أنا أكتبُ،
من أجلِ خيرِ الإنسانيةِ الجريحة،
وأنا أنزفُ بصمتٍ،
بلا معينٍ، بلا دفءٍ،
بلا عائلة أو أقرباء أو أصدقاء.
وحدي أنا،
مع الحزنِ، والهمِّ، والجوعِ، والمرضِ، والدموعِ الكئيبة،
مع خيبةِ الأملِ، حتى برحمة السماء،
التي هي صماء،
لا تسمع دعاء من هم مثلي من الفقراء،
وكأننا بالنسبةِ لها غرباء،
لا نستحقُّ أن تسمعَ لنا دعاء.
كأنّهُ حكمٌ بالإبادة،
بكلِّ قسوة وظلم من السماء،
نموت جوعا وبردا ومرضا،
ببطء شديد جدا،
بكلُّ ألمٍ يسحقُ ما بقيَ من كبرياء،
ويقتلُ ما تبقّى من إيمان، وامل برحمتها،
التي تبخلُ حتى بالموتِ عليّ،
كأنها تفرحُ بعذابي في معاناتي،
وتطربُ بصوتِ آهاتي الما.
كأن قلبَها حجرٌ،
لا رحمةَ فيه، لا شفقةَ،
على حالي السيئ جدًا،جدًا،
في حياةٍ بائسةٍ للغاية،
كأنها مسلسلُ معاناةٍ لا نهايةَ له،
ولا لحظةَ راحة من الألم فيه.
قسوةُ السماءِ،
قتلتْ إيماني،
وأخرستْ صلاتي،
حتى صار كل ما افكر فيه وأحلم به واتمناه كثيرا،
الموت،
لكي انجو من عذابِ الحياةِ المستمر،
منذُ وِلادتي،
وحتى موتي، المستحيل.