستوي مَن باع للناسِ أرضهُ

ومَن قد رأى في الأرض أهلاً و مُولدا

سرى ذكرُ أهلِ العلمِ في الناسِ سُنَّةً

وأسمى مقامٍ  أن يكون وأنجدا

وما أعظم التوحيد للهِ فيهمُ

إذا كنتَ في الدين الحنيف مُوحِّدا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمَّد سند الشمَّري

محمَّد سند الشمَّري

34

قصيدة

شاعر عربي من بغداد اكتب الشعر منذ نعومة أظافري..

المزيد عن محمَّد سند الشمَّري

أضف شرح او معلومة