ما زلت أذكر، بكل حزن وكثير من الدموع،
تلك الأم مع طفلها في الشارع،
تحتمي بقطعة نايلون من مطرٍ منهمر،
تضم طفلها بجسدها البارد، المغطّى بثيابٍ ممزقة.
كانت تنظر إلى السماء، حائرةً باكية،
كأنها تقول: لا رحمة لنا في الأرض، ولا في السماء.
أنا أكتب الآن والدموع تنهمر بسخاء من عيني،
أكتب لتكون كلماتي صرخةً في وجه القسوة،
تنادي: أين الرحمة؟ أين الحب؟
أين من يسمّي نفسه إنسانًا؟
أين الإيمان بالله؟ أين الخوف منه؟
أسألكم باسم الإنسانية الجريحة،
التي تبكي دماء أبنائها الأبرياء بألمٍ لا يُحتمل:
كيف تصلّون لله وقد نسيتم أننا جميعًا مخلوقاته؟
كيف ترفعون أيديكم بالدعاء،
وقد نسيتم أن الله هو الحب، والسلام، والخير؟
أما سمعتم قوله تعالى:
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"؟
تشاهدون ما يحدث وكأنكم تتابعون فيلم أكشن حزين،
ترون الركام والجثث كأنها مشهدٌ مأساوي دموي في الفيلم.
لكن تحت هذا الركام،
مدفونون إخوتكم وأخواتكم في الإنسانية،
بعضهم مدفونون أحياء،
يموتون ببطء وسط الألم والمعاناة.
والدماء التي تسيل، هي دماء الإنسانية،
هي دماؤكم أنتم،
وإن نظرتم بعيون المبالاة،
سترون فوق الركام
وجه الله تعالى حزينًا جدًا،
من قسوة قلوبٍ ادّعت الإيمان،
واتبعت الشيطان، وفعلت ما حرّمه الله.
كفّوا عن اللامبالاة،
كونوا صرخةً تخترق حاجز الصمت،
صرخةَ سلامٍ تهدم عروش القتلة الظالمين،
صرخةَ حبٍ لكل إنسان،
في كل مكان وزمان.
الخميس 17/4/2025