عندما أكتب، أعلم أنني أحمل نعشي مع قلمي،
وأن كل كلمة أكتبها هي مسمار جديد في هذا النعش.
مع كل قصيدة أنشرها،
أُسمّر نفسي على صليب التضحية،
لا طمعًا في الشهرة، ولا طلبًا للمديح،
بل لأني لا أملك خيارًا سوى الكتابة
عن هذا العالم الذي نزفت منه الإنسانية.
أحمل نعشي كما أحمل ألم الإنسانية الجريحة.
لا أبكي خوفًا من الموت،
بل أبكي دموع المظلومين، واليتامى، والثكالى.
أبكي دموع كل أم، وكل طفل، كل قلب فقد من يحب.
أبكي أحلامًا سعيدة تحولت إلى كوابيس،
وآمالًا في الخير اغتالها شر الطغاة.
أبكي على حبٍّ قتله أناسٌ لا يعرفون الرحمة،
وعلى سلامٍ دفنته جشع الطامعين،
وأحرقته الكراهية العنصرية والطائفية والعرقية.
أبكي على الله وملائكته الذين رحلوا عن هذا العالم،
تركونا وحيدين في صمت السماء،
نصلي فلا يُستجاب لنا،
نبكي فلا يُسمع لنا.
لكنني لا أكتب لأخلد نفسي،
بل لأخلد الألم النبيل،
الألم الذي لا منبر له، ولا مال، ولا جيش،
بل قلبٌ ينبض بالحق،
وصوتٌ يأبى الصمت.
أملي الوحيد، بعد رحيلي،
ألا أُدفن في مقبرة النسيان.
كلماتي تبقى حيةً تُذكر الناس بي،
وأكون صرختهم الأبدية في كل مكان وزمان،
داعيةً إلى سلامٍ عالميٍّ شامل،
ورسالةَ محبةٍ وخيرٍ وإنسانيةٍ لكل إنسانٍ على وجه الأرض عبر الزمان.