وصاح يا عراق
_1_والنخلُ يعلو في السماءوالأرضُ ما تعنيهِ عزَّاً وانتماء
هامَ النخيلُ بينَ نهريكَ وصاح ياعراق ، فهاجَ شعرُ الشعراء
أنا منذُ حين،وأَهيمُ شوقاً للقاء،وما لشوقي من فتورٍ وانتهاء
أَنا منذُ حين،وأَفيضُ حُبَّاً للعراق،وأَصيحُ حتّى بُحَّ صوتي في النداء
فاضت دموعيحينَ شاهدتَ النخيل،صار مرسوماً على شكلِ انحناء
فاضت دموعيوالأسى في قلبي هاج،وبكيتُ بكياً لا يضاهيهِ بكاء
وحملتُ عنكَ مِنْ عناءِ النائبات،فوجدتُ إِنَّكَ تحملُ عنّي العناء
ولقيتُ فيكَ العزَّ والمجدَ التليد،أبتاه لا تشكُ إلى الدنيا هباء
أنتَ أماني في زمانِ اللا أمان،وإليكَ مُلتجئي إذا ما القحطُ جاء
لو تنكثُ الأيَّامُ عهدكَ مانكثت،أو تغدرُ الدنيا وتفعلُ ماتشاء
سأصونُ عهداً بيننا مادمتُ حي،عاهدتُ نفسي ومن طبعي الوفاء
صبراً عراقستزولُ أيَّامٌ عجاف،وسترجعُ الدنيا وتدعوكَ إلى لقاء
_2_أنا يا عراقكُلُّ يومٍ أفتديك،وليس لي في هذه الدنيا سواك
وليس لي في الأرضِ إلَّا الرافدين،وطناً وما آوى إلى وطنٍ سواك
أنا يا عراقليتني نذراً إليك،وليتَ عمري لم يكن إلَّا معاك
قد نالَ منّي عشقكَ الذبَّاحُ يجري في دمي،واحتارَ قلبي في هواك
هلْ عشقُ ذات القربِ يشفي لوعتيأم أنَّهُ أمرٌ يؤدّي للهلاك
وأراكَ بينَ الحينِ والحينِ مغطّىً بالجراح،وأراكَ مهموماً وخوفي أن أراك
وأراكَ وحدكَ بينَ ألافِ العداوطناً جريحاً يخفي ألامَ العراك
دمتَ عزيزاً والعدا ذلَّاً يرون،وستبقى مثل الشمسِ تعلو في سماك
إذ قالوا :الشعراء خلفكَ يلهثون،قلنا قليلُ الحظِّ مَنْ يفقد خطاك
وطنٌ إذا أكرمتهُ أعطى الكثير،وإذا قصدتهُ كُلُّ خيرٍ قد أتاك
وطنٌغنيٌّ كُلُّهُ عزٌّ وجاه،وبهِ مِنَ الخيراتِ مافيهِ غناك
وطنٌ منَ الأشواقِ يملئهُ الحنان،ماانفكَّ عن الشوق حتّى قد لقاك
خُذني شهيداً بين دجلةِ والفرات،كي لا يكون الموتُ إلَّا في رباك
ورباكَ يعرفني ويعرف مَنْ أكون،أنا مَنْ يعيشُ العمرَ يستجدي رضاك
أنا مَنْ يعيشُ العمرَ عمراً لايطاقلكنَّ لي حسبي وحسبي في هواك
وأراكَ في شعري عليَّاً كالنجوم،فوق التسامي والتسامي قد علاك
رحماكَ ياوطني فإنّي قد بُليت،بهواكَ منذُ الصغر مقتولاً فداك
كيف القصائدُ ياعراقٌ تحتويك،وكيف للشعر إذا يوماً رثاك
والشعرُ في حُبِّ العراق فرض عين،شرعاً وقانوناً و إلَّا قد جفاك
34
قصيدة